: آخر تحديث

السعودية غاضبة من لبنان

111
133
121

الازمة في لبنان تتفاقم بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الدين الحريري من الرياض، الرئيس الحريري لم يعد يحتمل ان يكون غطاء حزب الله وايران في لبنان، وان يستمر في تبرير تدخل حزب الله في سوريا واليمن ومعاداة غالبية الدول العربية الراعية للبنان والحليفة له وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
لبنان دولة الدويلة او دولة داخل الدولة، ومذاهب مختلفة تتنازع على مناطق نفوذ جغرافية وسياسية وكراسي في البرلمان ضمن لعبة النأي بالنفس ومسرحية الحياد التي لم تستمر بعد ان اخل بها حزب الله وقبلها الحريري وحلفاءه على مضض من اجل لبنان الدولة والمؤسسات والتي اعتقدوا واهمين انها قائمة وموجودة ويمكن الحفاظ عليها وعلى استقرار لبنان.
ولعل اكثر ما اضر بالحريري وقلل من شعبيته ومس بباقي الحلفاء في الداخل اللبناني من مكونات 14 اذار وغيرها، هو قيامه باقناع حلفاءه السعوديين بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للبنان لتجنيب البلد فراغا وفوضى في ظل غياب اتفاق على شخص اخر ومسايرة حزب الله والاتفاق معه على حكومة موحدة.
فالرئيس اللبناني الحليف لحزب الله اقر واكد ان لا حديث عن نزع سلاح حزب الله قبل حل مشاكل الشرق الاوسط موضحا ان الجيش اللبناني ضعيف وحزب الله يحميه. وهذا بحد ذاته اعتراف بان لبنان هو دولة دويلة حزب الله الخمينية اذ كيف يمكن لرئيس دولة يعتبر نفسه "قويا" ان يقول ان جيش بلاده ضعيف وهو بحاجة لمليشيا لتدافع عنه، فاما الدولة غائبة او ان هذا الرئيس غائب عن موقع الرئاسة ولا يزال يتحدث بمنطق زعيم حزب سياسي طائفي متحالف مع حزب الله.
لا يمكن للبنان ان يستمر دولة مستقلة لها سيادة ومؤسسات وهناك دولة حزب الله الايرانية الخمينية تقرر مصيره وتعبث بامنه وامن قادته وسياسيه وصحافيه ورموزه، فقرار الحريري الاستقالة من الرياض جاء بموافقة سعودية وضمن خطة سعودية لمواجهة ايران ولجم ادواتها من الحوثي في اليمن مرورا بالحشد الشعبي في العراق وحتى حزب الله في لبنان.
تصريحات المسؤولين السعوديين حول الازمة تنذر بقرب اجراءات سعودية صارمة ضد لبنان والتي اعتبر وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان حكومتها حكومة حرب وانها أعلنت الحرب على السعودية من خلال مشاركة حزب الله بالحرب في اليمن ضد التحالف العربي وفوق ذلك اتهم وزير الخارجية عادل الجبير  حزب الله تحديدا باطلاق الصاروخ من الصناعة الايرانية من اليمن الى الرياض مؤخرا.
الاجراءات التي يمكن للسعودية ان تقوم بها قد تشل الاقتصاد اللبناني خلال فترة قصيرة وان قامت السعودية مع دول الخليج ومصر بترحيل اللبنانيين من اراضيهم واعتبار لبنان مثل قطر فيمكن القول وبحسب المثل اللبناني " كفك عالضيعة" والمؤشرات للقيام بمثل هذه الخطوات واضحة ويبقى السؤال متى وكيف وهل هناك استثناءات؟
اما بشأن العمل العسكري فالامر بعيد عن الواقع في هذه المرحلة سعوديا، فالسعوديةا لن تغامر بحرب جديدة في ظل التجربة اليمنية من جهة ولا تريد معاقبة لبنان بكل مكوناته على اعمال حزب اللهمن ناحية اخرى.
اما اسرائيل فهي مرتاحة للوضع الحالي في لبنان وعدم تهديد امنها في الشمال منذ العام 2006 اضف الى ذلك ان حزب الله يدخل في محاور ومواجهات عدة في سوريا واليمن والان المواجهات الداخلية مع الخصوم السياسيين ومع الحلفاء في ظل الوضع الجديد.
اسرائيل من ناحيتها لن تدخل في مواجهة عسكرية مع حزب الله بل ستستمر في تحديد الاهداف ضمن بنك اهدافها بلبنان الى حين المواجهة ومن جهة اخرى ستستمر في ضرب المصالح الايرانية وحزب الله بسوريا وقد تزداد الوتيرة في الفترة القادمة.

لبنان اصبح ساحة عراك سعودية ايرانية اضافة الى كونه ملعبا للسجال الاسرائيلي الإيراني وهذا البلد الصغير المكون من مذاهب وتيارات دينية مختلفة متقاتلة داخلها احيانا وفيما بينها دائما لن يستطيع ان يلعب بعد الان لعبة النأي بالنفس او الحياد بعد ان اغرقه مكون مهم من تركيبته المذهبية و السياسية، بالحرب السورية واليمنية رغما عن انف قادته من حلفاء لهذا المكون او خصوم.
الحرب الاهلية اللبنانية يبدو انها لم تنته بعد وها هي تعود بحلة جديدة في عصر التراشق الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي ومن يتابع الشأن اللبناني يرى ان كل فئة لا تزال في خندقها والقناصة استبدلوا بالمغردين واشباه الكتاب والمحللين والصيادين في المياه العكرة ولكن السلاح لا زال موجودا لدى الجميع ومسألة استعماله هي مسألة وقت فقط.
الى ذلك، لبنان وصل الى حد اتخاذ القرار الحاسم والمصيري، فإما دولة واحدة وسلاح واحد وجيش واحد واما دولة حزب الله الخمينية التي تأتمر بامر المرشد في طهران، ولا ثالث لهذين الخيارين بعد الان كما تبدو الامور.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في