: آخر تحديث

شمس.. لا تمثل الكويت

106
121
111

 أحمد ناصر 

ذكر عدد من المواقع الإلكترونية ومغردون وناشطون في التواصل الاجتماعي أن الفنانة شمس أقامت حفلا خيريا في بغداد، إلى هنا والخبر لا يتعدى كونه خبرا فنيا اعتدنا سماعه، فالفنانون يقيمون حفلاتهم في كل مكان.. ولكن أن توصف بأنها فنانة «كويتية» فهنا يجب أن نتوقف لنضع خطا تحت هذا الوصف، ونسلط الضوء على هذه القضية الوطنية بالنسبة الينا، والتعريفية بالنسبة للفنانة شمس.

أسئلة وأسئلة


لماذا تصر شمس على أن تلقب نفسها بـ«الكويتية»؟! شمس ليس لها علاقة بالكويت سوى أنها عاشت فيها فترة من عمرها.. فوالدها ليس من الكويت، وهي ليست من مواليد الكويت، ولم تتخرج في المعهد الموسيقي، ولم تنطلق من الكويت.. فشركة الإنتاج التي تعاملت معها في البداية ليست كويتية، وحتى بعد شهرتها لم تتعامل مع شركة إنتاج كويتية، وجنسيتها الحالية ليست كويتية وتزوجت مرتين وكلا الزوجين ليس من الكويت.. فلماذا تلقب نفسها بالكويتية!
يمكن التجاوز عن هذا الوصف عندما تضعه في بروفايل وعنوان حساباتها في التواصل الاجتماعي على سبيل المثال، فالكثير من الناشطين في التواصل الاجتماعي يستخدمون ألقابا مختلفة، ولكن عندما تقيم حفلا في أي مكان فيجب أن تلتزم باسمها، خاصة عندما يكون الحفل في بغداد.. فإقامة حفل غنائي باسم فنانة كويتية في العراق بعد هذه السنوات الطويلة من التوقف يجب أن يكون باسم الفن الكويتي وليس من خارجه، ويجب أن يدشنه فنانون من الكويت وليس من خارجها، ومن المفترض أن يكون تحت إشراف وزارة الإعلام لأنه إعادة لعلاقات توقفت منذ سنوات.

مثيرة للجدل


والفنانة شمس لا تمثل الكويت، فلماذا تقيم حفلا باسم فنانة كويتية(!) وكونها غير كويتية هذا لا يقلل من قدرها، فلكل إنسان قدره، ولكن يجب أن يكون التعريف صحيحا، هناك فنانون غير كويتيين لكنهم يعيشون بيننا وكل تعاملهم وأعمالهم وإنتاجهم من شركات كويتية، أما شمس فليس لها علاقة انتمائية ولا مهنية ولا أدبية مع الكويت، كما أنها فنانة مثيرة للجدل بآرائها وغنائها والبوسترات التي ينشرها المغردون وجمهورها في التواصل الاجتماعي، فمن الواجب إذن أن تمثل نفسها وليس الفنانات الكويتيات، لتفعل في بغداد وفي أي مكان ما تريد.. ولكن من غير وصف «الكويتية» لكي لا يفهم الجمهور أنها تمثل الفنانة أو الفتاة الكويتية، فنانات عربيات كثيرات يمثلن الكويت ولكنهن لسن مثيرات للجدل ولا صورهن وبوستراتهن تثير الجدل، فنتمنى من الفنانة المبدعة شمس أن لا تحمل هذا الوصف معها في كل مكان، فهو أمانة في أعناق كل من يحمله معه.


الغريب في الأمر أن نقابة الفنانين صامتة، وربما لا تعرف شيئا عما تفعله شمس، فمن واجبها أن تصدر بيانا أو تصرح حول الحفل الذي ذكرت مواقع عديدة أن شمس أقامته في بغداد باسم «شمس الكويتية»، ويتأكد من صحة المعلومة، ثم يتصرف لكي يكون له دور في هذا الموضوع، خاصة أن إحدى الناشطات في التواصل الاجتماعي ذكرت أن شمس غنت في مرقص ليلي (!) فإذا صح هذا الخبر فمن واجب النقابة أن تتخذ موقفا واضحا لمنع شمس من استخدام لقب «الكويتية».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد