: آخر تحديث
في محاولة لمكافحة تفشي الانتحار والعنف على الشبكة

فايسبوك تنشئ جيشاً الكترونيًا لمراقبة فيديوهاتكم

81
104
96

إيلاف - متابعة: تعتزم شركة فايسبوك توظيف 3 آلاف شخص إضافي لتصفية "المضامين العنيفة"، بعد سلسلة من عمليات القتل والانتحار المصورة مباشرة عبر شبكتها التي يزيد عدد مستخدميها النشطين عن ملياري مشترك.

الموظفون الجدد سيضافون إلى فريق فايسبوك الحالي المكون من 4500 موظف يراجعون بالفعل المحتويات غير اللائقة التي تنتهك بنود الخدمة، ومنها التسجيلات المصورة لأعمال القتل والانتحار، حسبما كشف الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربرغ.

وأضاف زوكربرغ عبر منشور له عبر صفحته الشخصية: "إذا ما أردنا بناء مجتمع آمن، علينا التجاوب سريعاً، سواء مع شخص في حاجة للمساعدة أو في إلغاء منشور"، على أن تواصل الشركة "العمل مع المجتمعات المحلية والشرطة وهم في موقع أفضل لمساعدة الأشخاص في حالات الحاجة الذين هم على وشك إلحاق الأذى بأنفسهم أو أنهم يشكلون خطراً على الآخرين".

يأتي ذلك في أعقاب سلسلة من المآسي المصورة عبرفايسبوك أثارت صدمة عالمية خلال الأسبوعين الماضيين. فقبل أسبوع، قتل تايلاندي طفلته البالغة من العمر 11 شهراً قبل الانتحار في بث مباشر عبر تطبيق "فايسبوك لايف" ما أثار سلسلة من الانتقادات ضد الشبكة وضد وسائل الإعلام التي بثت الصور، كما أقدم أميركي خلال الأسبوع الماضي أيضاً على بث مشاهد تظهر لحظات قتله رجلاً مسناً عبر "فايسبوك" قبل انتحاره إثر مطاردة من الشرطة استمرت ثلاثة أيام، فيما أطلقت عليه الصحافة حول العالم اسم "قاتل فايسبوك".

وأوضح مارك زوكربيرغ أنه قرر التحرك في هذا الإطار بعد هذه القضايا "الصاعقة" التي "نرى فيها أشخاصاً يلحقون الأذى بأنفسهم أو بالآخرين عبر فايسبوك"، مشيراً إلى أن هؤلاء الأشخاص المكلفين مراقبة المضامين سيساعدون على تحسين  إزالة المضامين غير المسموح بها في "فايسبوك"، ومن بينها التصريحات المنطوية على كراهية والاتجار بالأطفال.

وانتقد البعض تفاعل فايسبوك البطيء مع هذه المآسي، حيث لم توقف الشبكة بث الأب التايلنمدي، ولم تحذف المقطع إلا بعد أكثر من يوم كامل على تصويره ونشره ومشاهدته لأكثر من 370 ألف مرة، فيما بثت بعده مشاهد عنف مشابهة في كل من شيكاغو وكليفلاند مثلاً.

ويقترح بعض المنتقدين وقف خاصية النقل المباشر "فايسبوك لايف" رغم احتلال هذه الخدمة موقعاً استراتيجياً في نمو الشركة. فيما أكد زوكربرغ أن الشبكة تعمل على تقنيات من شأنها تحديد المحتويات العنيفة تلقائياً، مشيراً إلى تحقيق بعض النجاحات في هذا المجال، لكن خطة التوظيف الجديدة تقدم مؤشراً أقرب للإقرار، بأن "فايسبوك" تحتاج، في الوقت الحالي على الأقل، إلى ما هو أكثر من البرمجيات الآلية لتحسين مراقبة البث الحي عبر خدمة "فايسبوك لايف" تحديداً.

أرباح مرتفعة

وفي سياق متصل، أظهرت نتائج أعمال فايسبوك ارتفاع أرباح الشركة الفصلية 76.6 في المئة، بدعم من النمو القوي في أنشطة إعلانات الهاتف المحمول، في حين تستعد لبلوغ ملياريْ مشترك.

وشكلت إيرادات الشركة من إعلانات المحمول 85 في المئة من إجمالي إيرادات الإعلانات البالغ 7.86 مليارات دولار في الربع الأول المنتهي في 31 (مارس) الماضي، مقارنة بـ82 في المئة قبل عام.

ووفقاً لشركة «فاكت ست» للتحليلات والبيانات المالية، توقع محللون أن يبلغ إجمالي ايرادات فايسبوك من الاعلانات في المتوسط 7.68 مليارات دولار.

وتقول شركة «إي ماركتر» للأبحاث إن من المتوقع أن تحقق شركة التواصل الاجتماعي العملاقة إيرادات قدرها 31.94 مليار دولار من إعلانات المحمول عالمياً في 2017 بزيادة 42.1 في المئة عن مستواها قبل عام.

وزاد صافي الربح العائد للمساهمين إلى 3.06 مليارات دولار أو 1.04 دولار للسهم من 1.73 مليار دولار أو 60 سنتاً للسهم قبل عام.

وارتفع إجمالي الإيرادات إلى 8.03 مليارات دولار من 5.38 مليارات دولار. وكانت «فايسبوك» آخر شركات التكنولوجيا الأميركية الخمس الكبرى التي تعلن نتائجها الفصلية.

تباطؤ الإعلان

وعززت الشركة عائداتها من الإعلانات، والتي تمثل تقريبا كل دخل فايسبوك، لترتفع 51 في المئة لتصل إلى 7.9 مليارات دولار في هذه الفترة.

ومع ذلك، قال ديفيد وينر كبير الموظفين الماليين إن نمو عائدات الإعلانات سينخفض بشكل ملحوظ خلال الفترة المتبقية من عام 2017.

وكرر التحذيرات السابقة من أن فيسبوك بلغ الحد المسموح به لعدد الإعلانات التي يمكن وضعها على صفحات المستخدمين.

وقال مارتن غارنر، المحلل في مؤسسة سي سي إس إنسايت : "من الواضح الآن أن نتائج العام الماضي من فيسبوك تمثل ذروة النمو الذي يمكن أن تحققه الإعلانات عبر الإنترنت، كما حذر فيسبوك".

وأكد حاجة الشركة للبدء في إظهار قدرتها على تحقيق المزيد من المال من منتجاتها الأخرى، بما في ذلك الفيديو وإنستغرام والواتساب، وكذلك الماسنجر والواقع الافتراضي.

مليارا مستخدم 

وتقترب فايسبوك من عتبة ملياري مستخدم الرمزية على ضوء الازدياد المتواصل لإيراداتها الإعلانية. 

فقد وسعت شبكة التواصل الاجتماعي قاعدة جمهورها في الربع الأول من العام وباتت تضم 1,94 مليار مستخدم بتاريخ 31 آذار، في مقابل 1,86 مليار في الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2016. وكانت الأسواق المالية تتوقع أن يبلغ عدد مستخدمي "فايسبوك" 1,91 مليار.

وازداد عدد المشتركين الذين يتفاعلون يوميا مع محتويات الشبكة بنسبة 18 % في خلال سنة ليصل إلى 1,28 مليار، وفق ما كشفت فايسبوك الأربعاء.

وسُجل أكبر ازدياد للمشتركين الجدد في منطقة آسيا-المحيط الهادئ "وبقية المناطق في العالم" خارج الولايات المتحدة وأوروبا.

وباتت آسيا-المحيط الهادئ تضم 726 مليون مستخدم، بارتفاع نسبته 27 % في خلال سنة. وفي الولايات المتحدة، ازداد عدد رواد الشبكة في الربع الأول من العام بنسبة 5 % لا غير، في مقابل 6 % في أوروبا.

وقال مارك زاكربرغ يوم الاربعاء: "سجلنا انطلاقة جيدة للسنة 2017"، مشيرا إلى أن "فايسبوك" مستمرة في تطوير أدوات جديدة لتوسيع قاعدة مشتركيها.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار