: آخر تحديث

تقسيم العراق بطريقة احترافية

140
202
141

اصبح مهما ان نكتب عن تقسيم العراق في هذه الايام التي تشهد استفتاء الاخوة الاكراد على استقلال اقليمهم من العراق.
المسألة تحتاج الى دراسة ويجب على الدول العربية ان تفهم الموضوع من جهة غير منحازة وتناقش الموضوع بعلمية ودراية بدل تقاذف التصريحات والتغريدات يمينا وشمالا، تلك التغريدات التي ان بينت فأنها تبين الموقف العربي المتخبط منذ انشاء الجامعة العربية وحتى اليوم.
 
ذكرت سابقا ان تقسيم اي دولة عربية مرفوض ولن يكون، فيما لو كانت تلك الدولة العربية مستقرة وتعمل على تدعيم الامن القومي العربي، اما العراق ولبنان فهما معولا هدم للأمن القومي العربي، اذ تقوم المليشيات الايرانية العراقية في جنوب العراق بتدريب الارهابيين البحرينيين واليمنيين وتتعامل معهم على انهم اهل الحكمة والتعقل مهما قتلوا من الشرطة والجيش في تلك البلدان، اما قتل المدنيين السوريين والاغتيالات في لبنان فحدث ولاحرج.
 
لا افهم لماذا كل هذه الحساسية من استقلال الاكراد، هل كُتب على الاكراد ان يعيشوا تحت رحمة غيرهم من الشعوب الى يوم البعث؟ بل ان اقليم كردستان مستقل اصلا فله رئيس ورئيس وزراء ووزراء وبرلمان، فبالله عليكم ماذا بقي لهذا "الاقليم" كي نسميه دولة، ام ان الحساسية تنبع من موقف ايران وتركيا مع اكرادهما؟
 
اريد من العرب مدعي الوحدة ومناصريها في العراق ان يتذكروا شيعة الاحواز العربي المحتل وكيف انهم يستنجدون بالملك سلمان ملك السعودية ليل نهار، كما اريد من هؤلاء ان يتذكروا الثورة الخضراء التي قام بها الشعب الايراني نفسه للخلاص من حكم الملالي ولكنهم فشلوا نتيجة البطش الغير معقول الذي تعرض له الشعب الايراني، تماما كما حصل مع الشعب السوري الذي بطش به النظام الايراني.
 
ذكرت سابقا في مقال سابق عن الفلوجة وكيف انها قتلت مرتين، المرة الاولى عندما لم تعط فرصة لبناء مجتمع متسامح دينيا بل تم بناء الاف المساجد حتى اصبح بين كل مسجد ومسجد مسجد، بمعنى اننا اخللنا بقوله تعالى "يا اهل الكتاب لاتغلو في دينكم"، والغلو في الدين مذكور في الحديث الشريف ايضا اذ نبه عليه الصلاة والسلام من خطورة التنطع والانغماس بعمق في الدين، اما المرة الثانية التي قتلت فيها الفلوجة فهي عندما لم يُبنى فيها معهد تقني او علمي من شأنه ان يجلب فرص عمل بل ان الادارة الاقتصادية في العراق عموما تقترب تماما من السياسة الاقتصادية الشمولية التي تبناها حزب البعث العربي الاشتراكي الذي فشل اقتصاديا كما فشلت الشيوعية وهذا امر مهم اذ اي نظرية تُبنى على التطرف سواء يميني او يساري فحالها سيكون الفشل.
 
اذن نحن كسُنة العراق (العراق قبل مئة سنة كان ذا غالبية سُنية للتنويه) لانرى املاً مع نظام سياسي واقتصادي هو خليط بين نظرية البعث ونظرية الولي الفقيه، نحن نرفض النظريتين ونريد ان نبني ملكية دستورية، ولسنا في عداء مع احد بل نريد ان نعيش بسلام وسيكون العلم شعارنا والبناء دثارنا، والانفصال عن هذا "العراق" طريقنا لبلوغ غاياتنا العليا.
 
موقف الجامعة العربية
يحز في انفسنا عندما نسمع التنظير الذي تفضلت به الجامعة العربية على لسان رئيسها مدعية انها ضد اي تقسيم لأي بلد عربي، ومايقوله هذا الرئيس هو تماما كطبيب يكتب نفس الوصفة لجميع مرضاه، حتى لو تسبب بقتلهم جميعا، وهذا هو حال الجامعة العربية التي لاترى ولاتسمع مايجري وبدل البكاء على الروهينغا فحريا بكم ان تبكوا على ماتبقى من العراق العربي الذي يتم فرسنته كل يوم بشكل اكبر واكثر عمقا والعاقل يفهم مانعني!
 
البعد الاقتصادي في العراق المقسم
بالنسبة للشيعة فأن اغلب النفط العراقي يقع في مناطقهم ولذلك لاداعي للخوف اقتصاديا، اذ البصرة (مدينة الحسن البصري سابقا) تمتلك من النفط مايجعلها اغنى بقاع الارض، اما الاكراد والسُنة فعلى الاكراد ان يفهموا امرا مهما مفاده ان محافظة كركوك ذات غالبية عربية بنسبة اثنين وسبعين بالمئة وان السُنة ممكن ان يتفاهموا على تقاسم واردات نفط كركوك مع الاكراد، وعلى الاكراد ان يفهموا ان هذا الوضع لن يغيره اي شيء، اما النفط الذي في داخل الاقليم الكردي او الاقليم السُني فهو شأن كردي وسُني داخلي وبهذه الطريقة سيبني الاكراد والسُنة دولتهما وسيعيش الجميع بسلام وبدون ارهاب.
 
خلاصة القول
للمرة الالف سأقول لبعض القيادات العربية ولأغلب القيادات السُنية في العراق اننا نرفض اساليبكم، فالواضح ان مواقف السياسيين السُنة التي تتباكى على وحدة العراق جاءت اما خوفا من التنكيل بهم او طمعا بالمكافئات التي وعد بها المحتل الجديد الايراني، وهذا امر خطير يجب التنبه له، ونحن ابناء الشعب السُني العربي في العراق نريد الخلاص. اما الموقف العربي فهو موقف خجول بين متفهم لأسباب التقسيم ورافض للتقسيم، نتيجة عدم وضوح الرؤيا او نتيجة الخضوع للأرادة الايرانية التركية بشكل مباشر او غير مباشر.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في