: آخر تحديث

الدور الإماراتي في اليمن – تعمير الخراب

95
116
83

لا يخفى على ذي لب الدور العربي في حماية اليمن من الوقوع في براثن التمدد الاجنبي في المنطقة العربية،  فلم يرحم احدا في بلده ولا في العراق ولا في سوريا ولا في لبنان، واول من ثار ضده كان شعبه المسكين الذي  يعاني من الامرين بفعل سياساته التوسعية ورغبته في نشر افكاره وتفسيراته الدينية المرفوضة عربيا حيثما استطاع.

السعودية تعتبر قائدة الامة العربية عموما،  ذلك لايعني ان العرب اصبحوا سلفيين فغالبية العرب كما قلنا سابقا احناف ثم مالكية وقلة قليلة حنابلة وهو منهج يصعب تطبيقه عمليا في عالم اليوم، كما ان القيادة في المملكة تعتبر حكيمة وواعية،  إذ بدأت في عهد الملك سلمان طريقاً جديدا في التعامل مع الوقائع والمتغيرات المحلية والاقليمية والعالمية.

لاشك اننا مسلمون ونعتز بهويتنا كوننا اصحاب رسالة حبانا الله بها، اغلبنا احناف وسيبقى الوضع هكذا، كما يجب ان نحمي انفسنا من الافكار المتشددة والبدع والشركيات وهو امر لامفر منه، لكن في الوقت نفسه يجب ان ننفتح على الاخر ونعترف ان اليوم ليس البارحة وان التسامح سمة اسلامية وان ماحاول المتطرفون زرعه من الحقد في قلوبنا في الثمانينات والتسعينات انما هو "غير اسلامي"،  بالإضافة الى كونه غير واقعي.

عندما قدم الملك سلمان بدأ عهدا عربيا جديدا مفاده  انتهاء الوقت الذي يعبث فيه بأمننا من تسول له نفسه ذلك، واننا متجهون نحو الحداثة والتقدم بأسرع وتيرة عرفها التأريخ العربي الاسلامي، وهو امر خير، تحاول قوى الظلام ايقافه بشتى الوسائل وخاصة تحالف الاشرار الذين يدعمون التنظيمات المتطرفة ولايؤمنون بديمقراطية الا اذا جاءت بتيار ظلامي مدمر وفيما لو انتفضت الشعوب ضد الظلاميون، قامت الدنيا عند هؤلاء ولم تقعد، لكن قافلة الخير سائرة ومنتصرة بأذن الله.

عندما سقط علي عبد الله صالح استغل الحوثيون الفراغ والفوضى بالإضافة الى تفكك الجيش اليمني وهذه حقيقة يحاول بعض المحللين الالتفاف حولها، فأنقضّ الحوثيون وحاولوا بناء يمن خاضع لهم كما عمل حزب الله في لبنان، فهذه التنظيمات ومن يدعمها تسمح ببعض الحرية لمخالفيها كي لاتنفجر الاوضاع، ثم قرر الحوثيون احتلال كامل اليمن وارغام اهله على خياراتهم وتحالفاتهم كما فعل داعميهم في جميع أنحاء المنطقة العربية.

كثيرون ممن يعتبرون ان اليمن مستنقع مستذكرين ماحصل مع عبد الناصر، ذلك الهاوي غير المحترف في السياسة، سقط عبد الناصر في مستنقع اليمن وكان التدخل المصري وازعا  لكي يمنع كل العرب من ان يتدخلوا في اليمن بالرغم من الحاجة الماسة لذلك، خاصة ان اليمن كان يمشي  بقيادة عصابة توزع الارزاق حسب الولاءات وخيرات اليمن مسلوبة و موضوعة دائما في المكان الخاطئ.

لم يرغب احد بالتدخل على الرغم من اننا جميعا كنا نشهد التنمر الخارجي العجيب والغير مسبوق، فما كان من ايام اللعب لذلك المتنمّر الا ان انتهت بقدوم دونالد ترامب على سدة الحكم في امريكا وتولي الملك الحازم العادل في السعودية، وفجأة تغيرت قواعد اللعبة القديمة وبات حال المتنمرون الحيرة والترقب والخوف. 

يعاني اليمن من تجارة مخدرات مؤسفة، الأمر الذي أدى الى فقدان السيطرة عليها بسبب الفساد الاداري والمال السياسي الذي كان يستعمل لتخدير القبائل وسرقة اموال الشعب، والسؤال هو هل هذا الشعب يملك حق الكلام ام انه مغلوب على امره، لان من غير المعقول اننا لم نعرف ماذا يريد الشعب اليمني حقيقة.

 

مسائل مهمة،

المسألة المهمة الاولى التي على شعب اليمن فهمها هو ان الامارات تعتبر افضل دولة عربية من حيث الاداء الاداري والاقتصادي حاليا، فهي تتربع في الصدارة في كل المؤشرات العالمية التي لاتحابي احدا، وهذا يعني ان خبرات الامارات ضرورية وتستطيع ان تساعد في دفع عجلة التقدم في البلدان العربية.

المسألة الثانية والاهم هو ان الامارات تسير بسرعة نحو التقدم والرقي الحضاري منذ ايام الشيخ زايد رحمه الله، ولاتزال عجلة التقدم تسير بسرعة،  ما يجب ان نقوله هنا هو ان الامارات ليست بحاجة لسقطرى او غير سقطرى، فمصالح الامارات هي مصالح العرب جميعا  فهي اكثر دولة تقدم مساعدات للعالم الثالث، فحقيقة يبدو من السخف بمكان القول ان الامارات في اليمن لمصالح معينة!

كما ان الامارات تقودها قيادة واعية تراعي مصالح الامة العربية بشكل واضح وهذه حقيقة مستقاة من الفكر العروبي والحداثي للشيخ زايد رحمه الله.

فاليمن ليس وحده على الساحة،  إذ هناك تطلعات للشعب اليمني وهناك حسابات عربية اقليمية وشعب اليمن في النهاية يعي هذه الحقيقة  التي ستؤدي الى حلول توفيقية بين كل مكونات الشعب اليمني ليغلبها الحكمة والتعقل وليس العواطف لوحدها.

المسألة الثالثة والاهم هي ان الأمن القومي العربي يقوم على وجود يمن جنوبي ويمن شمالي، ولا ينبغي السماح بأخطاء وتعجّل سياسي كالذي جعل اليمن الجنوبي اسير لدى اليمن الشمالي مما أدى الى ضياع  فرص التنمية على الجميع، بل ان اليمن الشمالي سينعم بالاستقرار وسيكون له جيش وطني وقيادات عربية يمنية من رحم الامة وليس اناس يأتمرون بأوامر خارجية. كما من حق اليمنيين الجنوبيين العيش بسلام حسب الخيار الذي يختارونه هم بدون شعارات وحدوية ثورجية ارجعت العرب للوراء على مدى عقود سابقة. وجود يمن جنوبي ويمن شمالي انما قد يكون سببه امران اخران اولهما الحكم بطريقة اللامركزية التي نجحت في اوربا وثانيا توفير الاستقرار لليمنين كي ينعم الشعبين الشمالي والجنوبي بعيش مستقر اقتصاديا وسياسيا، وكعرب نشكر التحالف العربي على مايقدمه من اموال ودماء لحماية الامة من العبث والفوضى.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في