: آخر تحديث

إيران وذيل الأسد

101
94
88

هدد الرئيس الإيراني روحاني الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأياك ان تدوس على ذيل الأسد في اسقاط سياسي واستعارة بلاغية من الأمثال الشعبية بعد ان هدد باغلاق مضيق هرمز امام الملاحة الدولية  بأن لا نفط يصدر من المنطقة اذا ما توقفت صادرات النفط الإيراني واثنى على تلك التهديدات المرشد الأعلى خامنئي ومن قبلهم ابرق قائد الحرس الثوري لرئيس الجمهورية باننا جاهزون لتنفيذ تهديداتك عندما تأمرنا بذلك ؟

أن هذا السيل المتدفق من أشكال التهديد من المسؤولين في إيران يعكس في واقع الحال مستوى مرتفع من القلق المتزايد مع اقتراب مواعيد تنفيذ أقسى عقوبات اقتصادية امريكية على حكم الملالي كما وصفها وزير الخارجية الأمريكي.

يستطيع المراقب للشأن الإيراني ان يعد هذه التهديدات جزء من البروغندا الإيرانية المعهودة وانعكاس لحالتي الخوف والأضطراب لقادة النظام بغية البحث والتفتيش عن اية صفقة جديدة للتفاوض في مكان مغلق تحفظ لهم ماء الوجه حيث انهم ادركوا بعقلية البازار الإيراني ان اتجاهات الريح لا تسير لجانبهم فساكن البيت الابيض الأن ليس اوباما الذي دللهم واطلق لخيالهم المريض العنان واعطاهم اكثر مما يحلمون وقايض توقفهم عن التخصيب مؤقتا بمليارات الدولارات وصل بعضها لخزائن طهران معبأ في اكياس على متن الطائرات ولذلك فهم المعممون الاتفاق النووي بانه اشارة خضراء للولوج الى المنطقة بالسيطرة والهيمنة .

إيران في عام 2018 مختلفة جدا وفي شهر نوفمبر القادم ستكون الحال أسوأ واول من يدرك هذه الحقيقة بالتأكيد هم انفسهم قادة النظام ، فالرئيس ترامبجاد في تنفيذ تعهداته ولا يتورع عن اتخاذ اي قرار صعب كما أن من يتابع تصريحات السيد بومبيو وزير الخارجية الأخيرة يقتنع بان ريح الملالي لم تعد في مرحلة الهبوب وموسم الجدب والقحط والعذاب آت سريعا ومن يراهن على تهديدات وصراخ الملالي فهو واهم جدا فهؤلاء قمة في البراغماتية والمصلحية ولن يفرطوا في حكمهم ومصالحهم مهما كان الثمن حتى لو نزعو كل اسلحتهم وصواريخهم البالستية التي يهددون بها المنطقة ومصالح الغرب وبيننا الأيام .

إيران لن تتجرأ على غلق مضيق هرمز لأنها  تحسبها بعقلية التاجر بانهالأنتحار بعينه ومن ينتحر سيذهب الى الجحيم وحيدا فهرمز خط احمر يتعلق بأمدادات العالم من الطاقة  وسيتوحد الغرب وامريكا للرد على هذا التحدي بالغ الخطورة وستكون إيران بلا شك عاجزة عن مواجهة العالم أجمع ، ورغم هناك من ينفخ في طبل إيران الأجوف بانها ستنفذ تهديداتها وتطلق الصواريخ وتحرك حرسها الثوري فهذا كله هراء من الناحية الاستراتيجية والتكتيكية فإيران دولة بلا سلاح طيران ولا مدفعية ولا غواصات حقيقية ولا ترتكز الا لسلاح الصواريخ وهذا سيتم معالجته بتكنلوجيا الغرب المذهلة ولنا مثل قريب من حرب الخليج الاولى فقد شلت تكنلوجيا الامريكان منظومات صواريخ سام 7 العراقية الروسية ولم تنطلق سوى امتار وحتى لو فرضنا جدلا انها نفذت تهديداتها في استعمال الصواريخ بعيدة المدى فهي لن يكون حالها افضل من صواريخ وكيلهم الحصري في اليمن عبد الملك الحوثي .

إيران في مأزق حقيقي وشارعها الداخلي محبط ويائس من شعارات النظام ودعايته وساحاتها الاخرى موحلة وليست بأفضل حالا فالحوثي مدمى فياليمن وسوريا الإيرانية تحولت بالنقاط الى ميدان روسي خالص والعراقالعربي البلد المجاور رغم ما قصدته إيران من تحريكها للشارع الجنوبي والشيعي تحديدا من اجل محاصرة حقول النفط وعرقلة تصديره لكن العراقيينكانو اذكى من ألاعيبها ودسائسها فانتبهوا الى ان سبب معاناتهم الطويلة هي إيران نفسها وليس غير عبر وكلاءها من الاحزاب والميلشيات فتضامن العراقيين شيبا وشبانا رجالا ونساءا وهتفوا في تظاهراتهم المتصاعدة إيران برا برا وحرقو صور الخميني وانقلب السحر على الساحر ولبنان وحزب الله في معمعة وورطة كبيرة ..

نظام الملالي في وضع هش جدا فلا هو الأسد الذي يزأر ولا يسمح لأحد بمس ذيله ولا حربهم ستكون ام المعارك على قول السيد روحاني ولطالما ان جيراننا الإيرانيون يستعينون بأمثالهم من عالم الحيوانات كما هو حال الشعوب الأخرى فأن هناك ايضاً مثلا شعبيا عراقيا يقول ( ان الكلب الذي ينبح كثيرا لا يعض ).


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي