: آخر تحديث
بعد مواجهات دامية في قطاع غزة مع القوات الإسرائيلية

الولايات المتحدة تفتتح سفارتها في القدس

67
68
59

القدس: دشنت الولايات المتحدة رسميا سفارتها في مدينة القدس الاثنين في خطوة مثيرة للجدل في حفل تضمن كلمة مصورة للرئيس الاميركي دونالد ترمب، بينما قتل 52 فلسطينيا على الاقل في مواجهات عنيفة اندلعت على الحدود عند قطاع غزة.

واندلعت المواجهات قبل ساعات من قيام وفد اميركي ومسؤولين اسرائيليين بتدشين السفارة الجديدة في حفل في القدس. وهذا اكثر يوم دموي منذ نهاية الحرب على قطاع غزة التي شنتها اسرائيل عام 2014.

وارتفعت إلى 52 قتيلا ونحو ألفي جريح حصيلة المواجهات بين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي على الحدود بين قطاع غزة واسرائيل احتجاجا على افتتاح السفارة، حسبما أعلنت وزارة الصحة في القطاع.

وأكدت الوزارة في بيان سقوط 52 قتيلا برصاص الاحتلال بينهم سبعة اطفال وإصابة قرابة الفين بجروح.

وأعلن مندوب فلسطين لدى الامم المتحدة رياض منصور في مؤتمر صحافي ان النيران الاسرائيلية الاثنين في قطاع غزة أسفرت عن مقتل "ثمانية اطفال دون 16 عاما".

"أملنا الأكبر هو للسلام"

وفي القدس، سار حفل تدشين السفارة كما كان مخططا له، وبحضور مسؤولين أميركيين بينهم ابنة ترمب ايفانكا وزوجها جاريد كوشنر، وكلاهما يشغلان منصب مساعدين في البيت الابيض.

وقال ترمب في كلمة مصورة للحفل "املنا الاكبر هو للسلام" رغم ان خطوته تسببت باغضاب الفلسطينيين. وبحسب ترمب فأن واشنطن "تبقى ملتزمة بشدة بتسهيل اتفاق سلام دائم".

دخل التاريخ

ومن جانبه، اكد  نتانياهو في حفل تدشين السفارة "الرئيس ترمب، عبر اعترافك بالتاريخ فأنك دخلت التاريخ" مؤكدا "نحن في القدس ونحن هنا لنبقى".

أكد وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو الاثنين مجددا التزام الولايات المتحدة "بسلام عادل وشامل بين اسرائيل والفلسطينيين" في مناسبة تدشين السفارة الاميركية في القدس.

ولم يشر البيان المقتضب لوزير الخارجية الى عشرات القتلى الفلسطينيين الذين سقطوا الاثنين برصاص الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة خلال تظاهرات احتجاج على نقل السفارة الاميركية الى القدس.

مواجهات

على بعد عشرات الكيلومترات، اوقعت مواجهات صباح الاثنين على الحدود بين قطاع غزة واسرائيل، 43 قتيلا ونحو الفي جريح. وأعلن الجيش الاسرائيلي الاثنين ايضا انه شن غارة جوية على "خمسة اهداف ارهابية في مخيم للتدريب العسكري التابع لحركة حماس" شمال قطاع غزة.

وقال الجيش في بيان ان "الغارة جاءت ردا على الاعمال العنيفة التي ارتكبتها حركة حماس في الساعات الاخيرة". وأشار الى ان "طائرة مقاتلة اصابت خمسة اهداف ارهابية في منشأة تدريب عسكرية تابعة لحركة حماس الارهابية شمال قطاع غزة".

وقال مراسلو فرانس برس ان الالاف الفلسطينيين تجمعوا في مناطق مختلفة على طول الحدود، وحاول عدد منهم الاقتراب من السياج الأمني وقاموا بالقاء الحجارة باتجاه الجنود الذين ردوا باطلاق النار.

واعلن الجيش الاسرائيلي بعد ظهر الاثنين ان "40 الف فلسطيني يشاركون حاليا في اعمال شغب عنف في 13 موقعا على طول السياج الامني مع قطاع غزة".

واضاف البيان "يلقي المشاركون قنابل حارقة وعبوات ناسفة على السياج الامني وعلى القوات (الاسرائيلية) ويحرقون الاطارات ويلقون الحجارة. ويقومون بالقاء مواد مشتعلة بنية اشعال حرائق في اسرائيل والحاق الاذى بالقوات (الاسرائيلية)" مشيرا ان الجيش "يستخدم وسائل مكافحة الشغب والنار" للرد.

وأعرب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الاثنين عن "قلقه العميق" ازاء الوضع في غزة، بينما دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الاثنين الى "اقصى درجات ضبط النفس".

ودعت فرنسا "جميع الافرقاء" الى تجنب "تصعيد جديد" في الشرق الاوسط. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "في وقت يتصاعد التوتر على الارض (...) تدعو فرنسا جميع الافرقاء الى التحلي بالمسؤولية بهدف تجنب تصعيد جديد".

ودعت بريطانيا الى "الهدوء وضبط النفس" في قطاع غزة، بحسب ما صرح المتحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي للصحافيين. 

وقال المتحدث "نحن قلقون ازاء التقارير عن العنف وفقدان الارواح في غزة، وندعو الى الهدوء وضبط النفس لتجنب اعمال مدمرة لجهود السلام" مضيفا ان نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس "لا يساعد احتمالات السلام في المنطقة". 

وتتهم اسرائيل حركة حماس التي تسيطر على القطاع، باستخدام هذه المسيرات ذريعة للتسبب باعمال عنف. كما يقول الجيش الاسرائيلي انه لا يستخدم الرصاص الحي الا كحل اخير.

ويشكل نقل السفارة وهو أحد وعود الحملة الانتخابية لترمب قطيعة مع عقود من السياسة الاميركية والاجماع الدولي اذ يعتبر وضع القدس احدى أكثر المسائل الشائكة في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.

قيام إسرائيل والنكبة

يتزامن تدشين السفارة الاميركية مع الذكرى السبعين "لقيام دولة اسرائيل"، وفق التقويم الغريغوري. وكذلك يصادف قبل يومن من الذكرى السبعين للنكبة، عندما تهجر او نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948.

واتهمت الحكومة الفلسطينية الاثنين اسرائيل بارتكاب "مذبحة رهيبة" في قطاع غزة.

وطالب المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان نشرته وكالة وفا الرسمية للانباء "بتدخل دولي فوري وعاجل لوقف المذبحة الرهيبة التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا البطل" في قطاع غزة.

الا ان المبادرة الاميركية الاحادية الجانب تثير غضب الفلسطينيين اذ تشكل تكريسا للموقف المنحاز بشكل واضح برأيهم للجانب الاسرائيلي والذي يتبناه ترمب منذ توليه منصبه في 2017، وتجاهلا لمطالبهم حول القدس.

واحتلت اسرائيل الشطر الشرقي من القدس عام 1967 ثم اعلنت العام 1980 القدس برمتها "عاصمة ابدية" في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

وكان إعلان ترمب في 6 ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس، اثار غبطة الاسرائيليين وغضب الفلسطينيين.

ولا تزال الاسرة الدولية تعتبر القدس الشرقية ارضا محتلة وانه من غير المفترض اقامة سفارات في المدينة طالما لم يتم البت في وضعها عبر التفاوض بين الجانبين المعنيين.

ويحاذي مبنى السفارة حي جبل المكبر بالقدس الشرقية المحتلة الذي يسكنه عدد من منفذي الهجمات المسلحة، بما فيها هجوم نفذ عام 2015 أسفر عن مقتل إسرائيليين، ومواطن اسرائيلي يحمل الجنسية الاميركية.

ولم يحدث القرار الاميركي بنقل السفارة حتى الان الاثر الذي كان ترجوه اسرائيل اذ لم تعلن سوى دولتان هما غواتيمالا وباراغواي انهما ستقومان بالامر نفسه.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار