: آخر تحديث
تأجلت 5 أشهر بسبب ضغط وتعارض الأجندات الرسمية

رئيس وزراء إسبانيا يحل الاثنين بالرباط في زيارة رسمية

60
73
51
مواضيع ذات صلة

الرباط: يقوم رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيث، بزيارة خاطفة إلى المغرب، يوم الاثنين المقبل، يجري خلالها محادثات مع نظيره المغربي سعد الدين العثماني.

أوضحت مصادر رسمية إسبانية أن الزيارة ستتناول قضايا الأمن والهجرة السرية والاقتصاد، وهي مواضيع مرتبطة من عدةً زوايا بالسياسة.

ويرافق سانشيث ، وزير داخليته، في زيارته الرسمية  الأولى للمغرب بصفته رئيسا لحكومة بلاده منذ حوالي خمسة أشهر لم يتيسر له خلالها القيام بأول زيارة خارجية للمغرب، جريا على عادة سنها الاشتراكيون منذ وصولهم إلى الحكم في ثمانينيات القرن الماضي.

ويعود سبب تأجيل زيارة سانشيث، إلى ضغط المواعيد على أجندته الوطنية والدولية، كما أن الملك محمد السادس كان من جهته مرتبطا بمواعيد دولية خاصة وأن وصول سانشيث، إلى قصر "لا منكلوا" تم بصورة لم تكن متوقعة، على إثر صدور أحكام القضاء الإسباني في قضايا فساد مالي، تورط فيها مسؤولون كبار من الحزب الشعبي الحاكم، بزعامة ماريانو راخوي، الذي  لم يسلم بدوره من المسؤولية المعنوية والأخلاقية، ما جعل حزب المعارضة الرئيس الاشتراكي العمالي، يتقدم إلى البرلمان بملتمس سحب الثقة ضد حكومة الحزب الشعبي المحافظ، دعمتها تشكيلات المعارضة اليسارية والإقليمية، فعاد الاشتراكيون إلى السلطة.

وقرر سانشيث المجيء للرباط ، لأنه سيعود إلى المغرب ثانية بعد أيام، لحضور مؤتمر للهجرة في مدينة مراكش ، وبالتالي فرضت الأعراف الدبلوماسية ومجاملة الجار أن يقوم بزيارة خاطفة إلى الرباط على اعتبار أنها واجب بروتوكولي تأجل لأسباب خارجة عن إرادة الطرفين.

وكان رئيس وزراء إسبانيا قد أوفد في شهر يونيو الماضي وزير داخليته، فرناندو غراندي ، الذي يرافقه في الزيارة الحالية، لمناقشة  تداعيات موجات الهجرة السرية التي تدفقت على إسبانيا بعد عودة الاشتراكيين إلى السلطة حيث أعربوا عن تعاطفهم مع المهاجرين.

وزار الرباط في وقت سابق رئيس الدبلوماسية الإسبانية جوزيب بوريل، الذي صدرت عنه مواقف متفهمة ومتعاطفة مع الموقف المغربي من نزاع الصحراء ، ساهمت إلى حد كبير في تلطيف  أجواء توتر خافت  ساد مدة من الزمن العلاقات بين مدريد والرباط.

وحسب مصادر متطابقة، فإن زيارة سانشيث السريعة، هي دليل على حدوث انفراج  في علاقات البلدين.

ويأمل الزعيم الاشتراكي الإسباني، استقباله من الملك محمد السادس ، حيث  صرح في مؤتمر صحافي يوم الجمعة الماضي، انه طلب موعدا مع الملك  خلال وجوده في الرباط.

وحين سأله الصحافيون إن كان قد توصل بموافقة من القصر الملكي المغربي ، اكتفى سانشيث، بالقول إنه طلب الموعد.

يذكر أن زيارة أخرى ما زالت عالقة بين البلدين هي تلك التي كان مقررا أن يقوم بها ملك اسبانيا فيليبي السادس،  بداية السنة الجارية، لكنها لم تتم لنفس الأسباب أي تعارض الأجندتين الرسميتين في الرباط ومدريد، بالنظر إلى أن السنة الجارية تميزت في الأشهر الأولى بنشاط مكثف للعاهل المغربي في الخارج، فضلا عن خضوعه لعملية جراحية على القلب في فرنسا.

والتقى العاهل المغربي رئيس وزراء إسبانيا قبل أيام في العاصمة الفرنسية حيث حضر الإثنان احتفالات ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى ،وهناك اتفقا على ما يبدو على الزيارة المنتظرة ،التي يتوقع أن  تسرع وتيرة التعاون بين البلدين الجارين وخاصة في الجانبين السياسي والاقتصادي.

وعلى الرغم من وجود قوي للاقتصاد الإسباني في المغرب، فإن مدريد التي تنافس فرنسا في هذا المجال ، تخشى بدورها من مزاحمة فرنسا التي  سيتعزز حضورها  بعد تدشين القطار الفائق السرعة يوم الخميس الماضي بحضور  الرئيس الفرنسي إيمانويل  ماكرون، علما أن الشركات الإسبانية المصنعة للسكك الحديدية من الجيل الجديد ، وهي ذات تجربة مهمة، كانت قد وضعت عينيها على المغرب  لتزويده بوسيلة النقل السريعة، غير أن عروض الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي كانت الأفضل والأكثر إغراء للجانب المغربي، فضلا عن تسهيلات القروض وإعداد الاطر الفنية ؛ إذ يعتبر المغاربة قطار "البراق"  رمزا لشراكة المستقبل.

يذكر ان إسبانيا ساندت المغرب في حواره مع الاتحاد الأوروبي، ما كان له الأثر الإيجابي في تذليل صعوبات التفاوض بين بروكسل والرباط بخصوص الاتفاق الزراعي والصيد البحري.

وعلى الصعيد السياسي، لم تعد مدريد تولي أهمية للضجيج الإعلامي الذي تعودت جبهة البوليساريو على القيام به في المغرب.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار