: آخر تحديث
مباحثات عراقية إيرانية لتوقيع اتفاقية تعاون دفاعي

العبادي: الحشد الشعبي باقٍ لكننا نرفض تسييسه

99
133
113

حسم رئيس الوزراء العراقي النقاش حول بقاء أو حلّ قوات الحشد الشعبي خلال مرحلة ما بعد داعش، مؤكدًا بقاءه ورعايته، ومشددًا على رفض تسييسه.. بينما يوقع وزير الدفاع العراقي مع نظيره الإيراني في طهران اليوم وثيقة تعاون دفاعي مشترك لمرحلة ما بعد داعش.

إيلاف: قال رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي إن الحشد الشعبي مؤسسة أمنية أساسية وحيادية لا يجوز تسييسها، وستبقى في الدولة العراقية. 

أضاف خلال اجتماعه مع قادة هيئة وتشكيلات الحشد الشعبي إن "الحشد شارك في النصر الذي تحقق بتحرير الموصل".. مؤكدًا أن الحشد "مؤسسة أمنية أساسية وحيادية لا يجوز تسييسها، وستبقى في الدولة العراقية، وواجبنا حمايته، وهو منا، ونحن منه، والدولة هي القائدة للمنظومة الأمنية من أجل الحفاظ على مصلحة وأمن المجتمع"، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الإعلامي الليلة الماضية، وإطلعت على نصه "إيلاف".

أثنى العبادي على "شجاعة وتضحيات العراقيين الذين تطوّعوا ولبّوا نداء الوطن والاستجابة لفتوى المرجع الشيعي الأعلى في البلاد آية الله السيد علي السيستاني بالجهاد الكفائي، والتي تأسس على أثرها الحشد الشعبي". 

وأشار قائلًا "بوحدتنا واستعدادنا للتضحية حققنا معجزة الانتصار، ولولا الوحدة لما تحقق هذا النصر الكبير، ويجب أن تستمر الوحدة في مسيرة البناء والإعمار وإعادة الاستقرار والنازحين، وأن يشمل الإعمار جميع المحافظات التي دمّرها داعش والمحافظات التي قدمت التضحيات، وتعطلت فيها فرص التنمية".

وحذر العبادي مما قال إنها "موجة مشبوهة تحاول إعادة النعرة الطائفية والخطاب الذي أنتج داعش، ومن محاولات تجار الحروب الذين لا يعرفون الله، وليس لهم دين غير تحقيق مصالحهم". وشدد على ضرورة إبعاد المنظومة الأمنية، بما فيها الحشد الشعبي، عن المماحكات السياسية، لأن مهمته الأساسية هي الدفاع عن الوطن".

وأشار إلى أن "واحدة من أدوات الحفاظ على الحشد الشعبي هو ضبطه بكل تفاصيله".. ولفت إلى أن "درجة انضباط الحشد الشعبي ازداد بشكل كبير ورائع، خصوصًا في عمليات (قادمون يا نينوى)".. مؤكدًا أنه "لم تسجل طيلة معركة (قادمون يا نينوى) أية مخالفة صريحة أو غير صريحة ضد الحشد".

عقب الاجتماع، أوضح المتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي أحمد الأسدي أن مجلس الوزراء أصدر خطابًا بشأن تفعيل المادة 52 من قانون موازنة 2017 الخاصة بزيادة رواتب مقاتلي الحشد. وقال الأسدي في بيان إن "خطابًا صدر من مجلس الوزراء إلى هيئة الحشد الشعبي يتحدث عن تفعيل المادة 52 من قانون الموازنة العامة لسنة 2017، والتي تشير إلى رفع رواتب مقاتلي ومنتسبي الحشد الشعبي ومساواتهم بأقرانهم في القوات المسلحة".

وأضاف الأسدي أن "هيئة الحشد الشعبي ستتحرك اعتبارًا من الأحد (اليوم) للاتصال بالجهات المعنية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء ووزارة المالية لتنفيذ المادة سريعًا". وأوضح أن رئيس الوزراء وعد خلال اجتماعه أمس بهيئة الحشد بإقرار قانون الخدمة والتقاعد وهيكلية الحشد الشعبي خلال الأيام المقبلة.

وأفصح الأسدي عن ثلاثة مبادئ سيتم العمل عليها لتقوية الحشد وحفظ حقوق منتسبه وإدامة زخم انتصاراته.. موضحًا أن "المبدأ الأول: المرجعية الوطنية، وهو العراق بكل طوائفه ومكوناته.. والمبدأ الثاني المرجعية الشرعية المتمثلة في المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني التي يرجع إليها جميع أبناء الشعب العراقي.. والمبدأ الثالث هو المرجعية القانونية المتمثلة في القانون النافذ الذي أقرّه البرلمان".

والحشد الشعبي هو قوات ميليشياوية عراقية توجّه إليها اتهامات بارتكاب انتهاكات طائفية، تشكلت قيادة عسكرية لها تأتمر بأمرة القائد العام للقوات المسلحة، ومؤلفة من حوالى 70 فصيلًا، تشكلت بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، وذلك بعد سيطرة تنظيم داعش على ساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة في شمال بغداد في العاشر من يونيو عام 2014. وقد تم إقرار قانون هيئة الحشد الشعبي بعد تصويت مجلس النواب العراقي بغالبية الأصوات لمصلحة القانون في 26 نوفمبر 2016. 

وتكونت نواة الحشد من المتطوعين الذين استجابوا لفتوى الجهاد الكفائي، وهم بغالبيتهم من الشيعة، وانضمت إليهم لاحقًا العشائر السنية من المناطق التي سيطر عليها داعش في محافظات صلاح الدين والأنبار ونينوى، كما إنخرط في صفوف الحشد آلاف أخرى من مختلف الأديان والقوميات، ومنهم المسيحيون والتركمان.

مباحثات عراقية إيرانية لتوقيع اتفاقية تعاون دفاعي
يوقع وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي مع نظيره الإيراني العميد حسين دهقان في طهران اليوم وثيقة تعاون دفاعي مشترك لمرحلة ما بعد داعش.

وبحث دهقان خلال اجتماعه مع الحيالي في طهران أمس القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. وقال إن "الانتصارات التي تحققها القوات العراقية ضد الإرهاب لم تكن لتتحقق لولا البطولات والوحدة والتضامن بين جميع القوميات والطوائف والأديان في العراق،  وهذا الانتصار يعد إنجازًا وطنيًا عظيمًا لهذا البلد".

مباحثات عراقية إيرانية في طهران برئاسة وزيري الدفاع في البلدين

واعتبر أن وحدة التراب والوحدة الوطنية في العراق تعدّ الضامن للاستقرار والأمن والحفاظ على مصالح جميع الطوائف والقوميات العراقية. وقال إن "التحركات الداعية إلى التفرقة مرفوضة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية". ودعا إلى تشكيل إجماع إقليمي ودولي ضد الإرهاب وحماتهم، حتى يتم اجتثاث جذور الإرهاب.

وأكد وزير الدفاع الإيراني أن أمن العراق هو أمن إيران.. وقال "من هذا المنطلق نتعاون، وسنواصل التعاون مع الحكومة والشعب العراقي، وسنبذل قصارى جهودنا السياسية والاقتصادية والعسكرية، إلى جانب الطاقات العراقية لإحلال الأمن والاستقرار المستديم في هذا البلد وإيجاد عراق قوي"، كما نقلت عنه وكالات أنباء إيرانية محلية إطلعت عليها "إيلاف".

وأعرب العميد دهقان عن أمله بأن تؤدي زيارة وزير الدفاع العراقي إلى إيران والتوقيع على وثيقة التعاون الدفاعي بين البلدين إلى تعزيز العلاقات الدفاعية بين البلدين.. مؤكدًا أن إيران "كقوة لمكافحة داعش ستقف بكل طاقاتها وقدراتها إلى جانب الحكومة والشعب العراقي في فترة إعمار العراق".

من جانبه، ثمّن وزير الدفاع  العراقي، الذي وصل إلى طهران أمس في زيارة رسمية، "دعم الحكومة والشعب والقوات المسلحة ولاسيما وزارة الدفاع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مكافحة الإرهاب والدور المصيري لهذا الدعم في انتصار الشعب العراقي على داعش"، بحسب قوله. وأشاد "بالدور المتميز للمرجعية في العراق والفتوى التاريخية للسيستاني، والتي أدت إلى تعبئة الشعب وإسناد الجيش العراقي بشكل كبير، حيث تم ضمان انتصارنا بهذه الفتوى التاريخية".

واعتبر الحيالي المصالح المشتركة الإيرانية العراقية تشكل أرضية لتنمية العلاقات بين البلدين".. مؤكدًا على ضرورة الدفع نحو المزيد من تعزيز العلاقات والتعاون الدفاعي والعسكري بين طهران وبغداد.

ومن المنتظر أن يجتمع وزير الدفاع العراقي اليوم مع أمين المجلس الأعلي للأمن القومي علي شمخاني ليبحث معه الأوضاع في المنطقة والعلاقات الدفاعية بين البلدين، إضافة إلى مناقشة فرص التعاون الثنائي لمواجهة التهديدات الأمنية الناجمة من الإرهاب وفرص تطوير التعاون العراقي الإيراني في مرحلة ما بعد القضاء على داعش.

معروف أن عددًا من المستشارين العسكريين الإيرانيين يقودهم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، يوجدون في العراق حاليًا، حيث يقدمون المشورة العسكرية إلى القوات العراقية في حربها الراهنة ضد تنظيم داعش. 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار