: آخر تحديث
طرق جديدة في علاج الأورام

عقار جديد يرسل الخلايا السرطانية في نوم عميق

63
58
61

إيلاف من برلين: من المعروف أن الطرق الجديدة في علاج الأورام السرطانية لا تدعو إلى مهاجمة الورم السرطاني مباشرة، كما تفعل الطرق التقليدية، وإنما إلى قطع إمدادات الغذاء والأوكسجين وعوامل النمو الأخرى عنها.

وتعتبر الطريقة البيولوجية الجزيئية، أو"ضد الانجيوجينيز"، أحد أهم توجهات الطب الحديث اليوم، وتعني وقف نمو الأوعية الدموية الدقيقة وامتدادها إلى النسيج السرطاني، وبالتالي وقف قدرة الخلية السرطانية على النمو والانقسام.

إحدى هذه الطرق اتبعها العلماء الاستراليون الذين كانوا يبحثون منذ سنوات عن عقار يمنع الخلايا السرطانية من الانقسام دون ان يضر بالحمض النووي للخلايا السلمية. إذ انه من المعروف ان العلاج بالعقاقير الكيماوية يخل بالتركيبة الوراثية للحمض النووي في الخلايا السليمة وتلحق أضراراً وخيمة بالانسجة الحية.

شارك في البحث عن العقار"المنوم" للخلايا السرطانية علماء من معهد "فالتر و الزا هول" ومن معهد"موناش للعلوم الصيدلانية" في استراليا. وكتب تيم ثوماس وزميلته انا فوس في مجلة"نيتشر" العلمية ان العقار الجديد يكبح جماح بروتينين مهمين لنشاط الخلايا السرطانية. 

ويدور الحديث هنا عن بروتيني KAT6A و KAT6B، اللذين يتحكمان في نمو ونشاط معظم أنواع الأورام السرطانية. وكتب تيم ثوماس"عرفنا منذ فترة بكرة ان اضعاف بروتين KAT6A ادى إلى مضاعفة فرصة الحياة، لدى فئران اختبار تعاني من سرطان الدم، أربع مرات. وبدأ فريق العمل، استناداً الى هذه الحقيقة العلمية، البحث عن عقار يوقف عمل البروتين المذكور الذي يلعب دوراً اساسياً في الخلايا السرطانية.

نوم دائم

ووصف الباحثون العقار الجديد بالواعد، وذكروا انه استطاع وقف تقدم سرطان الدم وسرطان الكبد في التجارب المختبرية على الحيوانات. كما تمكن العلماء بواسطة هذا العقار من منع عودة السرطان باشكال أخرى إلى هذه الحيوانات.

وكتب ثوماس أن العقار الجديد لايخل بالتركيبة الوراثية للحمض النووية في الخلايا السليمة كما يفعل ذلك العلاج بالمواد الكيماوية وبالاشعاعات. وبدلاً، من أن يضر العقار بالخلايا السليمة ويحولها إلى أخرى خطرة، ارسل الخلايا السرطانية في حالة"نوم دائم".

وقالت انا فوس إن العقار يوقف انقسام الخلايا السرطانية لأنه يوقف دورة حياة الخلية السرطانية منذ البدء. وهذا يعني ان الخلايا السرطانية لم تمت ولكنها توقفت عن الانقسام والنمو والتجدد. وترى الباحثة في العقار فرصة لمنع عودة السرطان إلى المريض بعد معالجته به.

أمل جديد للملايين

هذا يحمل الأمل لملايين الناس الذين يصابون بمرض سرطان الدم"الليوكيميا" وسرطان الكبد.

إذ تشير احصائيات منظمة الصحة العالمية إلى وفاة حوالي 281,500 شخص بسرطان الدم سنة 2010 على المستوى العالمي، وفي عام 2000 اصابت الليوكيميا بمختلف أنواعها حوالي 256,000 طفل وبالغ في العالم، وتوفي منهم 209,000 .وهذا يمثل حوالي 3% من سبعة ملايين حالة وفاة بسبب السرطان في ذلك العام وحوالي0.35% من إجمالي الوفيات لأسباب مختلفة. ويأتي سرطان الدم المرتبة الثانية عشرة في تصنيف الأمراض الأكثر شيوعاً والحادي عشر من حيث الوفيات لأسباب تتعلق بالسرطان في الولايات المتحدة.

وتقدر منظمة الصحة العالمية حصول782 ألف اصابة جديدة بسرطان الكبد على المستوى العالمي سنوياً، ويعتبر سرطان الكبد خامس أكثر الأمراض السرطانية انتشاراً في العالم، وثاني أهم مسببات موت البشر بسبب الأورام السرطانية. 

وتشير إحصائية وزارة الصحة الألمانية إلى ان عدد الإصابات بسرطان الكبد، بين الإناث والذكور، تضاعف خلال السنين الثلاثين الأخيرة، وينتظر ان تزداد معدلات انتشاره خلال السنين الثلاثين المقبلة. 

ولايمكن الفصل بين انتشار المرض وانتشار استهلاك تعاطي الكحول والدخان.

من ناحيته، ذكر البروفيسور جوناثان بيل، من معهد"موناش للعلوم الصيدلانية"، أن تطوير العقار واستخدامه في مقارعة السرطان يتطلبان تعاون عدد كبير من العلماء المتخصصين. واثنى على جهود الباحثين ودأبهم على تحويل العقار إلى دواء سليم لامضاعفات له على الجسم. وأضاف ان العقار فعّال وأمين كما أظهرت التجارب السريرية الأولى.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار