: آخر تحديث
قدمت مشروعها الخاص حول سوريا إلى مجلس الأمن

روسيا: سنلجأ إلى الفيتو لمنع نشر مراقبين في حلب

125
113
92

هددت روسيا الأحد باستخدام الفيتو ضد مشروع قرار فرنسي حول حلب في مجلس الأمن واقترحت مشروعها الخاص لدى بدء اجتماع مغلق للدول الأعضاء الـ15 كما أفاد دبلوماسيون.

إيلاف - متابعة: اكد السفير الروسي في الامم المتحدة الاحد ان بلاده ستستخدم الفيتو ضد مشروع قرار فرنسي يطلب ارسال مراقبين للاشراف على عملية اجلاء المدنيين من مدينة حلب السورية. وقال فيتالي تشوركين "لا يمكننا السماح بالتصويت على هذا النص لانه كارثة".

لم يشر النص الروسي الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس الى وجود مراقبين، ويكتفي بالطلب من الامم المتحدة اتخاذ "ترتيبات للاشراف على وضع المدنيين الذين لا يزالون موجودين في حلب". ويؤكد "اهمية ضمان عبور جميع المدنيين بشكل طوعي ولائق الى مناطق يختارونها باشراف وتنسيق الامم المتحدة".

في المقابل، يقترح المشروع الفرنسي ان يعمل الامين العام بان كي مون سريعا على نشر طاقم انساني اممي في حلب موجود اصلا في سوريا "للسهر في شكل ملائم ومحايد ومباشر" على "اجلاء المحاصرين في حلب".

وقال تشوركين للصحافيين بشان القرار الفرنسي "لا يمكننا السماح بالتصويت على النص لانه كارثة". واضاف "انه استفزاز سياسي". واعتبر ان الخطة الفرنسية "خطيرة ولا يمكن تطبيقها"، مبديا خشيته من تعرض المراقبين "لاستفزازات". وتابع "هناك سبل مناسبة لتحقيق الهدف نفسه".

مجلس الأمن يصوّت الاثنين على نشر المراقبين
افاد دبلوماسيون ان مجلس الامن الدولي سيصوّت الاثنين على مشروع قرار جديد حول نشر مراقبين في حلب بعدما وافقت فرنسا على اخذ تحفظات روسيا حول قرارها، في الاعتبار.

وقالت السفيرة الاميركية سامنثا باور "نتوقع التصويت بالاجماع على هذا القرار غدا في الساعة التاسعة صباحا" (14,00 ت غ).
وفيما اعلن السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر للصحافيين ان الاعضاء الـ15 توصلوا الى "ارضية تفاهم"، تحدث نظيره الروسي فيتالي تشوركين عن "نص جيد".

تنازلات فرنسية
من جهته قال السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر ان فرنسا قدمت "اكبر قدر" من التنازلات حول نصها، وهي مستعدة لطرحه على التصويت الاحد. واضاف "على كل طرف تحمل مسؤولياته".

وصرح للصحافيين "اما لمعرفة ما اذا كان لا يزال هناك هامش للتسوية (مع روسيا)، صراحة لا اعتقد". واضاف "انه قرار انساني. هدفنا هو تجنب سريبرينيتسا جديدة"، في اشارة الى المدينة البوسنية التي شهدت في 1995 اسوأ مجزرة في اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

واعرب عن خشيته وقوع "فظاعات جماعية" على ايدي ميليشيات في حال لم تنشر الامم المتحدة مراقبين على الارض سيكونون "عيونا وآذانا حيادية" للاسرة الدولية. وتأمل باريس ايضا من اقرار مشروعها بـ"فتح الباب للتوصل الى وقف اوسع لاطلاق النار ولمفاوضات سياسية لتسوية النزاع في سوريا". وسبق ان لجات موسكو الى الفيتو ضد ستة قرارات في شان سوريا منذ بدء النزاع في مارس 2011.

تدمير البنية التحتية
تسببت المعارك التي شهدتها مدينة حلب السورية منذ اكثر من اربعة اعوام بتضرر اكثر من خمسين في المئة من البنى التحتية والابنية جزئياً أو كلياً، وفق ما ذكر مسؤول محلي لوكالة فرانس برس الاحد.

واوضح مدير مدينة حلب التابع لمجلس المدينة نديم رحمون "هناك تقييم اولي للاضرار في كامل مدينة حلب يفيد بتضرر اكثر من خمسين في المئة" من الابنية والبنى التحتية، مضيفا ان "التقييم الدقيق لا يمكن (تحقيقه) الا عندما نقوم بتغطية كل احياء المدينة".
واعتبر ان هذه التقديرات تمثل "النسبة المتفائلة للاضرار".

وشكلت مدينة حلب منذ صيف العام 2012 مسرحا لمعارك مستمرة بين الجيش السوري والفصائل المقاتلة التي كانت قد سيطرت على الاحياء الشرقية منها، قبل ان يتمكن الجيش من استعادة السيطرة على معظم هذه المناطق في اطار هجوم بدأه في منتصف الشهر الماضي.

وبحسب رحمون، فإن التقييم الاولي للاحياء التي استعادها الجيش "شمل البنى التحتية بشكل كامل بنسبة تزيد على سبعين في المئة". واوضح ان "الاضرار التي لحقت بالمباني والمؤسسات الادارية والمدارس تختلف من منطقة الى اخرى، اذ تخطت نسبة الضرر السبعين في المئة في بعض الاحياء، ووصلت الى خمسين في المئة في احياء اخرى".

واستعاد الجيش السوري سيطرته على غالبية احياء حلب الشرقية، اضافة الى اسواق المدينة القديمة التي تعود الى نحو اربعة الاف عام، وتضم اكثر من اربعة الاف محل و40 خانا، لم تسلم بدورها من الضرر والاحتراق. واكد رحمون ان "ضرراً كبيراً لحق بهذه الأسواق ويصعب تقديره باعتبار ان حلب القديمة عبارة عن مدينة اثرية لا يمكن عكس قيمتها في رقم".

وفي العام 2013، ادرجت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) الاسواق القديمة على قائمة المواقع العالمية المعرضة للخطر. ومنذ انقسامها شطرين، شكلت المدينة القديمة في حلب خط تماس بين الجيش ومقاتلي الفصائل. وطال الدمار مواقع تعود الى سبعة آلاف عام، بينها الجامع الاموي، الذي تدمرت مئذنته العائدة الى القرن الحادي عشر. وطالت الاضرار ايضا قلعة حلب التاريخية رغم احتفاظ الجيش بسيطرته عليها. 


 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار