: آخر تحديث

في ذكرى حرب لبنان الثانية كيف تحول وضع حزب الله إلى الأسوأ؟ 

81
78
68
مواضيع ذات صلة

في شهر اغسطس من عام 2006 قام حزب الله اللبناني باختطاف 3 جنود احتياط اسرائيليين في عملية أشرف على تنفيذها كبار قادة الحزب اللبناني الذي حاول آنذاك تصوير نفسه كأنه حامي لبنان خاصة بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان عام ٢٠٠٠. ولكن هذه العملية التي وصفها اللبنانيون بعد الحرب التي استمرت ٣٤ يومًا بالخطيئة الكبرى سببت لحزب الله اخفاقات وهزائم كبيرة ومتنوعة الكل في لبنان يتذكر تصريح نصرالله بعد انتهاء الحرب - لو كنت أعلم أن عملية الاختطاف ستقود إلى هذه الحرب لما أمرت بتنفيذها.

إذاً أعلن حزب الله الحرب على إسرائيل وسمّى عدوانه بالوعد الصادق و ان ظهر في آخر مطاف الحرب أنه كان وعداً كاذباً. أتى الرد الاسرائيلي سريعا ًو شن جيش دفاعها هجوماً مكثفا،ً في البداية كان هجوماً جوياً ومن ثم برياً لمحاربة قوات حزب الله في جنوب لبنان. النهاية كانت في قرار أممي انتشرت بموجبه قوات اليونيفيل الدولية في جنوب لبنان.

بعد مرور 12 عاماً على هذه الحرب يجب علينا مراجعة تبعاتها الممتدة إلى يومنا هذا على الجانبين الإسرائيلي واللبناني , فمن ناحية لبنان تحول جنوبها الى ثكنات عسكرية و مقرات ايرانية و الفقر المدقع ينخر بسكانه الى جانب أن حزب الله نشر الثقافة الإيرانية في أغلبية المناطق التي يتحكم بها.
وبحسب اخبار تناولتها صحف غربية وعربية فإن حزب الله تلقى من إيران أسلحة كثيرة وقام بتخزينها في مستودعات السلاح الخاصة به والتي يقع جزء كبير منها داخل القرى والبلدات في جنوب لبنان ومنها داخل أبنية سكنية فعلى سبيل المثال هناك بيوت وأبنية في جنوب لبنان مكونة من عدة طوابق حيث يخصص حزب الله عدد من الطوابق كمنصة إطلاق أو تخزين صواريخ وقذائف والباقية تعود لمواطنين سواء موالين له أو عاديين. لقد سبق لأكثر من مسؤول عسكري اسرائيلي الحديث بشكل مباشر عن طريقة عمل حزب الله هذه حيث استخدم مقولة "من ينام مع صواريخ ليعرف أنه في الحرب قد يستيقظ مع انفجارات". 
بدون أدنى شك السنوات التي تلت هذه الحرب أثبتت حجم الاختراق داخل هذا التنظيم من الناحية الاستخباراتية سواء بالإغتيالات أو بما ينصب لمصادر دولية حول ضربات اسرائيلية ضد مصالحه من حين الى آخر وبشكل دقيق.

حزب الله يعاني من أزمتين أساسيتين في السنوات الأخيرة. الأولى مادية والثانية أخلاقية:

بالنسبة إلى الأزمة المادية فهناك نقص حاد بميزانية التنظيم التي تستند أصلاً إلى الميزانية الإيرانية لإنهاء جزء لا يتجزأ من السياسة الخارجية والعسكرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. لقد انتشر مؤخرًا فيديو لحسن نصرالله في بداية مشواره السياسي حينما قال أن حزب الله هو مشروع تابع لوليه الفقيه والهدف منه في النهاية إقامة دولة إسلامية شيعية ليس في لبنان فحسب بل في المنطقة كلها. فالأزمة الاقتصادية الضحمة التي تعاني منها الجمهورية الاسلامية الإيرانية هذه الأيام والتي جعلت الآلاف من الإيرانيين يخرجون للشوارع للاحتجاج ضد حكم الملالي له تأثيراته على وضع حزب الله المالي.

أما بالنسبة إلى الأزمة الاخلاقية فبدون أدنى شك الأزمات والحوادث الأخلاقية التي تورط فيها عناصر الحزب من الكوادر إلى القادة كبيرة جدًا وجعلت الأمين العام يبحث عن طرق متنوعة للقبض على المتهمين في هذه القضايا التي وصلت ذروتها في عملية اغتيال القيادي البارز في الحزب مصطفى بدر الدين والذي تقول إسرائيل أن نصرالله شخصيًا بتعاون مع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني مرتبطان بتنفيذ عملية الاغتيال. ذلك بالإضافة إلى المشاكل الاخلاقية الكبيرة التي يواجه الحزب خلال تورطه في الحرب داخل سوريا ومشاركة عناصره بقتل السوريين والمشاركة بأفعال مروعة ضد النساء والأطفال والعزل.

إذاً وبعد مرور ١٢ عام على ذلك الانتصار الإلهي المزعوم والذي لا يصدقه أحد من العرب واللبنانيين اليوم بات وضع حزب الله أسوأ من جميع النواحي وخاصة بعد الأزمة الكبيرة التي يواجهها نظام الملالي. فإسرائيل تتهم حزب الله أيضاً بانتهاك قرار 1701 التابع للأمم المتحدة بشتّى الطرق خاصة انتشار عناصره بلباس مدني في جنوب لبنان أو عن طريق التنظيمات البيئية وغيرها. فعند مشاهدة السيناريو اللبناني اليوم نرى أن إيران قد تتحكم بقرارات الحرب والسلام في لبنان والكل يعي خطورة تحكم النظام الإيراني بقرارات مصيرية خاصة في دول عربية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي