: آخر تحديث
دانت الأعمال الإجرامية التي ترتكبها إسرائيل

التعاون الإسلامي: لإيفاد قوة دولية لحماية الفلسطينيين

50
64
58

دعت دول منظمة التعاون الاسلامي في ختام قمة استثنائية في اسطنبول مساء الجمعة الى "توفير الحماية الدولية" لسكان الاراضي الفلسطينية من خلال "إيفاد قوة دولية للحماية"، مؤكدة "إدانتها الشديدة (...) للفظائع الاسرائيلية" في قطاع غزة.

إيلاف: أكدت الدول الـ57 المنضوية في المنظمة في البيان الختامي للقمة على إدانتها "بأشد العبارات الأعمال الإجرامية للقوات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، ولا سيما في قطاع غزة"، حيث قتل الاثنين حوالى 60 فلسطينيًا برصاص القوات الإسرائيلية.

واتهم البيان الختامي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتوفير "الدعم" لإسرائيل في ارتكابها هذه "الجرائم الوحشية"، مشيرًا إلى أن هذا الدعم "يتّخذ أشكالًا، منها حماية الاحتلال الإسرائيلي من المساءلة في مجلس الأمن الدولي".

ولفت البيان إلى أن "هذه الجرائم تأتي في أعقاب قرار الإدارة الأميركية غير القانوني نقل سفارتها رسميًا من إسرائيل إلى مدينة القدس المحتلة، مما شجّع الحكومة الإسرائيلية على التمادي في سلوكها الأرعن تجاه المدنيين الفلسطينيين".

واعتبر البيان خطوة واشنطن بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس "عملًا استفزازيًا وعدائيًا موجّهًا ضد الأمة الإسلامية وضد الحقوق الوطنية الفلسطينية وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي".

وطالبت القمة في بيانها الختامي أيضًا "مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة والأمين العام للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمقررين الخاصين والمفوض السامي لحقوق الإنسان باتخاذ التدابير اللازمة لتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الفظاعات التي ارتُكبت في قطاع غزة في الآونة الأخيرة".

مثل النازيين
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان شبّه في خطاب في افتتاح القمة ما يعانيه الفلسطينيون حاليا بما عاناه اليهود إبان النازية. وقال اردوغان الذي وجّه انتقادات لاذعة إلى إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتانياهو منذ مقتل أكثر من 60 فلسطينيا الاثنين خلال احتجاجات على نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، "لا فرق بين الفظاعات التي عانى منها اليهود في اوروبا قبل 75 عاما والوحشية التي يعاني منها اشقاؤنا في غزة".

واتهم مضيف القمة قادة "شعب تعرّض لكل اساليب التعذيب في معسكرات الاعتقال خلال الحرب العالمية الثانية" بـ"مهاجمة الفلسطينيين باستخدام أساليب مماثلة لتلك التي استخدمها النازيون".

اضاف اردوغان "ما تفعله اسرائيل اجرام ووحشية وارهاب دولة" بعدما وصف سقوط القتلى في غزة بانه "مجزرة". وقبل افتتاح القمة، أعلن اردوغان في كلمة امام آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا في وسط اسطنبول بدعوة منه لإبداء دعمهم للفلسطينيين، أن العالم الإسلامي "فشل في امتحان القدس"، ولم ينجح في منع انتقال السفارة الأميركية إلى المدينة المقدسة.

ورأى أن "الانتهاكات التي ترتكبها (إسرائيل) في القدس وفي فلسطين مردها الانقسامات والخلافات بين المسلمين أنفسهم"، مضيفا "علينا أن نضحي بأنفسنا دفاعًا عن مواقعنا المقدسة. وإذا ما اتحدنا، لن تتمكن إسرائيل من الاستمرار في انتهاكاتها".

بعد التظاهرة، ترأس إردوغان قمة قادة الدول الإسلامية الذين دعاهم إلى اسطنبول لإدانة إسرائيل. من جهته، اتهم رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم خلال التظاهرة إسرائيل بالتصرف "مثل هتلر وموسوليني".

كذلك خطب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله في الحشود، متهما الإدارة الأميركية بالسعي إلى "إثارة نزاع ديني في المنطقة" بنقلها سفارتها إلى القدس.

يطرح إردوغان المنبثق من الحركة الإسلامية المحافظة، نفسه كمدافع عن القضية الفلسطينية ويجاهر بدعمه لحركة حماس في غزة التي تعتبرها إسرائيل حركة إرهابية. ويلقى هذا الموقف تأييدا بين الناخبين التقليديين لإردوغان المرشح لولاية رئاسية جديدة في الانتخابات المبكرة المقررة في 24 يونيو، وقد أكسبه شعبية في العالم العربي.

صمت بعض الدول
وحمّل الرئيس الايراني حسن روحاني في خطابه امام القمة على "صمت بعض الدول"، معتبرا انه من دون هذا الصمت "ما كان الصهاينة ليتجرؤوا على مثل هذه الوحشية".

وبين المشاركين في القمة عاهل الأردن الملك عبدالله والرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره السوداني عمر البشير، فضلا عن أميري قطر والكويت. ولطالما سعى اردوغان إلى تزعم العالم الإسلامي، حيث انخرط في حرب كلامية مع اسرائيل رغم أن بلاده تقيم علاقات دبلوماسية معها.

ومن شأن التصعيد مع اسرائيل واستضافة القمة الاسلامية أن يعززا رصيد اردوغان بين أنصاره في وقت تستعد تركيا لاجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 يونيو. 

وفي ظل أزمة دبلوماسية تهدد اتفاقا يعود الى العام 2016 سمح بالاستئناف الكامل للعلاقات، أمرت أنقرة السفير الاسرائيلي بالمغادرة لمدة غير محددة، واستدعت سفيرها في تل أبيب للتشاور، فيما أمرت إسرائيل القنصل التركي في القدس بالمغادرة لفترة غير محددة كذلك. وانخرط اردوغان في سجال عبر "تويتر" مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي قال عنه ان يديه "ملطختان بالدم الفلسطيني".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار