: آخر تحديث

ليبيا.. مستقبل غامض وسط تقاطعات عسكرية وسياسية

77
103
89

صفوت عمران  

بات مستقبل ليبيا يحيطه الغموض، حيث أصبحت كل السيناريوهات مفتوحة على مصراعيها في ذلك البلد، الذي دخل دوامة الانقسامات والخلافات السياسية والعسكرية منذ 2011، بعد الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي في 20 أكتوبر من ذات العام، كما تشهد الساحة الليبية صراعات مسلحة معقدة وتدخلات إقليمية ودولية متنوعة، إلا أن البلد الذي يستعد لإجراء انتخابات رئاسية في المنظور القريب، دخل نفقا جديدا بسبب مرض القائد العام للقوات المسلحة والرجل الليبي القوي المشير خليفة حفتر، وهو ما سيكون له تأثيرات واسعة على المشهد في الفترة المقبلة.
 

استغلال الأخطاء

ليبيا التي وقعت ضحية بين عدة جهات أسهمت في صناعة الغضب، بالدعاية على مر سنوات، واستغلال بعض الأخطاء والتفوهات التي صدرت عن رئيس حالم ظل يتحدث بتلقائيته فيخطئ ويصيب، فيما هو يقطع شوطا بعد الآخر في تنمية ليبيا ورفع مستوى معيشة شعبها، حيث لم تكن الديموقراطية ولا الحرية في ليبيا، هي هاجس حكومات حلف شمال الأطلسي التي ألقت بثقلها العسكري لكي تعود إلى وسائل الغزو التقليدية، وتدمر وحدة الشعب الليبي ومقومات حياته، وفي النهاية اضطر الغزاة إلى العودة لأسلوب التدخل المباشر.
ووفقا لمراقبين، فإن ليبيا التي تمتلك ثروات ضخمة في باطن الأرض وفوقها، استخدم المستعمرون القدامى الجدد، الوسيلتين: الغزو المباشر، وتوسعة النفوذ في الداخل، لخلق وتكريس النزاعات بين أطياف المجتمع، وكشفت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، أن رسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية التي نشرتها وزارة الخارجية الأميركية، أماطت اللثام عن الأسرار حول مقتل معمر القذافي، مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي قاد حملة الاعتداء على ليبيا وضع نصب عينيه 5 أهداف محددة تلخص أهداف الغزاة المشاركين جميعا، وهي الاستيلاء على النفط الليبي، وتأمين بقاء النفوذ الفرنسي في المنطقة، وتوطيد سمعة ساركوزي داخل البلاد، وتأكيد القوة العسكرية الفرنسية، ومنع نمو نفوذ القذافي في البلدان الإفريقية الناطقة بالفرنسية.
 

تقرير البنك الدولي

رصد تقرير للبنك الدولي الصعوبات التي تواجه الاقتصاد الليبي في العام 2018، وطرق التغلب عليها وكيفية دفع عجلة التقدم الاقتصادي، وبحسب التقرير فإن المعدل الحالي للإنفاق في سياق من الصراع وانعدام الأمن، سيكون على ليبيا إما أن تستنفد احتياطياتها من النقد الأجنبي أو تضطر لتطبيق تعديلات، خاصة أنه لا بد منها لتفادي نشوب أزمة، لكنها ستظل مع ذلك بعيدة عما يكفي لإرساء أسس للنمو.
وفي هذا السياق، يتوقع لإنتاج النفط أن يزيد بشكل مطرد ليصل إلى أقصى إمكانياته «نحو 1.5 مليون برميل يوميا» بحلول عام 2020، وهو الوقت اللازم لإصلاح البنية التحتية لصناعة النفط التي تضررت بشدة.
 

نفاذ الأطماع

إن الفوضى التي تعيشها ليبيا الآن دليل واضح علي نفاذ الأطماع الخارجية والمؤامرات الأجنبية في تفتيت ليبيا، وتدمير البنى التحتية الأساسية في أغلب مدن البلاد، وتوقف إنتاج النفط وتصديره، وانتشار السلاح، وانعدام الأمن وتعزيز الإرهاب والتهريب، حيث بات المشهد ضبابيا حول مستقبل ليبيا.
 

طائرات مجهولة

يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي العميد أحمد المسماري، إن طائرات مجهولة الهوية استهدفت موقعا جنوب شرقي بني الوليد بأربع ضربات جوية، مضيفا أنه لم يتم التعرف بعد على هوية الطائرات، وقد تكون تابعة لسلاح الجو الأميركي أو الإيطالي أو حلف الناتو، فيما شن سلاح الجو التابع للجيش الليبي 3 غارات استهدفت تجمعات ومقرات لتنظيم القاعدة جنوب شرقي بني الوليد.
 

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد