: آخر تحديث
بعد تقارير حول هجوم كيميائي في دوما

الدعوات الغربية من أجل رد صارم ضد الأسد تتصاعد

79
88
77

بيروت: تصاعدت الدعوات الغربية الى "رد قوي" إثر تقارير حول هجوم كيميائي في مدينة دوما وُجهت أصابع الاتهام فيه لدمشق، وحذرت واشنطن قبل ساعات من انعقاد مجلس الامن للبحث في المسألة، من أنها لن تستبعد أي خيار.

وبالتزامن مع ذلك، اتهمت دمشق وموسكو الاثنين إسرائيل بشن ضربات جوية ضد قاعدة عسكرية سورية في وسط البلاد، موقعة عددا من القتلى والجرحى. 

ومنذ مساء السبت، يتوالى التنديد الدولي بالهجوم المفترض بـ"الغازات السامة" على مدينة دوما، آخر جيب للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، بعد أن وجه مسعفون ومعارضون أصابع الاتهام لدمشق، متحدثين عن عشرات القتلى ومئات الجرحى.

وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الاثنين "أولا يجب أن نعرف لماذا لا تزال هناك اسلحة كيميائية مستخدمة في حين كانت روسيا الضامنة لازالة جميع الاسلحة الكيميائية" في سوريا، مضيفًا "بالتعاون مع حلفائنا وشركائنا (...) سنعالج هذه المسألة .. ولا استبعد أي شيء حالياً". 

وكان الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والفرنسي إيمانويل ماكرون، وفق بيان للبيت الأبيض، اتفقا على "تنسيق استجابة قوية ومشتركة"، وأكدا "على وجوب محاسبة نظام الأسد على انتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان". 

وشدد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الاثنين على "الضرورة الملحة للتحقيق في ما حصل في دوما والتثبت من تأمين رد دولي قوي وشديد"، داعياً إلى وضع "كل الخيارات على الطاولة" خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي الاثنين.

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "في حال ثبتت مسؤوليتهم، فإن النظام (السوري) وداعميه وبينهم روسيا يجب أن يحاسبوا".

في المقابل، حذرت موسكو من "خطورة" الاتهامات قبل التأكد منها، ومن تدخل عسكري ضد حليفتها دمشق.

وقال المتحدث باسم الكرملين الاثنين "لم يُجر أي تحقيق حتى الساعة. من دون التحقق، من دون تحقيق، إعلان خلاصات ليس أمرًا صائبًا"، مضيفاً "من دون معلومات، هذا الأمر خطير".

تحقيق

وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة، بدء تحقيق. وقال المتحدث باسمها احمد أوزومجو أن المنظمة "أجرت تحليلات أولية للتقارير عن استخدام أسلحة كيميائية فور ورودها"، والعمل جار لـ"التثبت مما إذا كانت أسلحة كيميائية استخدمت فعلا".

وتم إرجاء الاجتماع الطارئ الذي سيعقده مجلس الامن الدولي حول الوضع في سوريا حتى الساعة 3,00 مساء (19,00 ت غ)، بحسب ما ذكر دبلوماسي فرنسي. وطلبت تسع من دول المجلس الـ15 عقد الاجتماع.

وتأتي التطورات الأخيرة بعد مرور عام على ضربة أميركية استهدفت قاعدة عسكرية في وسط سوريا رداً على هجوم كيميائي اتهمت الأمم المتحدة قوات النظام بتنفيذه وأودى بالعشرات في شمال غرب البلاد.

وتنفي دمشق تنفيذ أي هجمات بالغازات السامة، مؤكدة أنها دمّرت ترسانتها الكيميائية في العام 2013 اثر اتفاق روسي - أميركي وبعد هجوم قرب دمشق أودى بحياة العشرات.

وتكرر منذ مطلع العام ظهور عوارض اختناق وضيق تنفس تحديداً في الغوطة الشرقية خلال هجوم عسكري للجيش السوري. وهددت واشنطن وباريس مرارا بشن ضربات إذا توافرت "أدلة دامغة" على استخدام سلاح كيميائي.

وأعرب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاثنين عن "قلقه" لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعدما كانت أنقرة تحدثت عن "شبهات قوية" بأن قوات النظام نفذت الهجوم.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "21 حالة وفاة السبت جراء الاختناق واصابة 70 آخرين" في مدينة دوما، آخر جيب تتواجد فيه الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، من دون أن "يؤكد أو ينفي" استخدام الغازات السامة. لكن منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل)، تحدثت عن 48 قتيلا، متهمة القوات الحكومية باستخدام "غازات سامة".

ونشرت المنظمة على تويتر صوراً قالت إنها للضحايا تظهر جثثاً مجمعة في غرفة، بينها جثث أطفال يبدو زبد أبيض خارجاً من أفواه بعضها.

وقال فراس الدومي من الخوذ البيضاء لفرانس برس عبر الهاتف "كان المشهد مروعاً، الكثيرون يختنقون، أعداد كبيرة جداً".

وأتى ذلك بالتزامن مع تصعيد عسكري على مدينة دوما للضغط على فصيل جيش السلام المسيطر عليها للموافقة على إخلاء المدينة. وقتل خلال يومين من قصف عنيف في دوما أكثر من مئة شخص. ثم اعلنت دمشق اتفاقاً لإجلاء المقاتلين المعارضين ومدنيين من المدينة. 

وتتواصل عملية الإجلاء منذ مساء الأحد، ومن المفترض بحسب موسكو خروج نحو ثمانية آلاف مقاتل و40 ألف مدني.

ضربة اسرائيلية

وفي وقت تتوجه الأنظار الى احتمال حصول عمل عسكري أميركي في سوريا، تعرضت قاعدة عسكرية في وسط سوريا لقصف جوي سرت شكوك في البداية بانه قد يكون أميركيا او فرنسيا.

لكن واشنطن وباريس أكدتا انهما لم تقوما بأي عمل عسكري في سوريا. ثم اتهمت دمشق وموسكو اسرائيل باستهداف مطار التيفور العسكري في محافظة حمص.

واعتبر لافروف الضربة الإسرائيلية "تطوراً خطيراً جداً".

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان ان "استمرار إسرائيل في نهجها العدواني الخطير ما كان ليتم لولا الدعم اللامحدود والمستمر الذي تقدمه لها الإدارة الأميركية والحصانة التي توفرها لها من المساءلة، والتي تمكنها من الاستمرار في ممارسة إرهاب الدولة وتهديد السلم والأمن في المنطقة والعالم".

واعتبرت ان "الاعتداء هذا ما كان ليحدث لولا الضوء الأخضر الأميركي المبني على فبركات ومسرحيات عملائها التي لم تعد تنطلي على أحد"، في اشارة الى التقارير عن الهجوم الكيميائي.

وبالإضافة للجيش السوري، يتواجد عسكريون روس ومقاتلون إيرانيون ومن حزب الله اللبناني في القاعدة العسكرية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد المرصد عن 14 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الضربة، "بينهم ثلاث ضباط سوريين ومقاتلون إيرانيون".

وأكدت وكالة أنباء "فارس" الايرانية مقتل ثلاثة ايرانيين "من المدافعين عن المراقد".

ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الضربة. لكنها ليست المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل مطار التيفور، اذ انها استهدفته قبل شهرين، بعدما اتهمت إيران بارسال طائرة مسيرة من تلك القاعدة للتحليق في أجوائها. 

ومنذ بدء النزاع في 2011، قصفت اسرائيل مراراً أهدافاً عسكرية للجيش السوري أو أخرى لحزب الله في سوريا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار