: آخر تحديث
والدها لـ"إيلاف المغرب": كانت مولعة بالفروسية حد الجنون

«حسناء» فارسة مغربية ينهي حصان جامح رحلتها

105
86
68

لم يكن أحد يتوقع أن ينتهي مشوار «حسناء» ذات السبعة عشر ربيعًا بهذا الشكل المأساوي، الخميس الماضي، حيث لفظت الفتاة أنفاسها في مستشفى محمد الخامس في إقليم الجديدة «جنوب الرباط»، إثر سقوط مفاجئ من على ظهر جواد، وهي تستعد لخوض عرض خلال الموسم السنوي مولاي عبد الله أمغار الذي يقام في إقليم سيدي بنور. 

منى الهاشمي من الرباط: حكى والد حسناء، وهو رجل تعليم متقاعد، لـ "إيلاف المغرب" بمرارة ما وقع لابنته ذلك الخميس الأسود، وقال  «كانت ابنتي في إحدى الخيم تنتظر أن يجتمع الفرسان، لتبدأ برفقتهم التدريبات التي يجرونها استعدادًا للعروض التي تجري خلال موسم مولاي عبد الله أمغار، لكنها ملت من الإنتظار، لتذهب وتطلب من أحد رؤساء فرق الفرسان أن يمنحها جوادًا، وعندما امتطته فقدت السيطرة عليه، وبدأ يركض في كل الإتجاهات، كما إن السرج لم يكن مثبتًا على ظهره بشكل محكم، ما جعلها تسقط على الأرض، وتصاب بإصابات خطيرة».

الضربة القاضية
أضاف الوالد بكلمات متقطعة ومثقلة بالحزن على فقدان فلذة كبده: «لم يكن سقوطها من على الحصان هو ما أدى إلى وفاتها، بل كان بسبب حصان آخر قادم من الإتجاه المعاكس، حيث رفسها وكانت ضربة على رأسها تسببت لها في نزيف داخلي حاد، مما أدى إلى وفاتها».

كان الاب في البيت برفقة زوجته وأولاده الثلاثة، حيث تعد حسناء الأخت الوحيدة وسط ثلاثة أشقاء ذكور، حين تلقى مكالمة من أحد معارفه، تفيد بكون ابنته أصيبت في حادث، وتم نقلها إلى المستشفى الإقليمي على متن سيارة إسعاف تابعة لبلدية سيدي بنور. 
ورغم سرعة نقل الفتاة وتقديم الإسعافات إليها، إلا أن الإصابة كانت خطيرة، ما عجّل بوفاتها، حيث ووري جثمانها الثرى الثلاثاء الماضي. 

ولع غريب
يقول الأب الذي يتحدر من إقليم بني ملال لـ"إيلاف المغرب" بحسرة على فقدان ابنته الوحيدة التي كانت تتابع دراستها في السنة أولى بكالوريا «إنه لم يكن من السهل منع حسناء من ركوب الخيل، لأنها كانت تعشق الفروسية إلى حد يجعلها تقتفي أثر المواسم أينما كانت، ولو تركنا لها المجال، لظلت تتبع كل المواسم الإقليمية في ربوع المملكة».

كانت حسناء تردد لوالديها أن الفروسية في دمها، وأنها إذا منعوها من ركوب الخيل، فكأنما حكما عليها بالموت، وتظل تتوسل إليهما إلى أن يسمحا لها بالذهاب إلى ملاقاة الفرسان الذكور، لأنها لم تكن ترتاح كثيرًا للفارسات الإناث، وتعتبر أنهن غير قادرات على مجاراة الفرسان بالشكل الذي ترتضيه هي لنفسها.

كانت حسناء طفلة جريئة وشجاعة، تحب الأحصنة، وكم تمنت أن تحصل على أحدها، لتظل تركبه طيلة الوقت. وحده الحصان كان يجعلها تهدأ، قبل أن ينهي رحلة عشقها للفروسية، ويطفأ نور عينيها إلى الأبد.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار