: آخر تحديث

الإعلام السعودي في مواجهة الحملات المعادية

58
77
64
مواضيع ذات صلة

 عبدالله بن بخيت

لعل هذه الحملة الإعلامية الحاقدة الموجهة ضد المملكة فرصة للإعلام السعودي لمراجعة قدراته وأدواته وميادين نشاطه.

عندما تقرأ المؤسسات الإعلامية السعودية ستراها على شقين؛ إما سعودية داخلية لا تتعدى في خطابها لغة الثمانينات، أو سعودية في الخارج تخاطب العرب الآخرين بلغة لا يفهمونها وتقدم لهم محتوى لا حاجة لهم به. وما وراء ذلك لا يوجد إعلام سعودي.

نتابع القنوات والإعلام الأجنبي السي ان ان والبي بي سي وروسيا اليوم والفوكس نيوز وغيرها. بحسنا الوطني نشعر أن هذه القنوات مخترقة وموجهة ضدنا. لا أعلم مدى صحة إحساسنا هذا ولكن المؤكد أن الاختراق إذا كان موجوداً لم يتم قبل أسبوع من اندلاع الحملة المعادية للمملكة ولم يتم باتفاقيات مؤقتة. عمليات الاختراق كشراء السلاح، لا تهرع لاقتنائه قبيل الحرب بأسبوع أو أسبوعين، قد يتلف السلاح في حوزتك قبل أن يأتي وقت استخدامه، تحديث السلاح ضرورة للحظة الحاسمة، خسارتك في هذه اللحظة ستكون أضعاف خسارتك لشراء السلاح والاستعداد به في كل الأوقات. بناء قوة إعلامية كبرى في العالم مكلف، ولكن اللحظات الحاسمة التي لا تعرف متى ستندلع كفيلة بتسديد المصاريف.

لا يمكن أن تتحرك دولة بحجم المملكة في هذا العالم من دون جيش قوي مسلح بأفضل الأسلحة ولكن الأهم أن يكون مسلحاً بأفضل الضباط والجنود. القوة الإعلامية كالجيش لا يكفي فيها شراء أرقى التقنيات وأفضل المعدات وأقمار صناعية إذا لم يتوفر إعلاميون مدربون وخبراء برؤية عالمية.

تواجه روسيا حملات معادية تقوم بها وسائل الإعلام الغربية بين فترة وفترة، لم تكتف روسيا بالبكائيات التي يطلقها الطيبون من الروس، ولم تكتف بالرد على هذه الحملات في الداخل، استطاعت روسيا في غضون ثلاث عشرة سنة أن تصنع واحدة من أهم القنوات الفضائية في العالم، تعمل بلغات متعددة بينها العربية، من أهم مميزاتها أنها تعمل وفق غرائز وثقافة الشعوب التي تتوجه إليها. لا يمكن للسعودي أو الهندي أو الأرجنتيني أن يشاهد برنامجين أو ثلاثة من برامج هذه القناة دون أن يقع في هواها. مهنية عالية، مواد إعلامية مميزة، تغطيات سريعة ومباشرة، حوارات مثرية، ولا تتخفى في ثياب البراءة والحياد بل تتحدث ليعرف المشاهد أنها تعبر عن وجهة نظر روسيا.

المملكة دولة كبرى بمفهوم العلاقات وعالمية الاشتباك الثقافي، خارجياً نشتبك مع العالم العربي ونشتبك مع العالم الإسلامي ثم بقية العالم (الغربي على وجه الخصوص)، لكل كتلة ثقافية من هذه الكتل لغة إعلامية ورسالة محددة، من يتابع الحملة الشرسة التي تواجهها المملكة سيرى أن صوتنا الأقل حضوراً عند كل شعوب هذه الكتل، لا نملك في ضجيج هذه الحملة الشرسة سوى الحق لكن لو كان الحق وحده ينفع لنفع الفلسطينيين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد