: آخر تحديث
مشترطة ذلك بنزع سلاحها النووي بسرعة

واشنطن: سنساعد كوريا الشمالية اقتصاديًا

66
88
61

وعدت الولايات المتحدة الجمعة بمساعدة كوريا الشمالية على إعادة بناء اقتصادها الذي أرهقته العقوبات إذا وافق نظام كيم جونغ أون على التخلي عن السلاح النووي.

إيلاف: صدرت هذه الوعود من وزير الخارجية مايك بومبيو، فيما أعرب مسؤولون أميركيون بارزون عن زيادة في التفاؤل قبيل قمة تاريخية في 12 يونيو بين كيم والرئيس الاميركي دونالد ترمب.

بل إن بومبيو الذي أجرى محادثات مع الزعيم الكوري الشمالي الشاب في بيونغ يانغ في نهاية الاسبوع الماضي، قال "هناك تفاهم جيد بين بلدينا حول الاهداف المشتركة". جاءت تصريحات بومبيو بعد محادثات أجراها مع نظيرته الكورية الجنوبية كانغ كيونغ-وا لتنسيق تحضيرات واشنطن وسيول للقاء التاريخي.

يتخوف مراقبون من محاولة نظام كيم دق اسفين بين الحليفين مع اقتراب موعد القمة، بطرح مخاوف سيول من الحرب مقابل مخاوف واشنطن النووية. لكن كل من كانغ وبومبيو أكدا على ضرورة "ازالة الأسلحة النووية بصورة دائمة وتامة يمكن التحقق منها" من شبه الجزيرة المجزأة.

ومن المقرر أن يستقبل ترمب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن في البيت الابيض في 22 مايو للجولة التالية من التحضير للقمة. وقال بومبيو إن واشنطن "ستبقى ملتزمة المساعدة في تنمية الاقتصاد الكوري الشمالي الذي قوّضه سوء الادارة الداخلية وعقوبات دولية قاسية".

اضاف "اذا اتخذت كوريا الشمالية اجراءات جريئة بالتخلي سريعا عن السلاح النووي، فإن الولايات المتحدة على استعداد للعمل معها من اجل تحقيق ازدهار على قدم المساواة مع اصدقائنا الكوريين الجنوبيين". ومنذ اتفاق الهدنة في 1953 بين الشمال والجنوب، خرجت كوريا الجنوبية من دمار الحرب لتصبح من الدول الرائدة اقتصاديا في العالم.

محادثات جيدة
لكن الشمال بقي أحد أكثر الدول عزلة واقتصاده المتداعي تعرّض لمزيد من الخسائر تحت ضغط عقوبات دولية متزايدة. وفي السنة الماضية، أجّج كيم وترمب العداء الدولي مع تبادلهما الاتهامات وهددا علنا بعمل عسكري مدمر ومباشر.

وأجرى نظام كيم ايضا تجارب صاروخية أقنعت مسؤولي الاستخبارات الاميركيين، ومنهم بومبيو، عندما كان رئيسا لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بأن كوريا الشمالية يمكن أن تهدد مدنا أميركية.

لكن الرئيس الكوري الجنوبي مد اليد إلى الشمال، وأجرى محادثات مباشرة مع جيرانه، وعندما دعا كيم ترمب إلى قمة لمناقشة نزع السلاح النووي تغيرت الاجواء. وتوجه بومبيو إلى بيونغ يانغ لاجراء محادثات، وإعادة ثلاثة أميركيين كانوا محتجزين، والان تم تحديد موعد للقمة في 12 يونيو في سنغافورة.

وقال بومبيو "أجرينا محادثات جيدة، محادثات شملت مشكلات كبيرة ومعقدة، وتحديات وقرارات استراتيجية مطروحة أمام الزعيم كيم". وتابع بومبيو إن المحادثات تطرقت الى الآلية التي ينوي من خلالها كيم "المضي قدما، وما اذا كان مستعدا للتخلي كليا عن السلاح النووي مقابل ضمانات نحن على استعداد لتوفيرها له".

الا ان وزير الخارجية الاميركي حذر بان الولايات المتحدة "ستطلب آلية تحقق صارمة ستتولاها مع شركاء من حول العالم لتحقيق هذه النتيجة". وقال بومبيو "أنا واثق من اننا متفاهمان حول النتيجة التي يريدها الرئيس ترمب والزعيم كيم، وعلى ما اعتقد الرئيس مون ايضا".

أبدت وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية تفاؤلا مماثلاً مشددة على عدم وجود اختلاف بين مقاربتي واشنطن وسيول من المحادثات.
وقالت كانغ "اتفقنا على أن تكون القمة فرصة تاريخية لحل المسألة النووية الكورية الشمالية وضمان سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية".

اضافت "أعدنا التأكيد على أن هدفنا هو التوصل إلى نزع تام ويمكن التحقق منه ودائم للاسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية" واعدة بتنسيق "وثيق جدا".

جزرة وعصا 
لكن وعد بومبيو الاقتصادي مقابل التلويح بـ"بأقصى ضغوط" قد لا يطمئن المراقبين الذي يتخوفون من أن اهداف سيول وواشنطن ليست متوائمة تماما.

وحذر ابراهام دنمارك، الخبير في شؤون آسيا والمسؤول العسكري الاميركي البارز سابقا من "خطر تحرك مسار السلام بشكل أسرع من مسار نزع السلاح النووي". واوضح الخبير في مركز ويلسون للابحاث ومقره العاصمة واشنطن "اذا حصل ذلك يمكن أن يمنح كوريا الشمالية فرصة لدق اسفين بين سيول وواشنطن".

وقدمت وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس ثلاث توصيات إلى ترمب: السماح لخبراء بإبرام الاتفاق والأخذ بعين الاعتبار مصالح أطراف اخرى، ومنها اليابان وكوريا الجنوبية، وأن "لا يقلقه" إخراج الجيش الاميركي من المعادلة. وقالت رايس في معهد هوفر بستانفورد "إذا تمكنا من التمسك بتلك المبادئ، ربما تنجح الجهود".

حتى الان قدم النظام الكوري الشمالي وعودا غامضة بـ"نزع السلاح النووي"، لكنه لم يشرح علنا ما يعني ذلك أو متى قد يحصل أو كيف سيتم تطبيقه.

عبارة "نزع الاسلحة النووية" هي من منظور كوريا الشمالية منذ سنوات مرادف لانسحاب القوات الاميركية من كوريا الجنوبية - وهي فكرة رفضتها كانغ على ما يبدو. وبعد محادثاتها مع بومبيو سعت إلى "التأكيد مرة اخرى على أن التواجد العسكري الاميركي في كوريا، مسألة متعلقة بالتحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أولا وقبل كل شيء".

ويعتقد أن المتشددين في كوريا الشمالية يعتبرون السلاح النووي ضمانة ضد مساع خارجية للاطاحة بالنظام، لكن ترمب يصر على أنه لن يتهاون مع تطوير أسلحتهم.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار