: آخر تحديث

الکونفدرالية الترکية ـ الکردية

100
100
121

دخول القوات الترکية لعفرين و رفع العلم الترکي فوقها وليس العلم السوري(خصوصا وإن ترکيا قد دفعت أمامها الجيش السوري الحر کدلالة على إنها تحترم السيادة الوطنية السورية)، هذ الدخول ەمثل الخطوة العملية الاولى لتنفيذ المخطط الامريکي ـ الترکي الذي يسعى لضم المناطق الکردية السورية و من ثم إقليم کردستان العراق زائدا الموصل الى ترکيا"وهو أمر أشارت إليه مصادر ألمانية بعد سقوط عفرين" وقد يکون ضم الموصل إليها کتعويض عن موافقتها على کونفدرالية تقام بعد ضم تلك المناطق إليها.

تنفيذ المخطط الذي سيعمل في نهايته على إقامة نظام کونفدرالي يجمع الاکراد و الاتراك معا له الکثير من المبررات لتنفيذه في هذه الفترة الحساسة التي تمر بها المنطقة، إذ هناك الکثير من الامور التي تعجل بالاسراع في تنفيذه قبل أن تستجد أحداث و تطورات تجعل من تنفيذه أمرا مستحيلا.

هذا المخطط، من شأنه أن يمنح الطمأنينة و الراحة للأتراك على ضمان عدم إنسلاخ المناطق الکردية عنها مستقبلا، کما إنه يأتي أيضا بمثابة سکينة خاصرة على المشروع الايراني في المنطقة و الذي يعمل على ضم مناطق الى دائرة نفوذه و جعلها إيرانية أکثر من إيران نفسها کما نرى في الحالات العراقية و اللبنانية و اليمنية، الى جانب إن هذا المخطط يضع الروس في زاوية حرجة و يصعب من مهمتهم في سوريا بشکل خاص و المنطقة بشکل عام، کما إنه بالاضافة الى کل ذلك فإن تنفيذ هذا المخطط و ضم المناطق الکردية السوري و العراقية و الموصل الى ترکيا سيکون لصالح اسرائيل و يضمن أمنها الى أبعد حد.

السيطرة الترکية على عفرين بمساعدة سواعد سورية، سيستمر بصورة و أخرى للسيطرة على منبج و قامشلي مثلما إن التحرك بإتجاه الاراضي العراقية ستکون هناك أيضا سواعد عراقية تتقدم الجحافل الترکية، تماما کالجيش السوري الحر الذي يبدو إنه فقد کل مصداقيته الوطنية بعد رفع العلم الترکي فوق رؤوسهم على عفرين، وهنا قد يتبادر الى الذهن عن ماهية الرد الايراني على ذلك، وهل ستتصدى إيران عن طريق الميليشيات التابعة لها في العراق"کعادتها دائما" للتقدم الترکي وهل هي في مستوى ذلك؟ الحقيقة أن الجمهورية الاسلامية الايرانية هي الان في أسوء حالة وهي محاصرة بالمخاطر و التهديدات من کل جانب وبالاخص من جانب شعبها و المعارضة الايرانية، ولذلك فإن دخولها في هذه المواجهة تعني إنها ستحفر قبرها"کنظام"بيدها و تسير نحو مجهول.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي