: آخر تحديث
مشيدًا برد فعل بيونغ يانغ الإيجابي وانفتاحها على الحوار

ترمب: لا يزال عقد القمة في موعدها مع كيم ممكنًا

50
45
51

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة، غداة قراره إلغاء قمة مع زعيم كوريا الشمالية، إن اللقاء مع كيم جونغ أون ما زال ممكنًا عقده في موعده المحدد سابقًا، بعدما أشاد برد فعل بيونغ يانغ الإيجابي وانفتاحها على الحوار.

إيلاف: أضاف للصحافيين في البيت الأبيض "سنرى ما سيحدث"، بعدما رحّب بالبيان الأخير لبيونغ يانغ بشأن المحادثات، موضحًا أنه "خبر سار للغاية".

وأكد ترمب أن القمة "قد تعقد حتى في 12 الشهر" المقبل، في إشارة إلى الموعد الأصلي المحدد في سنغافورة. تابع مشيرًا إلى الكوريين الشماليين "إننا نتحدث إليهم الآن. إنهم يريدون ذلك بشدة. نحن نرغب في القيام بذلك. سنرى ما سيحدث".

تأتي تصريحاته في حين كان الدبلوماسيون والمحللون لا يزالون يحاولون استيعاب الإعلان المذهل لإلغاء القمة، ما يعيد خلط الأوراق ويغذي الانطباع بأن الرئيس مستعد لدفع أي ثمن من أجل القمة التي يأمل أن تشكل علامة فارقة في ولايته الرئاسية.

من جهته، قال وزير الدفاع جيم ماتيس: "ما زال الدبلوماسيون يعملون على هذه القمة، على احتمال عقد هذه القمة. إنها أخبار جيدة للغاية" ما يمنح أهمية لهذا الافتراض.

وأجرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اتصالًا هاتفيًا بنظيره الكوري الجنوبي كانغ كيونغ-وا اتفق خلاله الرجلان على إبقاء "التواصل وثيقا" بينهما من أجل تهيئة الظروف للحوار مع كوريا الشمالية.

وأعلن الجانب الأميركي إن الوزيرين "اتفقا على ضرورة مواصلة ذلك إلى أن تتبنّى كوريا الشمالية نزع السلاح النووي". ووضع إلغاء القمة بين ترمب وكيم كوريا الجنوبية على الهامش بعدما لعبت دورًا مركزيًا في انفراج العلاقات في الأشهر الأخيرة بين بيونغ يانغ وواشنطن. واعتبر الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن إلغاء القمة منعطف في الأحداث "صادم ومؤسف بشدة".

وردًا على سؤال حول احتمال أن تنعقد القمة فعلًا في 12 يونيو، قالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض إن ذلك ممكن "إذا كان الاجتماع سيعقد في 12 يونيو، فسنكون على أتم الاستعداد". بدوره، أعرب رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي عن الأسف لإلغاء القمة. وقال أثناء مشاركته في منتدى بطرسبرغ الاقتصادي "الأمر مؤسف جدًا، لا بد من عقد هذا اللقاء في المستقبل، إنه أمر لا غنى عنه لحل المشاكل التي تراكمت".

أخبار جيدة جدًا
كتب ترمب في تغريدة الجمعة "خبر سار للغاية تسلمنا لبيان إيجابي من كوريا الشمالية". وكتب في تغريدة أخرى "سنرى قريبًا إلى أين سيؤدي ذلك، نأمل أن يكون هناك ازدهار وسلام دائم وراسخ. الوقت كفيل بمعرفة ذلك". وإذا كان نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي كيم كي غوان تحدث عن قرار "مؤسف للغاية"، إلا أنه ترك الباب مفتوحًا، عبر إعلانه أن بيونغ يانغ مستعدة "للجلوس وجهًا لوجه في أي وقت وبأي طريقة من أجل حل المشكلة".

وبعث الرئيس الأميركي رسالة كان لها وقع المفاجأة إلى كيم الخميس يبلغه فيها بإلغاء القمة. أفادت الرسالة التي قال مسؤولون في البيت الأبيض إن ترمب أملى كل كلمة فيها "للأسف، ونظرًا إلى الغضب الهائل والعدائية الصريحة التي ظهرت في تصريحاتكم الأخيرة، أشعر بأنه من غير المناسب في هذا الوقت عقد هذه القمة المقررة". وقد برر مسؤولون أميركيون هذا الانقلاب بـ "سلسلة من الوعود غير المحققة" و"انعدام النوايا الحسنة". 

وتطالب واشنطن بـ "نزع الأسلحة النووية بشكل كامل وقابل للتحقق ولا رجعة فيه" من جانب الشمال. ودعت الصين، الحليف الرئيس الوحيد لبيونغ يانغ، الجانبين، إلى إظهار "النوايا الحسنة" والتحلي "بالصبر". وحلت مكان الارتياح الذي أثارته فرص القمة الشكوك، فيما وصفت كوريا الشمالية الخميس بـ"الغبي" و"الجاهل" نائب الرئيس الأميركي مايك بنس.

وضع إلغاء القمة بين ترمب وكيم كوريا الجنوبية على الهامش بعدما لعبت دورًا مركزيًا في انفراج العلاقات في الأشهر الأخيرة بين بيونغ يانغ وواشنطن. وأشار رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-أون إلى منعطف في الأحداث "صادم ومؤسف بشدة".

وقال وزير شؤون الوحدة في كوريا الجنوبية تشو ميونغ غيون "يبدو أن (الشمال) ما زال صادقًا بشأن تنفيذ الاتفاقية وجهوده لنزع السلاح النووي وإحلال السلام".

من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الطرفين إلى مواصلة الحوار، بينما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أمله في انعقاد القمة في نهاية المطاف.

الزعيم الأكثر تقلبًا
وعبّر مسؤول أميركي كبير عن أسفه لأن الكوريين الشماليين لم يحضروا اجتماعًا تحضيريًا في الأسبوع الماضي في سنغافورة مع مسؤولين في البيت الأبيض. وقال "لقد انتظرنا طويلًا، ولم يصل الكوريون الشماليون كما إنهم لم يقوموا بإبلاغنا أي شيء".

كما أبدت واشنطن انزعاجها، لأن بيونغ يانغ امتنعت عن دعوة خبراء دوليين إلى التدقيق في تفكيك موقع تجاربها النووية الست في بونغي-ري الواقع تحت جبل قرب الصين. وقال جويل فيت، مؤسس موقع مرجعي حول كوريا الشمالية، "في مسابقة تحديد من هو الزعيم الأكثر تقلبًا، يتفوق الرئيس ترمب على كيم جونغ أون".

أضاف إن "عدم استقراره يغرق الجميع في الحيرة، بما في ذلك الحلفاء الكوريون الجنوبيون". لكن آخرين رجّحوا أن يؤدي إلغاء ترمب للقمة إلى تنازلات جديدة من قبل بيونغ يانغ.

وقال غو مونغ هيون المحلل في معهد "أسان" للدراسات السياسية لوكالة فرانس برس "على كوريا الشمالية تقديم خطط أكثر تحديدًا لنزع السلاح النووي إذا كانت تريد محادثات في المستقبل".

سيول ترحب
من جهتها رحّبت كوريا الجنوبية السبت بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب ان القمة التاريخية التي كانت مقررة بينه وبين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون والتي قرر فجأة الخميس الغاءها ما زال ممكنا عقدها في موعدها المحدد في سنغافورة في 12 يونيو المقبل.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية كيم يوي-غيوم "نحن سعداء لعودة الحرارة الى المحادثات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. نحن نتابع الوضع من كثب".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار