: آخر تحديث
حماس تعلن أن الزواري ينتمي إليها وكشف علاقة مع حزب الله

"إيلاف" ترصد تداعيات اغتيال مهندس الطيران التونسي

96
101
84

أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة (حماس)، أن مهندس الطيران التونسي محمد الزواري، هو أحد عناصرها، متهمة إسرائيل باغتياله، كما تحدثت مصادر صحافية لبنانية عن علاقة الزواري بـ(حزب الله).

إيلاف: كانت وسائل الإعلام التونسية ضجّت بخبر اغتيال الزواري في ولاية صفاقس، ليعلن المدير العام للأمن الوطني عبد الرحمن بلحاج علي بعد ساعات من الجريمة استقالته، ليثير بذلك العديد من نقاط الاستفهام.

ووفق التحقيقات التونسية، فإن الزواري عاد منذ خمسة أيام إلى تونس، بعد زيارة قصيرة إلى لبنان، توجه بعدها إلى تركيا. ويبدو أن الزواري رُصد بعد طلب صحافية تقيم في المجر إجراء مقابلة معه، للحديث عن آخر إنجازاته التقنية، لكن هذه الصحافية، كما تفيد التحقيقات التونسية، تركت البلاد قبل يوم واحد من عملية الاغتيال.

طائرات من دون طيار
استنادًا إلى ما نشره الإعلام المحلي التونسي، فإن القتيل الزواري، البالغ من العمر 49 عامًا، هو أيضًا رئيس جمعية الطيران في الجنوب، التي كانت تدرّب الشباب التونسي على تصنيع طائرات من دون طيار.

الزواري في مشغله 

وكان الزواري تعرّض لعملية اغتيال بـ6 طلقات نارية مباشرة في جمجمته أثناء جلوسه في سيارته، يوم الخميس 15 ديسمبر، أمام منزله في منطقة العين في ولاية صفاقس في جنوب تونس.

وقالت كتائب عزالدين القسام في نعيها له كـ(شهيد) إن الزواري هو "أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية (طائرات بدون طيارة)". وكشفت أيضًا أن الزواري إلتحق في صفوفها قبل 10 سنوات. 

وقالت إن عملية اغتيال الزواري هي "اعتداء على المقاومة وكتائب القسام". وأضافت: "على العدو أن يعلم بأن دماء القائد الزواري لن تذهب هدرًا ولن تضيع سدى". 

اعتقال امرأة وخمسة 
وأعلنت وزارة الدّاخليّة التونسية، اليوم السبت، اعتقال امرأة "يشتبه في تورطها" في اغتيال المخترع ومهندس الطيران التونسي محمد الزواري (49 عامًا)، على يد مسلحين مجهولين في مدينة صفاقس (جنوب)، أول أمس الخميس.

ولم يذكر بيان الوزارة، هوية المرأة، غير أنه يأتي بعد يوم من إعلان المصدر نفسه توقيف 5 أشخاص أمس الجمعة في القضية نفسها. وحسب البيان، فإن السيدة التي لم يحدد هويتها، "كانت قد وصلت ليلة أمس (الجمعة) إلى مطار تونس قرطاج قادمة من إحدى الدّول الأوروبية (لم يسمها) بعدما تمكّنت الشرطة من استدراجها وإقناعها بالعودة إلى تونس لمواصلة التحقيق".

وكانت وزارة الدّاخليّة التونسية، أعلنت توقيف 5 أشخاص "يشتبه في تورطهم" في اغتيال الزواري. ونقلت وكالة (الأناضول) التركية عن الإعلامي التونسي برهان بسيس في تصريح خصصه لها، إن "العملية يقف وراءها جهاز الموساد الإسرائيلي، الذي رصده واغتاله أمام منزله في صفاقس". 

مغادرة تونس
وأشار بسيس إلى أن الزواري "خرج من تونس عام 1991، واستقر لمدة قصيرة في ليبيا، ثم توجه إلى السودان فسوريا". وتابع: "في سوريا ربطته علاقات متطورة مع حركة حماس، وكان مقربًا منها، ليتعاون مع جناحها العسكري (كتائب عز الدين القسام) الذي استفاد من مهاراته العلمية ونبوغه". 

المهندس التونسي امام احدى طائراته 

من جهته قال بلقاسم المكي، كاتب عام جمعية "نادي الطيران المدني في الجنوب"، التي كان يرأسها محمد الزواري (مستقلة)، إنه كان يعد رسالة دكتوراه في مدرسة المهندسين في صفاقس، حول غواصة تعمل بالتحكم عن بعد.  وأضاف المكي، أنه "منذ الثورة (2011) لم يذهب إلى سوريا، وهو متزوج بسيدة سورية". 

اتهام 
وكان موقع "واللا" الإسرائيلي، اتهم اليوم السبت الزواري بعلاقته مع حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام ومساعدتها بشكل أساسي في تصنيع طائرات بدون طيار، والتي كانت قد أعلنت عن امتلاكها وتسييرها خلال حرب غزة الأخيرة في صيف 2014، وأطلقت عليها اسم "أبابيل". 

ونقل الموقع عن أحد المقربين من الزواري قوله إن المهندس زار غزة ثلاث مرات عبر الأنفاق لتعزيز علاقاته مع حماس والعمل على توسيع قدراتها في مجال الطائرات بدون طيار. 

وبحسب التقرير فإن المهندس الزواري كان بمثابة همزة وصل لفترة قصيرة ما بين حماس والنظام السوري، وكذلك إيران، إلا أنه في بداية الحرب الأهلية في سوريا غادرها عام 2011. 

معلق إسرائيلي 
إلى ذلك، قال معلق الشؤون العسكرية في القناة الإسرائيلية العاشرة أورن هيلر إن الزواري معروف بعلاقاته الوثيقة بحركة حماس وبعضويته في ذراعها العسكرية كتائب عز الدين القسام. وذكر أن "المعلومات الاستخبارية المتوافرة لدى إسرائيل تؤكد أنه تواجد في معسكرات للحركة في سوريا ولبنان، وأنه كان يساعد الحركة على بناء قدراتها في مجال إنتاج الطائرات بدون طيار". 

ونقل هيلر عن مصادر أمينة رسمية، قولها إن الزواري هو المسؤول عن تمكين كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس من استخدام الطائرات بدون طيار لأول مرة خلال حرب 2014. 

مسلسل اغتيالات
على صعيد متصل، قالت صحيفة (الأخبار) اللبنانية في عددها، السبت 17 ديسمبر، إن "مسلسل اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية على يد إسرائيل وأجهزتها الاستخبارية لا يزال مستمرًا".

أضافت أنه بعد سنوات على اغتيال الموساد الإسرائيلي للقيادي في "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لـ"حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس"، محمود المبحوح، في دبي العام 2010، نفذت وحدة الاغتيالات الخارجية في جهاز "الموساد" الإسرائيلي "كيدون"، عملية على الأراضي التونسية، اغتالت خلالها قياديًا في "الوحدة الجوية" التابعة "لكتائب القسّام"، التونسي محمد الزواري.

وأشارت الصحيفة، إلى أن الزواري (49 عامًا) قُتل أمام منزله في مركز بن حميدة في طريق منزل شاكر في ولاية صفاقس، مؤكدة أن رصاصات منفذي العملية أصابته في القلب والرقبة والرأس.

اغتيال اللقيس
وأضافت الصحيفة أن أسلوب تنفيذ استهداف الزواري، مطابق إلى حد كبير لطريقة اغتيال مسؤول "الوحدة الجوية" في حزب الله حسان اللقيس، الذي تم اغتياله في الضاحية الجنوبية لبيروت العام 2013.

سيارة الزواري حيث تم الاغتيال 

وبيّنت الصحيفة أنه وفقًا للمعلومات المتوافرة واستنادًا إلى أحاديث مع فصائل مقاومة، فقد انتمى الزواري إلى "كتائب القسام" في تسعينيات القرن الماضي، بعدما ترك الأراضي التونسية خلال حكم الرئيس زين العابدين بن علي، مضيفة أنه عمل في "الوحدة الجوية" للكتائب، وكان من مهماته تصنيع الطائرات من دون طيار وتطويرها وتدريب عناصر الكتائب على كيفية استعمالها.

وأفادت الصحيفة اللبنانية أن محمد الزواري عاش في سوريا، وعمل مع "حزب الله" في الأراضي اللبنانية والسورية على تحديث الطائرات من دون طيار.

وبعد اندلاع الأزمة السورية، لم يترك الزواري دمشق، بل بقي فيها حتى العام 2012، وبعدما ساءت الحالة الأمنية هناك اضطر لمغادرة سوريا، لكنه بقي يتردد إليها، ثم عاش متنقلًا بين تركيا، ولبنان وتونس.

في الختام قالت الصحيفة اللبنانية: "وعاد المهندس التونسي إبان الثورة التونسية، لكنه بقي يتابع مهماته مع "كتائب القسام". وأسس في تونس "نادي الطيران النموذجي" في صفاقس، وهو مخترع أول طائرة من دون طيار في تونس، ويعرّف نفسه بأنه ينتمي إلى "حركة النهضة".
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار