أكد اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع السابق والمستشار في أكاديمية ناصر العسكرية، أن معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية "إيديكس 2018" حقق العديد من الأهداف العسكرية لمصر، من أهمها الإعلان وبشكل رسمي عن دخول مصر عالم صناعة وإنتاج السلاح؛ لتكون في صفوف الدول التي تستطيع الاعتماد على نفسها في توفير السلاح عند الدخول في حروب.
إيلاف من القاهرة: قال اللواء نصر سالم إن "مصر الآن تستطيع خوض حروب، وهي قادرة على توفير الإمدادات من الأسلحة من دون توقف بعد دخول عالم الصناعة والإنتاج".
أضاف الخبير العسكري في تصريحات خاصة لـ"إيلاف"، أن "دخول مصر عالم صناعة السلاح سوف يعالج الكثير من الأزمات التي واجهتها مصر على مدار السنوات الماضية أو التي من الممكن أن تتعرّض لها مستقبلًا، والمتمثلة في تحكم دول بعينها في تصدير السلاح إلى مصر، أو صدور قرار بمنع تصدير السلاح إلى القاهرة، كما يحدث الآن في ليبيا وإيران، وبالتالي يكون البديل بالتعويض عن الأسلحة بالتي تنتجها القوات المسلحة حاليًا".
قرار سيادي
وأشار الخبير العسكري إلى أن دخول مصر وللمرة الأولى عالم صناعة السلاح كان يحتاج قرارًا سياديًا قويًا، وهو ما فعله الرئيس السيسي، هذا القرار في حاجة أولًا إلى قيام القيادة السياسية بخلق علاقات متوازنة مع الدول الكبرى المنتجة والمصدرة للسلاح؛ لذلك فإن الشعب يجب أن يلتف حول القيادة السياسية لنجاح تلك الخطوة، في ظل التحديات التي قد تواجه مصر مستقبلًا من جانب الدول الكبرى المنتجة للسلاح في العالم".
استطرد شارحًا "فهذه التجارة يقوم عليها اقتصاد دول كبرى، مثل الولايات المتحدة الأميركية، فهذه الدول لن تترك مصر تسير بكل حرية نحو التقدم في صناعة السلاح، وهو ما يتطلب من الدولة القيام بعلاقات متوازنة طويلة الأمد مع تلك الدول لتجنب الدخول في صدام معها".
استيراد الأسلحة
نفى اللواء نصر سالم توقف مصر عن استيراد الأسلحة من الخارج مع بدء صناعة السلاح في الداخل، مؤكدًا في تصريحاته لـ"إيلاف" أن مصر لا تستطيع توفير الأسلحة كافة عن طريق الصناعة الداخلية، مما يستدعي الاستمرار في عملية الاستيراد من الخارج، وهذا يحدث لجميع دول العالم، حتى المتقدمة في صناعة السلاح.
يضيف: "فدول مثل فرنسا وأميركا تقوم باستيراد سلاح من الخارج، فلا توجد دولة تحقق الاكتفاء الذاتي الكامل من إنتاج السلاح، فالدول في حاجة إلى الإطلاع والحصول على أحدث التقنيات الحديثة في مجال الأسلحة العسكرية، خاصة أن الأبحاث العسكرية في مجال الأسلحة تتقدم كل يوم.
رواج سياحي
وأكد رئيس جهاز الاستطلاع السابق أن معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية (إيديكس 2018)، حقق رواجًا سياحيًا كبيرًا لمصر من خلال زيارة أكثر من 10 آلاف زائر، فجميع الفنادق في القاهرة تم شغلها بالكامل على مدار أيام المعرض، كما إن هؤلاء السائحين سيكونون حريصين على زيارة المعالم السياحية والتاريخية، والتعرف إلى مصر بشكل أفضل.
يتابع: "كما حقق المؤتمر رواجًا اقتصاديًا كبيرًا من خلال توفير ملايين الجنيهات عبر عدم مشاركة مصر في معارض في الخارج وسفر وفود إليها، وغير ذلك من تكلفة سفر المعدات والأسلحة لعرضها في الخارج، بجانب أن المعرض حقق عائدًا اقتصاديًا عن طريق مشاركة كبرى الشركات الأجنبية، كما إن المعرض يعد فرصةً لعرض الأبحاث المصرية المتجددة في صناعة السلاح وعملية التطوير، وهو ما قد يؤدي إلى توقيع اتفاقيات بيع أسلحة مصرية إلى دول أفريقيا أو غيرها أو قيام بعض الشركات بتبني مثل هذه الأبحاث والإنفاق عليها وصناعتها لمصلحة مصر".
واعتبر أن "القاهرة تقدم حلولًا لمشاكل الدول النامية، وهي تصنع السلاح بإمكانيات وتكاليف أقل من الدول الأخرى، فالمعرض يتيح للصناع المصريين عرض منتجاتهم أمام العالم؛ ليكون فرصةً جيدةً للتسويق، وكذلك إبرام الصفقات مع العارضين الذين سيتعرفون إلى المنتج المصري، كما إن وجود زوار للمعرض من الأجانب والعرب يعتبر فرصة جيدة للتعرف إلى المشاريع الاستثمارية في مصر، وكذلك رافد جديد من روافد تنشيط السياحة المصرية".
الأسلحة الثقيلة
عن مدى دخول مصر صناعة الأسلحة الثقيلة قريبًا، قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع السابق: "إن الجناح الخاص بالهيئة العربية للتصنيع عرض بعض من منتجات المصانع والشركات التابعة لها، ومن بينها بعض الصواريخ المساحية المختلفة، ويستخدم للضرب المساحي على مسافات بعيدة، وبأطوال عديدة ومدى تأثير مختلف".
كما عرض جناح الهيئة العربية للتصنيع، معدة يُطلق عليها "ناثر الألغام"، وهي سلاح مصري أيضًا 100%، ويستخدم "ناثر الألغام" المضاد للدبابات المحمولة على عربات خفيفة أو عربات مدرعة، وتقوم هذه النظم بإنشاء حقول الألغام المضادة للدبابات بأطوال مختلفة.
ويتكون نظام النثر المحمل على عربة خفيفة (ناثر 1) من وحدة نثر واحد، كما يتكون نظام النثر المحمل على عربة مدرعة (ناثر 2) من أربعة، مشيرًا إلى أن مصر تنتج رشاشات وذخائر وعربات مدرعة وقطع بحرية. كما تم عرض عدد من الأسلحة المصرية التي كانت لها كفاءة عالية في مكافة الإرهاب خلال المعرض، منها الرادرات لكشف طبقات الأرض، والبلدوزارات المدرعة، والأسلحة التقليدية، ومكتشفات الألغام.
ولفت إلى أن القوات المسلحة تعمل في العديد من المجالات، وكل الأسلحة الدفاعية، إضافة إلى مجال البصريات، ومجالات أخرى متعددة للقوات البحرية.