: آخر تحديث
قال إن سياسة الابتزاز والضغط في سوريا لن تنجح

بوتين يتهم فرنسا بـ (الخداع)!

94
105
103

نصر المجالي: اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرنسا بـ (الخداع) واستدراج موسكو عمدا لاستخدام حق النقض ضد مشروع قرار للأمم المتحدة بشأن سوريا وتساءل إن كانت باريس تنفذ ما تمليه الولايات المتحدة.

وقال الرئيس الروسي إن فرنسا طرحت القرار أمام مجلس الأمن الدولي دون التشاور مع موسكو ومع علمها بأن روسيا ستضطر لاستخدام حق (النقض) لأن القرار ألقى كل اللوم في العنف على دمشق.

وفي كلمة أمام منتدى "روسيا تنادي!" المنعقد في موسكو يوم الأربعاء 12 أكتوبر، قال بوتين إنه يقدر علاقاته مع فرنسا لكنه تساءل إن كان من اللائق لقوة كبرى مثل فرنسا أن تنفذ ما تمليه الإدارة الأميركية بشأن سوريا. وأضاف أن مشروع القرار الروسي كان متوازنا.

دعم دي ميستورا 

وقال إن موسكو كانت مستعدة لدعم مبادرة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، حول إخراج المسلحين من حلب، واقترحت على فرنسا إدخال تعديلات على مشروعها بهذا الخصوص، لكن باريس بعد التشاور مع واشنطن لم تأخذ في الاعتبار المقترحات الروسية، على خلاف الوعود التي قطعتها. 

وأدرج الرئيس بوتين الأحداث الأخيرة في مجلس الأمن في سياق الانتخابات الأميركية، قائلا إن خطوات كهذه من شأنها خدمة مصالح الولايات المتحدة عن طريق "تأزيم الوضع وإطلاق عنان الهستيريا ضد روسيا" في ظل المنافسة الانتخابية.

سياسة الابتزاز 

وأكد الرئيس الروسي أن سياسة الابتزاز والضغط على روسيا في تسوية الصراع السوري لن تنجح.

وشدد على أن روسيا تقدر علاقاتها مع فرنسا وتعدّها شريكا ذا أولوية في أوروبا، معربا عن استعداد موسكو للعمل مع جميع شركائها، بما فيهم فرنسا.

وأكد بوتين أن موسكو تعلم من الجهة التي أقدمت على استهداف قافلة المساعدات الإنسانية قرب بلدة أورم الكبرى في ريف حلب السورية.

وأوضح قائلاً: "نحن نرى ما يحدث على الأرض، كل هذه الاتهامات لنا غير مدعمة بتاتا، هناك تقصد لاتهام روسيا بارتكاب جميع الآثام الممكنة، بما فيها تنفيذ الهجوم على قافلة المساعدات، لكننا نعلم من وجه حقا هذه الضربة، والحديث يدور عن أحد التنظيمات الإرهابية".

وشدد بوتين على أن الأميركيين أيضا على علم بهذا الأمر، "لكنهم يفضلون الالتزام بموقف آخر وتوجيه اتهامات غير مستندة إلى أية براهين لروسيا"، وأكد الرئيس الروسي أن مثل هذا النهج "لن يسهم في حل القضية".  

قافلة المساعدات 

يذكر أن قافلة مساعدات إنسانية تابعة لمنظمات الأمم المتحدة وجمعية الهلال الأحمر السوري تعرضت، مساء الاثنين 19 سبتمبر، لهجوم أثناء توجهها إلى بلدة أورم الكبرى غرب مدينة حلب، لإيصال المساعدات إلى 78 ألف شخص في هذه البلدة التي يصعب الوصول إليها.

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الحادث أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 20 مدنيا فضلا عن موظف واحد في جمعية الهلال الأحمر السوري، مؤكدة أن الهجوم دمر 18 من أصل 31 شاحنة كانت تضمها القافلة، بالإضافة إلى مستودع للهلال الأحمر السوري في أورم الكبرى.

وكانت هذه القافلة متوجهة إلى بلدة أورم الكبرى في إطار عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق السورية المنكوبة وفقا للخطة الروسية الأميركية حول وقف الأعمال القتالية وإحلال الاستقرار في البلاد، وأعلنت كل من دمشق وفصائل المعارضة، التي تسيطر على البلدة، عن موافقتهما مسبقا على دخول القافلة إلى المدينة.

موسكو ـ واشنطن 

وتعليقا على قضية العلاقات بين موسكو وواشنطن، قال الرئيس الروسي إن موسكو قلقة من تدهورها، لكنه أكد أن هذا التردي لم يكن خيار روسيا.

وأوضح بوتين: "إننا قلقون من تدهور العلاقات الروسية الأميركية. ولم يكن ذلك خيارنا. إننا لم نسع لذلك أبدا، بل نريد أن تربطنا علاقات صداقة مع هذا البلد الضخم والعظيم والاقتصاد الرائد في العالم".

وأضاف أن تحسين العلاقات الروسية الأميركية يتطلب احترام كل طرف مصالح الطرف الآخر والالتزام بعلاقات الشراكة، مشيرا إلى أن الحوار مع إدارة أوباما تعقّده محاولات واشنطن فرض شروطها، وقال الرئيس الروسي: "إننا مستعدون للحوار، لكن الحوار هو البحث عن حل توافقي".

الانتخابات الأميركية

وعند تطرقه لموضوع انتخابات الرئاسة الأميركية، شدد بوتين على أنه لا يجوز استخدام موضوع روسيا كورقة للتلاعب في المنافسة السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، على حساب العلاقات الثنائية.

وأشار الرئيس بوتين إلى أن جميع المشاركين في السباق الرئاسي في الولايات المتحدة يحاولون تحقيق مكاسب عن طريق استغلال الخطاب المعادي لروسيا، معربا عن استعداد موسكو للعمل مع أي رئيس أميركي منتخب إذا رغب في التعاون مع روسيا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار