: آخر تحديث

صفقات الشرق الاوسط والولد الشاطر

174
179
160

بعد امر الرئيس الاميركي دونالد ترمب لرئيس وزراء اسرائيل بلجم الاستيطان ثم حديثه عن الحل مع الفلسطينيين على اساس دولة او اثنتين وكا قال لا تفرق كثيرا المهم ان يتوصل الطرفان بانفسهما للحل وبعد ذلك اكد لنتانياهو انه كما في كل صفقة على الجانبين التنازل  بعض الشيء كل هذا ونتانياهو يصغي مثل "الولد الشاطر" وتتغير قسمات وجهه بحسب الموضوع المطروح من قبل سيد البيت الابيض الجديد.

نتانياهو لم يشأ البقاء دون ان يكسب اكثر ما يمكن من هذه الصفقة او اللقاء،فتحدث عن ما يحب ترمب وهو الخطر الاسلامي من ايران ومن داعش وعرض مساعدة اسرائيل بالامر ثم وبذكاء او يمكن القول بمكر ودهاء يذكر بشرطيهالاثنين للسلام: الاول الاعتراف بيهودية اسرائيل والثاني سيادة امنية اسرائيليةفي غور الاردن وعلى حدود اسرائيل والمملكة الهاشمية وبعدها ولاول مرة يشرح ان اليهود سميوا يهود لانهم من يهودا ولمن لا يعرف يهودا التوراتية اومملكة يهودا تلك تقع اليوم ضمن الاراضي الفلسطينية المحتلة عام ٦٧ وهنا يأتي الفخ الاسرائيلي في مسألة يهودية اسرائل ودولة ابناء يهودا وقد يكون الطرح الجديد هذا مع ادارة اميركية لا تهتم لتفاصيل الحدود والاراضي ومناطق ٦٧ من مناطق ٤٨ تمهيدا لتغيير في خريطة "التنازلات" الاسرائيلية وارغام الفلسطينيين التنازل عن يهودا لابناءها بحسب وجهة نظر نتانياهو فهو وكما قال بشكل واضح مستعد للتفاهم على مسألة البناء بالمستوطنات مع ادارة ترمب والواضح ان نتانياهو يعي تماما جدية ترمب لذلك فهو بعد ان احرج امام ترمب بلقاءهما اكد للصحافيين انه مستعد للجم البناء في المستوطنات وعدم اقامة مستوطنات جديدة وبنفس الوقت طلب من الولايات المتحدة الاعتراف بهضبة الجولان جزء من اسرائيل مستغلا الوضع السوري والفرز المذهبي والفوضىداخل ما كان يوما دولة ذات سيادة وجيش ومؤسسات ومع التقسيم المحتمل والحاصل داخل سوريا ومراعاة مصالح الدول الكبرى فان الفرصة سانحة بنظر نتانياهو للمطالبة بالجولان وايضا يستغل معاداة ترمب لايران ليطلب ان تكون ايران خارج لعبة اعادة فرز سوريا من جديد لمناطق نفوذ ودويلات مذهبية وسط رعايات من الجيران ومن روسيا ومن الولايات المتحدة واوروبا، نتانياهو يعي تماما ان هذه فرصته فلم ينتظرواتفق مع نائب الرئيس الاميركي علىمتابعة امرالجولان والتواجد الايراني في سوريا وشكل معه طاقم عمل لبحث هذه المسألة ومسألة البناء بالمستوطنات كموضوعين متصلين مع انهما في منطقتين مختلفتين ويتبعان لملفات مختلفة وربطهما من قبل اسرائيل تعني صفقة اعطني الجولان وخذ المستوطنات لتقنع دولا عربية بجدية اسرائيل في التوجه لحل في المنطقة. 

الواضح ان الرئيس ترمب لا زال يدرس الملفات وهو يتعامل معها بشكل سطحي جدا ويبدو ان طاقمه لم يتبلور بعد ولا يعي عمق ملفات الشرق الاوسط ف فان تطرقه للحل مع الفلسطينيين بهذا الشكل ان دل يدل على عدم معرفة عمق الازمة والصراع ومحاولته جعل الملفات مثل ابرام الصفقات التجارية لا يساهم في حلها بل العكس يؤدي لتعقيدها فحتى نتانياهو الذي لا يسعى الى حل جدي استصعب التعامل مع طرح ترمب الذي رمى الكرة لملعب الفلسطينيين والاسرائيلين ولا يهمه دولة او دولتين المهم الاتفاق فلو كان يعي عمق الازمة وتعقيد هذا الملف لعرف انهما لن يتفقا.

من الناحية الاخرى فان توافق ترمب ونتانياهو يزعج محورايران الذي كان متعودا على تردد وتلكؤ باراك اوباما فقد يكون الرئيس الجديد حازما وقد يقوم بضرب مصالح ايران في اليمن مثلا ونشر مدمرات في باب المندب او اخراج مليشيات ايران المسلحة من سوريا بالاتفاق مع الروس اوحتى الذهاب ابعد من ذلك في مواجهة الملف النووي وربما فرض عقوبات جديدة على ايران وخير دليل على هذا القلق كلمة امين حزب الله العام وتهديد اسرائيل بضرب مفاعلها النووي في ديمونا في اشارة الى ان ايران غير مستعدة لتكون خاسرة في الترتيبات الجديدة بالمنطقة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في