: آخر تحديث

قيادي حوثي يطالب بوقف إطلاق الصواريخ باتجاه السعودية

72
77
63

صنعاء: دعا قيادي رفيع المستوى في صفوف الحوثيين الاثنين إلى وقف إطلاق الصواريخ ضد السعودية وتعليق جميع العمليات العسكرية، بهدف دعم جهود الأمم المتحدة في عقد محادثات سلام جديدة لإنهاء النزاع في هذا البلد.

وطالب محمد علي الحوثي، القيادي النافذ الذي يتولى رئاسة "اللجنة الثورية العليا"، في بيان نشره في تويتر قيادة التمرد بـ"التوجيه بوقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة على دول العدوان (...) لإسقاط أي مبرر لاستمرارهم في العدوان أو الحصار".

دعا كذلك قيادة الحوثيين إلى تأكيد استعدادها "لتجميد وإيقاف العمليات العسكرية في كل الجبهات وصولًا إلى سلام عادل ومشرف".

ويطلق الحوثيون باستمرار صواريخ بالستية ضد السعودية، ويعلنون عن شن هجمات بطائرات من دون طيار ضد أهداف فيها، منذ تدخلها في النزاع اليمني على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 دعمًا لقوات الحكومة المعترف بها دوليًا.

قد تعكس دعوة القيادي البارز رغبة لدى الحوثيين لتهدئة الأوضاع في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، رغم أن قرار السلم والحرب في يد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.

جاءت الدعوة في وقت يسعى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن مارتن غريفيث إلى عقد محادثات سلام جديدة في السويد خلال في الأسابيع المقبلة، بدعم من دول كبرى، في مقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

وقد أعلن غريفيث أمام مجلس الأمن الدولي الجمعة أنّ الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، أظهروا "التزامًا متجددًا" بالعمل على حل سياسي، وقدّموا "ضمانات مؤكدة" بأنهم سيشاركون في المحادثات.

فشلت جولة المحادثات الأخيرة في سبتمبر الماضي بالانعقاد في جنيف بسبب عدم حضور الحوثيين الذين طالبوا بضمانات بالعودة إلى صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، ونقل جرحى على متن الطائرة. ومُنع الحوثيون في 2016 من العودة إلى العاصمة إثر جولة محادثات.

لكن غريفيث أشار إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية وافق على "ترتيبات لوجستية" لتمهيد الطريق أمام المحادثات، بما في ذلك عمليات الإجلاء الطبي من صنعاء، كما أعلن أن التوصل إلى اتفاق لتبادل السجناء بات قريبًا. واقترح أيضًا السفر مع وفد الحوثيين إلى السويد "إذا (كان) ذلك ضروريًا".

وأوضح محمد علي الحوثي في بيانه أن دعوته إلى وقف إطلاق الصواريخ ضد السعودية والتأكيد على الاستعداد لوقف الحرب، تأتي "دعمًا لجهود المبعوث (غريفيث) وإثباتًا لحسن النوايا وتعزيزًا للتحركات والجهود الرامية إلى إحلال السلام".

حقن الدماء
في هذا السياق، التقى في صنعاء الأحد "وزير" الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها هشام شرف عبد الله مسؤولة في مكتب غريفيث الذي من المتوقع أن يزور العاصمة اليمنية خلال هذا الأسبوع. وقالت وكالة أنباء "سبأ" المتحدثة باسم الحوثيين إن اللقاء تناول "آخر تطورات مهام المبعوث الخاص الرامية إلى بدء عملية التسوية السياسية والمفاوضات وإحلال السلام الدائم في اليمن".

نقلت عن عبد الله قوله إن "على المجتمع الدولي والأمم المتحدة تبني "مسار الحل السياسي السلمي ضمانًا لحقن دماء المدنيين وحماية ممتلكاتهم من العبث والتدمير". ومن المقرر أن تطرح بريطانيا في جلسة لمجلس الأمن الدولي الاثنين مسودة قرار حول النزاع في اليمن الذي قتل فيه نحو عشرة آلاف شخص منذ التدخل السعودي في 2015، ودفع بنحو 14 مليون يمني إلى حافة المجاعة، وفقًا للأمم المتحدة.

كما يجري وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت محادثات في طهران الإثنين تتناول الحرب اليمنية، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية. وتكثّفت مساعي عقد محادثات جديدة مع اشتداد المعارك في مدينة الحديدة في غرب اليمن في بداية نوفمبر، قبل أن توقف القوات الحكومية محاولة تقدمها في المدينة في الأسبوع الماضي.

تضمّ الحُديدة ميناءً حيويًا تمرّ عبره غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة إلى ملايين السكان. وتحاول القوات الموالية للحكومة منذ يونيو الماضي استعادة المدينة.

وأبلغ سكان في الحديدة وكالة فرانس برس عبر الهاتف أنّ الهدوء يسود المدينة منذ أعلنت القوات الحكومية وقف هجومها. إلا أنهم قالوا إنّ تحليق طائرات التحالف لا يزال مسموعًا بوضوح في المدينة.

ورغم توقف المعارك داخل مدينة الحديدة، أفاد الحوثيون الاثنين عبر قناة "المسيرة" المتحدثة باسمهم أن التحالف نفّذ سبع غارات في مناطق محيطة بمدينة الحديدة، وغارة داخل المدينة، وأربع غارات على محافظة صعدة شمال صنعاء. كما أفادوا بوقوع مواجهات جديدة الاثنين في مناطق أخرى في البلد الفقير بينها نهم قرب صنعاء.

في المقابل، قالت القوات الحكومية إنها عثرت على "معمل لصناعة الألغام تابع للميليشيات الحوثية الموالية لإيران داخل مسجد في مدينة الحديدة"، حسبما نقلت الاثنين وكالة أنباء الإمارات "وام". يشار إلى أن الإمارات شريك رئيس في قيادة التحالف العسكري، وتشرف قواتها على العملية العسكرية في الحديدة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار