: آخر تحديث
الرئيس الفلسطيني: الصراع ليس دينيا

ترمب وعباس متفقان على دعم جهود تحقيق السلام

64
79
54

بيت لحم: قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب الثلاثاء، إن نظيره الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي تعهدا بدعم جهوده لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، فيما طالب محمود عباس حكومة إسرائيل بالاستجابة لمطالب الأسرى المضربين.

وأضاف ترمب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عباس في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، "سأبذل قصارى جهودي من أجل إطلاق عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

وتابع "أتطلع مع الرئيس عباس للعمل معه في مسائل أخرى مهمة لتحقيق لدعم الإرهاب ودعم الاقتصاد الفلسطيني"، مؤكدا أن الرئيس الفلسطيني التزم باتخاذ إجراءات ضد الإرهاب والتطرف.

وكان ترامب وصل في وقت سابق الثلاثاء إلى بيت لحم في زيارة قصيرة، ضمن أول جولة خارجية له كرئيس للولايات المتحدة. والتقى الرئيس الأميركي الاثنين مع المسؤولين الإسرائيليين بعيد وصوله إلى الدولة العبرية.

ومن جانبه، قال عباس إن زيارة ترامب ولقاءه بعث الأمل في في التواصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، وأضاف "آمل أن يدخل ترامب في التاريخ بأنه الذي حقق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

ولفت إلى إضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية الذي دخل شهر الثاني، مؤكدا أن مطالب الأسرى عادلة وطالب الحكومة الإسرائيلية بالاستجابة لهذه المطالب، مشيرا إلى معاناة أمهات الأسرى.

وجدد التزامه بالتعاون مع الولايات المتحدة من أجل صنع السلام مع إسرائيل، على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية، وجدد تمسكه بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة للدولة الفلسطينية.

وتابع "الصراع ليس بين الأديان واحترام الأديان والرسل جزء من معتقدنا ونحرص على فتح الحوار مع جيراننا الإسرائيليين لتحقيق السلام. المشكلة هي مع الاحتلال والاستيطان، وليست مع الدين اليهودي".

ووصل الرئيس الاميركي صباح الثلاثاء الى مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، لاجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في وقت تسعى الادارة الاميركية للبحث عن سبل لإحياء جهود عملية السلام المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين.

ووصل ترمب الى قصر الرئاسة في بيت لحم في سيارة ليموزين قادمًا من مدينة القدس. وكان في استقباله الرئيس الفلسطيني الذي شارك في مراسم استقبال، تم فيها عزف النشيدين الوطنيين الاميركي والفلسطيني.

وتبعد بيت لحم أقل من عشرة كيلومترات عن مدينة القدس. وبدأت اسرائيل في عام 2002 بإقامة الجدار الفاصل فيها خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية. ويعدّ الجدار رمزًا للاحتلال الاسرائيل، إذ يصفه الفلسطينيون بـ"جدار الفصل العنصري"، بينما يقول الاسرائيليون إنه "جدار أمني" لحمايتهم.

وفي المدينة، توجد كنيسة المهد، التي ولد فيها المسيح وتجذب آلاف الزوار سنويًا.

وانتشرت في مدينة بيت لحم قوات الامن الفلسطينية والحرس الرئاسي.

ونصبت لافتة كبيرة فيها، كتب عليها بالانكليزية "مدينة السلام ترحب برجل السلام"، مع صور لعباس وترمب في الطريق، التي من المفترض ان يسلكها ترمب.

وعند استقباله محمود عباس الشهر الماضي في البيت الابيض، أبدى ترمب تفاؤله بامكان التوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. 

وتحدث ترمب خلال لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين عن "تجدد الجهود الرامية إلى تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، لكنه تجنب الخوض في تفاصيل النزاع.

وقال: "سمعت انه أحد أصعب الاتفاقات على الاطلاق، لكنّ لدي شعورًا بأننا سنصل الى هناك في نهاية المطاف، كما آمل".

وكان اشار في وقت سابق الى "فرصة نادرة" لتحقيق السلام في الشرق الاوسط، معتبرًا ان  توافق المصالح بين الدول العربية واسرائيل في مواجهة خطر التطرف والتهديد الايراني، سيساعد في حل النزاع.

وواصل ترمب الاثنين هجومه على ايران، مؤكدًا انه لا يمكن السماح لها بالحصول على سلاح نووي، ومجدداً اتهامها بدعم "الارهابيين".

شراكة محتملة

وتكرر اسم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي زاره ترمب في الرياض قبل اسرائيل، مرات عدة كشريك محتمل في عملية السلام، على الرغم من عدم وجود أي علاقات دبلوماسية مباشرة بين السعودية والدولة العبرية.

وخاطب نتانياهو الرئيس الاميركي بعد وصوله الى مطار تل أبيب في رحلة جوية مباشرة هي الاولى من السعودية الى اسرائيل، "السيد الرئيس، لقد قمت برحلة من الرياض الى تل ابيب. آمل بأن يتمكن رئيس وزراء اسرائيلي في يوم من الايام من أن يقوم برحلة من تل أبيب الى الرياض".

وقال ترمب في وقت لاحق: "أعتقد ان هناك مستوى جديدًا من الشراكة الممكنة"، وقال نتانياهو: "للمرة الاولى في حياتي، أرى أملاً حقيقيًا في التغيير".

وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل مبادرة اميركية في شأن السلام في أبريل 2014.

وبحلول عام 2017، يمر خمسون عامًا على احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية وبدء الاستيطان فيها.

مشروع واضح

ولم يتطرق ترمب علنًا خلال زيارته الى اسرائيل الى القضايا الرئيسية مثل الاستيطان أو أعمال العنف أو وضع القدس، ولكنه شدد على "الروابط الصلبة" التي تجمع بين الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل.

ويبقى حل الدولتين، أي وجود دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تتعايشان جنباً إلى جنب بسلام، المرجع الاساسي للاسرة الدولية لحل الصراع.

وقال مستشار الامن القومي الاميركي الجنرال هربت ريموند ماكماستر، إن ترمب عبّر عن "رغبته بالكرامة وتقرير المصير للفلسطينيين".

وتعد الحكومة التي يتزعمها بنيامين نتانياهو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتضم مؤيدين للاستيطان، دعوا منذ تولي ترمب الرئاسة إلى إلغاء فكرة حل الدولتين وضم الضفة الغربية المحتلة.

وقال مفوض منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسام زملط، لوكالة فرانس برس، "لدينا أجندة سلام واضحة تمامًا، مدعومة وطنيًا ومدعومة عربيًا وإقليميًا، وتحظى بإجماع دولي كامل. نحن لا نخشى السلام، نحن نسعى من أجل السلام، و تحدثنا بذلك مع شركائنا الأميركيين".

وحتى لو تمكن ترمب من تخطي مشاكله السياسية الداخلية، وتخصيص جهود من اجل التوصل الى اتفاق سلام في المنطقة، فسيكون عليه التعامل مع الصعوبات العديدة، التي تواجه كلاً من نتانياهو وعباس.

وتشير استطلاعات الرأي الى أن الرئيس الفلسطيني (82 عامًا) لا يحظى بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين، بينما سيواجه نتانياهو صعوبات كبيرة في تقديم تنازلات تقبل بها قاعدته الجماهيرية اليمينية، بحسب محللين.

في قطاع غزة المحاصر،  تظاهر مئات من أنصار حركة حماس، ليل الإثنين، في مخيّم جباليا للاجئين، رفضاً لتصريحات ترمب في الرياض التي وصفت الحركة بـ"الارهابية". وحملوا رايات الحركة الخضراء ولافتات كُتب على إحداها "المقاومة ليست إرهاباً".

وسيعود ترمب مجددًا بعد ظهر الثلاثاء الى القدس، حيث يزور نصب "ياد فاشيم" التذكاري لضحايا المحرقة، ثم يلقي خطابًا في متحف اسرائيل قبل أن يسافر الى الفاتيكان.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار