: آخر تحديث
كتابات تشير ضمنًا إلى داعش في منزل منفذ الاعتداء

اعتداءات جنوب فرنسا: احتجاز صديق للمهاجم قيد التحقيق

57
72
57

وضع صديق لرضوان لقديم، منفذ الهجمات الدامية الجمعة في جنوب فرنسا، في الاحتجاز قيد التحقيق خلال الليل، بتهمة التعامل مع إرهابيين مجرمين، كما أعلن السبت مصدر قريب من التحقيق.

إيلاف من باريس: أوضح المصدر ان المعتقل قاصر من مواليد العام 2000. ومساء الجمعة، وضع اول شخص قريب من رضوان لقديم "كان يشاطره حياته"، في الاحتجاز قيد التحقيق، كما قال مدعي الجمهورية في باريس فرنسوا مولانس الذي يتولى قضايا الارهاب.

ويسعى المحققون في الوقت الراهن الى تحديد اسباب انتقال المهاجم الى الفعل وتنفيذ اعتداءاته، والبحث عن متواطئين محتملين. وقد قتل رضوان لقديم، الفرنسي من اصل مغربي، اربعة اشخاص، وأصاب واحدًا بجروح خطرة، قبل ان تقتله الشرطة. يرفع هذا الاعتداء الى 245 عدد الاشخاص الذين قتلوا في سلسلة اعتداءات جهادية تستهدف فرنسا منذ مطلع 2015.

إشارات إلى داعش
هذا وافاد مصدر قضائي السبت ان الشرطة داهمت منزل منفذ الاعتداءات في جنوب فرنسا رضوان لقديم وعثرت على "كتابات تشير ضمنا الى تنظيم الدولة الاسلامية". اضاف المصدر نفسه ان "المداهمة اتاحت العثور على كتابات تشير ضمنا الى تنظيم الدولة الاسلامية وتبدو كأنها عبارة عن وصية".

من جهته اوضح مصدر مقرب من التحقيق ان "المحققين عثروا على وصية مكتوبة بخط اليد يعلن فيها (المنفذ) ولاءه لتنظيم الدولة الاسلامية". وتبين ان السلطات الامنية كانت تراقبه لقربه من الاوساط السلفية، الا انها لم تلاحظ لديه اي سلوك يشير الى احتمال قيامه باعتداءات.

إشادة من ماكرون
يعمل المحققون الفرنسيون السبت على تحديد ظروف الاعتداء الجهادي الذي نفذه الجمعة في جنوب فرنسا مهاجم، قتل بعد الهجمات التي اوقعت اربعة قتلى، بينهم دركي، حل محل رهينة ما اثار موجة تأثر كبرى في البلاد واشادات ببطولته.

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب السبت وفاة الضابط في الدرك أرنو بلترام الذي حل محل امرأة كانت محتجزة رهينة وأصيب إصابة خطرة خلال عملية احتجاز الرهائن في متجر في تريب.

وأشاد الرئيس ايمانويل ماكرون السبت بالضابط الذي "مات بطلاً"، وقال في بيان انه "يستحق أن يحظى باحترام الأمة ومحبتها". والضابط الذي حل محل امرأة كان المهاجم يحتجزها "كدرع بشري" بحسب مصدر مقرب من التحقيق، "برهن عن بسالة وتفان لا مثيل لهما" كما اضاف الرئيس الفرنسي.

ووجّه مسجد باريس الكبير تحية الى "شجاعة وقيم والتزام" الضابط. نكست الأعلام على مركز الدرك السبت، وبدأت اكاليل الزهر تصل الى امام ثكنة كاركاسون. وقالت والدة الضابط ماري كلير كاستيل التي حضرت حاملة باقة من الورود كتب عليها عبارة "شكرا"، "انه بطل، لقد انقذ ارواحا" داعية الى توجيه تحية وطنية له.

بسالة خالدة
وكتب كولومب على حسابه على تويتر، "لقد غادرنا اللفتنانت كولونيل أرنو بلترام. لقد مات في سبيل وطنه. فرنسا لن تنسى أبداً بسالته. أعبّر بقلب يملأه الأسى عن وقوف البلد بأجمعه مع عائلته وأقربائه وزملائه" الدركيين. توفي بلترام عن 45 عاماً وكان متزوجاً، وليس لديه أولاد.

نفذ لقديم، الذي كان يحمل سلاحاً نارياً وسكينا، هجماته على ثلاث مراحل، بدءا من سرقة سيارة في كاركاسون بعد قتل راكب واصابة السائق بجروح خطرة. ثم في مكان غير بعيد أطلق النار على شرطي خارج دوام عمله وأصابه بجروح. ثم دخل متجرا في تريب على بعد نحو 10 كلم من كاركاسون، حيث احتجز رهائن وقتل شخصين.

وقال الشرطي السابق كريستيان جيلبير الذي كان في المتجر لفرانس برس انه "رأى شخصاً يحمل مسدساً وسكيناً ويصرخ ألله أكبر. ثم أطلق خمس أو ست رصاصات". وأضاف حارس المتجر الذي طلب عدم ذكر اسمه "كنت على بعد خمسة أمتار. اطلق باتجاهي رصاصتين لم يكن يحسن التصويب". واضاف انه تمكن من اخراج العاملين في المتجر من الباب الخلفي.

لأجل سوريا
وقال المهاجم انه يريد "الموت من اجل سوريا"، ودعا الى "تحرير أخوته" وفق النائب العام فرنسوا مولانس. ومن بين هؤلاء سمى صلاح عبد السلام الوحيد، الذي لا يزال حيا من منفذي اعتداءات 13 نوفمبر والمسجون قرب باريس. هذه الاعتداءات هي الأولى في فرنسا منذ تلك التي نفذت في الاول من اكتوبر 2017 في محطة سان شارل دو مارساي في مرسيليا (جنوب شرق) وخلفت قتيلين.

وقال المدير السابق لوحدة التدخل في الدرك فريديريك غالوا في مقابلة مع لوفيغارو "انها المرة الاولى التي يقول فيها شخص انه ينتمي الى داعش في حين ان التنظيم بحد ذاته انهار. ان سقوط الخلافة لم يغير المعطيات، وهذا ما كنا نخشاه". وقال كولومب ان لقديم "انتقل بصورة مفاجئة الى التنفيذ" الجمعة. فبعد سرقة السيارة في كاركاسون وقتل راكب واصابة السائق بجروح  خطيرة، اطلق النار على شرطي واصابه في حين كان عائدا من الجري مع عدد من زملائه. وبعدها دخل المتجر في تريب وكان فيه نحو خمسين شخصا، قتل موظفا وأحد الزبائن.

واعلن مولانس ان عشرات المحققين يتابعون القضية، موضحا ان الاستخبارات فتحت ملفا للمنفذ منذ 2014 بسبب "ارتباطه بالتيار السلفي". وكان قد حكم عليه قبل ذلك في مايو 2011 بالسجن شهر مع وقف التنفيذ "لحمل سلاح ممنوع". ثم قضى شهرا في السجن في اغسطس 2016 بعد ادانته بتعاطي المخدرات.

ترمب يندد 
تعليقا على الحادث ندد الرئيس الاميركي دونالد ترمب السبت بالهجوم الذي شهدته فرنسا الجمعة واسفر عن مقتل اربعة اشخاص بينهم شرطي اعتبر بطلا. وغرد ترمب "افكارنا وصلواتنا مع ضحايا الهجوم الرهيب في فرنسا بالامس ونشعر بالاسى للخسارة التي لحقت بهذه الامة"، مضيفا "ندين ايضا الاعمال العنيفة لمنفذ الهجوم واي شخص قدم دعما له. نقف الى جانبك ايمانويل ماكرون".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار