: آخر تحديث

من أميركا مع التحية (٢٨)

170
188
151
مواضيع ذات صلة

 أنت.. وأنا!

أنا : السلام عليك أخي وحبيبي 
أنت : لاسلام عليك.. أيها العلماني.. الليبرالي.. الشيوعي.. الخنفشاري.. الكافر.
أنا : ماشي.. الله يسامحك
أنت : لا مو ماشي.. بل قاعد
أنا : طيب خلاص.. قاعد
أنت : لا... واقف
أنا : حاضر.. خلاص.. واقف
أنت : لا... لا.. منسدح.
أنا : طيب... صباحك ورد
أنت : صباحك.. تراب
أنا : ترابك.. ورد
أنت : وردك.. عفن
أنا : أحبك
أنت : أكرهك
أنا : اني أحب كرهك.. لي
أنت : وأنا أقدس كراهيتي لك
أنا : لماذا؟!
أنت : لأني أكره نفسي 
أنا : ومتى ستحب نفسك.. كي تحبني؟!
أنت : عندما أقضي عليك.
أنا : ياساتر... أيكون وجودك في غيابي؟!
أنت : بل أن حياتي.. في موتك.
أنا : لماذا؟!
أنت : هكذا.. تعلمت.. أن أرى الحياة بوجه واحد وكل شيء عداني : هو عدوي.
أنا : لكنني وجهك الآخر.. نصفك الآخر.. وربما أنني الجانب المضيء فيك.
أنت : أكره كل شيء آخر.. ومضيء.. حتى لو كان الآخر أنا وليس نصفي.
أنا : لكنك تتعذب!
أنت : لذلك لا أشعر بالسعادة التي تنقذني من عذابي سوى ممارسة الكراهية ضد الآخر.
أنا : لماذا أنت هكذا كارها للحياة.. وللناس.. وللوحة والنغمة.. وزرقة عين عاشقة؟!
أنت : الحياة أنا.. والناس أنا.. واللوحة والنغمة وزرقة عينيها : أعدائي.
أنا : لكنك تعشق جسدها.. أليس كذلك؟!
أنت : أعشق جسد الأنثى حين يكون جسرا يأخذني نحو الجسد الأكثر جمالا.
أنا : وهل تستحق شيئا جميلا نظير كراهيتك؟!
أنت : وهل غير الجنة يليق بي؟!
أنا : يا ساتر... الجنة؟!
أنت : بطولها وعرضها.. هي لي.. لوحدي!
أنا : والأخرون؟!
أنت : وهل يليق بهم غير النار؟!
أنا : فلماذا لا تتركنا ننعم بقليل العمر في دنيانا... مادام اننا سنذهب للنار... والجنة لك وحدك؟
لماذا تريدنا ان نكون مثلك... وانت لاتريد احدا يشاركك جنة الدنيا وجنة الآخرة؟!
لو كنت مثلك... أملك مفاتيح الجنة.. لما دعوت أحدا اليها.
أنت : ومن قال لك انني ادعوكم للذهاب معي الى الجنة؟!
أنا : أجل؟!
أنت : أريد أن أسلب حقكم في العيش بالدنيا... لأنني أخاف أن لا تكون الجنة من نصيبي... ولأنني أكره نفسي... فأنا أكرهكم!
أنا : لكننا لو شاركناك جمال هذه الحياة لعرفت جمال الآخرة.
أنت : في دمي.. جين.. وليس جنيا... يكره الجمال!
أنا : الله يشفيك
أنت : ألله يلعنك.. يا كافر!!


امريكا ٢٠١٦
[email protected]


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في