الرباط: ينتظر أن تنظم على هامش مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة (كوب 22)، الذي تحتضنه مدينة مراكش، ما بين 7 و18 نونبر المقبل، عدة فعاليات ثقافية وفنية، تتمحور حول القضايا المحركة لهذه التظاهرة المنشغلة بظاهرة الاحتباس الحراري ومختلف الاختلالات التي تهدد توازن النظام البيئي لكوكب الأرض.
وفي هذا الإطار، تنظم وزارة الثقافة المغربية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان ومؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير، ابتداء من 7 نوفمبر المقبل، معرضاً فنياً، بعنوان "صورة من أجل كوكبي"، وذلك بثلاث فضاءات، في آن واحد، هي فضاء المنطقة الخضراء _ باب إغلي بمراكش، والرواق الفني لصندوق الإيداع والتدبير بالرباط؛ وفضاء المعرض بالمركز الثقافي بالداخلة. كما سيتم نقل هذا المعرض، فيما بعد، إلى نحو عشرين مركزاً ثقافياً تابعين لوزارة الثقافة.
واستعداداً لهذه التظاهرة الفنية، نظم الشركاء الثلاثة مباراة للصور الفوتوغرافية، ما بين 25 يوليو و25 سبتمبر الماضيين، أمام صنفين من المصورين الفوتوغرافيين: الفنانون المصورون، والمصورون الهواة دون سن الثلاثين.
واشترط المنظمون على الصور الفوتوغرافية المطروحة على المباراة أن تتضمن مشاهد تتناول مواضيع الإيكولوجيا والبيئة ومحاربة الاختلالات المناخية والتلوث، وكل عمل فني يندرج في إطار التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة. فيما تشكلت لجنة التحكيم من ماحي بنبين، فنان تشكيلي وكاتب، رئيساً للجنة، وعضوية فتيحة الزموري، فنانة تشكيلية، وكنزة خالفي، ممثلة مؤسسة محمد السادس للمحافظة على البيئة، وجعفر عقيل، فنان مصور، ورئيس الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي.
وأسفرت نتائج مداولات اللجنة عن فوز نور الدين التيلسغاني بالجائزة الأولى، متبوعاً بسعيد رايس ويوسف لحريشي، وذلك في صنف الفنانين المصورين. فيما فاز في صنف المصورين الفوتوغرافيين الهواة كل من خليل الرجاوي، متبوعاً بلطفي سويدي ويونس محمد مهتدي.
وتراوحت قيمة الجوائز المخصصة للفنانين المصورين، بين 50 ألف درهم ( خمسة الاف دولار) للفائز الأول و25 ألف درهم ( 2500 دولار) للثاني و15 ألف درهم ( 1500 دولار) للثالث؛ فيما تراوحت بالنسبة للفوتوغرافيين الهواة في 20 ألفاً( 2000 دولار) للفائز الأول و10 آلاف درهم (الف دولار) للثاني و5 آلاف درهم ( 500 دولار) للثالث.
وحددت لجنة التحكيم عدد المشاركين في المعرض الفني، المنظم بمناسبة (كوب 22)، في 15 مرشحاً، مرتبين حسب الاستحقاق، في صنف الفنانين المصورين، و8 مرشحين، مرتبين حسب الاستحقاق، في صنف المصورين الهواة.
يشار إلى أن مؤتمر مراكش بشأن تغير المناخ، سيواصل ما بدأه مؤتمر باريس، حيث تم إحراز تقدم كبير، لذلك يعول على (كوب 22) أن يكون مؤتمر أفعال لترجمة العديد من المحاور المتفق عليها في "اتفاق باريس" على أرض الواقع.
ويهدف "اتفاق باريس" إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية، أقل بكثير من درجتين مئويتين، مقارنة بعصور ما قبل الصناعة (1880 _ 1899). وبغية ذلك، وضعت الدول هدفاً نصب أعينها يتمثل في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2050 و100 في المائة بحلول عام 2100.
وينتظر أن تركز المفاوضات التي ستجرى خلال مؤتمر مراكش، أساساً، على مواضيع التمويل المناخي، وخاصة توفير مبلغ 100 مليار دولار، سنوياً، لتمويل المشاريع المناخية، وخارطة طريق عالمية واضحة للأفعال، وآليات مساعدة الدول النامية، بالإضافة إلى نقل التكنولوجيا.
وتجمع مختلف الدراسات المنجزة خلال الخمسة وعشرين سنة الماضية على أن توازن النظام البيئي لكوكب الأرض بات مهدداً، وأن هناك اضطراباً في نظام الآليات الطبيعية التي تحافظ على توازن الأرض، وعلى جميع أنواع الكائنات الحية، ما جعل العالم يشهد ظاهرة احتباس حراري لم يسبق لها مثيل.