: آخر تحديث
إيران وتركيا تستعدان لمواجهة واشنطن

خطة ترامب: هزيمة داعش وإضعاف «الهلال الشيعي»

92
101
90

إيلاف: تعتقد إدارة الرئيس دونالد ترامب بأن السيطرة على مدينة الرقة ومناطق شرق نهر الفرات وإقامة خمس قواعد ومطارات عسكرية ستؤدي إلى تحقيق أولويتين لواشنطن، تتمثلان بهزيمة تنظيم «داعش» وإضعاف «الهلال الشيعي» من إيران والعراق إلى سوريا ولبنان، إضافة إلى التخلص من القيود التي تضعها أنقرة على استخدام قاعة إنجرليك التركية، لكن طهران وأنقرة تستعدان لمواجهة «خطة ترامب».

ووفق مسؤولين غربيين، تستند «خطة ترامب» إلى دعم «قوات سوريا الديموقراطية» الكردية - العربية بالذخيرة والأسلحة الثقيلة لطرد «داعش» من الرقة وتحويلها إلى «لاس فيغاس الشرق» بعد تحريرها وإعمارها، وزيادة الوجود العسكري شرق نهر الفرات بمشاركة ألفين من الخبراء والكوماندوس الأميركيين، إضافة إلى دعم فصائل من «الجيش الحر» جنوب شرقي سوريا بعد تدريبها في الأردن لنشرها وتوفير غطاء جوي لها في المعارك ضد «داعش» قرب حدود العراق.

وقال أحد المسؤولين لصحيفة «الحياة»: «إدارة ترامب لها أولويتان في سوريا: هزيمة داعش وتقليص نفوذ إيران، وهي تعتقد بأن السيطرة الكاملة على مناطق داعش ستؤدي إلى تحقيق هذين الهدفين بأقل كلفة ممكنة مالياً وعسكرياً». وأشار إلى أن واشنطن تعتقد بأن «الوجود العسكري في هذه المناطق سيؤدي إلى الفصل بين مناطق النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ولبنان وإضعاف الهلال الشيعي» الذي تعزز بعد الغزو الأميركي للعراق في 2003.

طرد داعش من حلب

وكانت القوات النظامية السورية وتنظيمات تدعمها طهران سعت بغطاء جوي روسي إلى طرد «داعش» من مناطق شرق حلب للتقدم باتجاه سد الطبقة ومطارها العسكري، لكن التحالف الدولي بقيادة أميركا استعجل السيطرة على هذه المناطق. وأوضح مسؤول كردي أمس: «حصل إنزال جوي لقوات سوريا الديموقراطية، حيث ساعد خبراء أميركيون وبريطانيون مجموعات ضمت كل واحدة منها ما بين 200 و270 عنصراً للسيطرة على سد الطبقة، لكنّ المهاجمين فوجئوا باستعدادات داعش»، لافتاً إلى أن التنظيم يواصل شن هجماته على السد لمنع السيطرة عليه بالتزامن مع تفجير عربة مفخخة أمس قرب مطار الطبقة.

ويعتبر هذا المطار أحد الأركان الأساسية في «خطة ترامب» وتقضي بطرد «داعش» منه وتحويله إلى قاعدة عسكرية كاملة تتضمن مدرجات لهبوط الطائرات العسكرية الأميركية وانطلاقها. وأوضح مسؤول غربي أن لدى أميركا حالياً أربعة مطارات زراعية شرق نهر الفرات ومناطق «قوات سوريا الديموقراطية»، وهي مهبط للمروحيات قرب الحسكة ومطاري دجلة والخابور قرب مدينة الرميلان، إضافة إلى مطار أكبر في كوباني (عين العرب) قادر على استقبال طائرات مدنية وعسكرية كبيرة.

وفي حال السيطرة على مطار الطبقة، فإن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تريد استخدامه في الهجوم على الرقة وتقليل الاعتماد على قاعدة إنجرليك جنوب تركيا، بعدما لوحت أنقرة بوضع قيود على استخدام التحالف الدولي لهذه القاعدة في حال مضت واشنطن في الاعتماد على «وحدات حماية الشعب» الكردية في معركة الرقة.

وقال المسؤول الكردي: «بمجرد السيطرة الكاملة على سد الطبقة وتثبيت السيطرة على المطار، ستبدأ قوات سوريا الديموقراطية تحرير الرقة بمشاركة القوات الأميركية ومروحيات آباتشي تنطلق من غرب العراق» وسط توقعات بأن تستمر المعركة إلى يوليو المقبل. وأشار المسؤول إلى أن أميركا تخطط لتحويل الرقة إلى «لاس فيغاس الشرق» بعد تحريرها، بمشاريع إعمار واستثمارات اقتصادية.

ايران وتركيا في مواجهة ترامب

ولاحظ مراقبون أن إيران وتركيا تستعدان لمواجهة «خطة ترامب»، إذ إن الجيش التركي يخطط لدعم فصائل من «الجيش الحر» للهجوم على الرقة من تل أبيض على الحدود السورية - التركية بعد الاستفتاء على الدستور في 16 الشهر الجاري، في حين تعزز إيران وتنظيمات تابعة لها وجودها في دمشق وحدود لبنان. وقال مسؤول غربي: «إن اتفاق تبادل التهجير بين الزبداني والفوعة الذي شاركت طهران في إنجازه، يرمي إلى نقل شيعة إدلب إلى مناطق بين دمشق وحدود لبنان كي تعزز طهران من وجودها في هذه المناطق ونفوذها على القرار السياسي في دمشق».

في نيويورك، قال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن اتصالاً مباشراً سيتم للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية بين الدول الثلاث الأعضاء في المجلس، المكلفة متابعة الملف الإنساني في سوريا، وهي السويد واليابان ومصر، مع البعثة السورية في الأمم المتحدة لـ «بحث كيفية تعزيز المساعدات الإنسانية في سوريا». وقال السفير السويدي في المجلس أولوف سكوغ إن الدول «قررت طلب لقاء رسمي قريباً مع البعثة السورية في نيويورك لبحث الجانب التقني في إيصال المساعدات مع الحكومة السورية، بهدف تشجيعها على تبسيط إجراءات الموافقة على دخول هذه المساعدات، خصوصاً الى المناطق المحاصرة».

وكان ملفتاً، وفق المصادر نفسها، أن أياً من الدول الأعضاء في مجلس الأمن «لم يبدِ اعتراضاً على عقد هذا الاجتماع».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار