: آخر تحديث
في افتتاح الدورة الـ 11 من المنتدى العالمي للهجرة والتنمية

دعوات بمراكش إلى تكاثف الجهود لمواجهة تحديات الهجرة

75
69
51
مواضيع ذات صلة

مراكش: وصف عبد الكريم بن عتيق، الوزير المنتدب المكلف المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، التحديات التي تواجهها دول العالم بسبب هذه الظاهرة  خلال هذه المرحلة بـ"الصعبة"، مشيرا الى  أن الظاهرة أصبحت معضلة القرن الواحد والعشرين وتأخذ "بعدا قسريا في السنوات الأخيرة بسبب الصراعات العرقية والإثنية والدينية التي تؤدي إلى نزوح العديد من الأفراد في العديد من بقاع العالم".
وأضاف بن عتيق، في افتتاح الدورة الحادية عشرة من المنتدى العالمي للهجرة والتنمية الذي انطلقت أشغاله اليوم الأربعاء، بمدينة مراكش، تحت شعار "الوفاء بالالتزامات الدولية لتحرير طاقات كل المهاجرين من أجل التنمية"، أن التظاهرة تشكل "فضاء استثنائيا يجمع ممثلي 135 بلدا عبر العالم بهدف تبادل وجهات النظر وبلورة تصورات في أفق إيجاد أرضية توافقية لحل إشكاليات الهجرة".
وسجل المسؤول الحكومي المغربي بأن الأرقام تؤكد وجود 258 مليون فرد يعيشون خارج أوطانهم، وهو ما يشكل نسبة 3 بالمائة من مجموع سكان العالم، وأوضح بأن هذه الفئة  تساهم بـ9 في المائة من الناتج الداخلي العالمي. 

وهاجم بن عتيق القوى التي توظف قضية الهجرة والمهاجرين لأغراض انتخابية في دول الاستقبال، حيث اتهمها باستغلال الملف لكسب الانتخابات وتخويف الرأي العام منهم، ودعا إلى التصدي لهذه الممارسات التي تسيء للمهاجرين وإسهاماتهم في التنمية والاقتصاد.
وجدد الوزير المغربي التذكير بأن بلاده تمتلك رؤية شمولية في التعاطي مع ظاهرة الهجرة، تراعي البعد الإنساني، مبرزا أن عملية تسوية أوضاع المهاجرين أسفرت عن تسوية أوضاع 50 ألف مهاجر، كما أشار إلى أن المغرب يتوفر على "5 ملايين مهاجر اختاروا الهجرة والمساهمة في بناء بلدهم بطريقة أخرى"، وأكد حرص بلاده على ضمان "الحضور الثقافي لدى الجالية المغربية، وتحصينها دينيا وفق إسلام وسطي معتدل يقبل التعايش مع مختلف شرائح المجتمع والثقافات".
وشدد بن عتيق على أن قناعة راسخة أصبحت لدى العديد من دول العالم من أجل اعتماد سياسات وطنية وإقليمية بخصوص الهجرة، في انتظار أن تصبح "السياسة المعتمدة ذات بعد كوني باعتماد ميثاق الهجرة العالمي"، الذي يرتقب أن توقعه الحكومات في المؤتمر الأممي الذي تتأهب لاحتضانه مدينة مراكش يومي 10 و11 ديسمبر الجاري.
من جهته، قال غوتز شميت، السفير الألماني لدى الرباط، الذي ترأس بلاده المؤتمر بشراكة مع المغرب، إن ألمانيا "منشغلة بهذا الموضوع ولذلك نحن متحمسون لتوقيع هذه الاتفاقية الدولية للعمل المشترك بدل عمل كل بلد بشكل مستقل".

وجدد شميت التأكيد على التزام بلاده بالمضامين التي سيقوم  عليها الميثاق الجديد للهجرة، مشددا على حاجة العالم إلى معالجة الأسباب التي تؤدي للهجرة لكي تصبح "اختيارا وليس ضرورة".
وطالب شميت بضرورة العمل على استيعاب المهاجرين من طرف دول الاستقبال، مؤكدا تطلع المانيا للتعاون في المجال مع مختلف الدول من أجل ضمان هجرة منظمة ومنتظمة، مبرزا ان تحقيق هذه الأهداف تتطلب بذل جهود كبيرة للتغلب على "الصعوبات الكبيرة التي تواجه العالم في هذا المجال"، منوها بمستوى التعاون الذي جمع بلاده بألمانيا وحث على ضرورة العمل على مزيد من التشارك والتنسيق.
وحث السفير الألماني على تركيز المجهودات المستقبلية على "تطوير ظروف الشغل في الدول المصدرة للهجرة"، وطالب بتوفير قاعدة البيانات والهوية للمهاجرين الذين تضيع منهم او يتخلون عنها، وقال "الهوية القانونية يجب أن تحترم، وحقوق الأفراد في الهوية ينبغي أن نضمن حصولهم عليها من أجل أن نعيد لهم الثقة في أنفسهم والمجتمع".
من جهته، قال أنطونيو فيتوروني، المدير العام للمنظمة العالمية للهجرة، إن تبني الميثاق العالمي للهجرة سيشكل "منعطفا تاريخيا في العالم"، مسجلا أن الحدث "اعتراف صريح بارتباط الهجرة والتنمية".
وعد فيتوروني القارة الأفريقية "الأكثر تطورا من غيرها في التعامل مع الهجرة خلال السنوات الماضية"، مشيدا في الآن ذاته بالجهود التي قدمها المغرب في المجال، كما طالب بالعمل على المزيد من الاجتهاد لتحقيق نتائج أفضل.

وطالب المسؤول الأممي الدول الغربية بالعمل على بلورة خطاب جديد حول الهجرة "يتصدى لخطاب الكراهية والتحريض ضد المهاجرين"، لافتا الى وجود أطراف سياسية توظف "المهاجرين أكباش فداء للمشاكل التي تعانيها تلك الدول وتسقط في الخطابات السلبية عن الهجرة".
أما لويس أربور، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في شؤون الهجرة، فقالت إن المنظمة الأممية تسعى للوصول  إلى ميثاق دولي يقوم على مقاربة شمولية لظاهرة الهجرة، والعمل على توفير شروط وإرادة التعاون والشراكة بين مختلف البلدان.
وأكدت المسؤولة الأممية أن الجهود ينبغي أن تنصب على مدارسة "الواقع المر وسؤال لماذا يهاجر الناس؟"، مشددة على أن الهجرة لا تهدد "سيادة الدول وينبغي تعاون دول الاستقبال بشكل فاعل لتغيير الأمور السلبية".
وافادت بأن الميثاق العالمي للهجرة "يسعى للتقليل من الجوانب السلبية للهجرة ويحمل في طياته الكثير من الإيجابيات"، واستدرك قائلة: "إلا أن هذا الاتفاق يبقى غير ملزم أو إلزاميا للدول"، في إشارة إلى رفض العديد من الدول التوقيع عليه، وفي مقدمتها الولايات المتحدة .
وزادت أربور مبينة أن الميثاق العالمي للهجرة "ليس الهدف من إقراره إيقاف الهجرة أو تشجيعها، ولكن المراد منه أن يكون عالميا، وتكون هناك سياسات موحدة تخص الهجرة لتحقيق تناغم أكبر والتقليل من التحديات".
من جهته، شدد إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان المغربي، على تشجيع الدول والحكومات على حماية حقوق المهاجرين والعمل على دفعها للمصادقة  على الاتفاقيات الدولية لحقوق المهاجرين والعاملين.
واستغرب اليزمي من موقف الدول التي تدعو إلى الحقوق الكونية وعدم التمييز بين البشر إلا أنهم "نسوا جميع هذه القيم في الحديث عن المهاجرين"، وأضاف أن دور الدول في حماية حدودها "لا يمنعها من الاحترام الكامل لحقوق الإنسان في التعاطي مع الهجرة والمهاجرين".
وعبر اليزمي عن قلقه الشديد من "الرسائل التي تبعثها دول استقبال المهاجرين، والتي تؤسس للخوف من الخارج باستعمال المهاجر"، مطالبا بضرورة العمل على تحسين ما سماها "الصحة الثقافية للمجتمع بتحقيق مجتمعات ديمقراطية حقيقية مستقبلا".
وشهد افتتاح المنتدى الذي تتواصل أشغاله على مدار ثلاثة أيام، حضور العديد من الوزراء والسفراء والمسؤولين الدبلوماسيين وممثلي جمعيات المجتمع المدني، حيث يناقش المشاركون في المنتدى موضوع الهجرة والتنمية في سلسلة من موائد الورشات المتخصصة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار