: آخر تحديث
سطع نجمه خلال حملة الخروج من التسلط الأوروبي

استقالة فاراج من زعامة (الاستقلال) البريطاني

146
138
124

نصر المجالي: على نحو مفاجىء، اعلن السياسي البريطاني المثير للجدل وبطل الخروج من الاتحاد الأوروبي نايجل فاراج استقالته، اليوم الإثنين، من رئاسة حزب الاستقلال (اليمين)، وذلك بعد مرور نحو 12 يومًا على استفتاء الخروج.

وجاء إعلان فاراج عن الاستقالة في مؤتمر صحفي عقده في وسط لندن، وقال إن حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي لم تكن تنجح لو "جيش الشعب حزب الاستقلال". 

واضاف: لم أكن اتمكن من تحقيق أي شيء كما حققته في استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي، وقال: "خلال حملة الاستفتاء ما كان بوسعي أن أدير ظهري لبلدي، وما أقوله اليوم هو: أنني أريد استعادة حياتي، وأن أعيش بشكل طبيعي، وأؤكد أنني لن اعود ثانية".

سأظل عضواً

ونوّه إلى أنه سيظل محافظًا على عضويته كنائب في البرلمان الأوروبي "إلى أن تستكمل إجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد".

 

زعيم (الاستقلال) البريطاني اليميني 

 

وبرز اسم نايجل فاراج الذي لا يحظى حزبه بأي عضو في مجلس العموم، لكن هو شخصيًا عضو في البرلمان الأوروبي، بسبب حملته لخروج المملكة المتحدة من "التسلط الأوروبي"، كما تعوّد أن يقول. 

وشارك  فاراج في اجتماعات البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ يوم الثلاثاء الماضي، حيث أعلن هناك أنه يريد إقامة علاقة صداقة طيبة وشراكة تجارية مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج بلاده منه.

وقال فاراج (52 عامًا) للصحافيين قبل جلسة البرلمان: "كسبنا الحرب. الآن يتعين علينا أن نكسب السلام"، وأضاف: "نريد أن نكون أصدقاء وجيرانًا وشركاء تجاريين جيدين".

وتابع أن بريطانيا يجب أن تنفذ الخروج من الاتحاد في أسرع وقت ممكن، لكن العملية يجب أن تتم بشكل وديّ، وأضاف أن حجم الاقتصاد البريطاني وروابطه الوثيقة بالاتحاد الأوروبي تعني أنه يجب أن يمنح اتفاقًا على أساس معاملة تفضيلية.

أكبر شريك

وقال: "نحن أكبر شريك تجاري لمنطقة اليورو. يمكننا أن نحصل على اتفاق أفضل بكثير من الذي حصلت عليه النرويج". وكان رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر هاجم زعيم حزب الاستقلال البريطاني نايجل فاراج، خلال جلسة البرلمان الاوروبي.

 وقال رئيس المفوضية لفاراج، الذي كان من أشد المتحمسين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي: "هذه آخر مرة لك لتصفق هنا، ثم "لماذا أنت هنا؟".

يشار إلى أن فاراج كان خاطب البريطانيين عند ظهور نتائج الاستفتاء بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كان خاطب أنصاره المنتشين بانتصارهم في لندن، قائلاً "آن الأوان أن أحلم ببزوغ فجر بريطانيا المستقلة". وقال فاراج، عندما اصبحت النتائج مؤكدة "لقد استعدنا بلدنا".

عائلة ثرية 

ولد فاراج عام 1964 لعائلة ثرية في بلدة دوون بمنطقة كنت في جنوب انكلترا. كان والده وسيطًا للأسهم، مدمنًا لتعاطي المشروبات الروحية، وانفصل والداه عن بعضهما البعض عندما كان في الخامسة من عمره.

وأتم فاراج الثانوية في 1982، لكنه قرر عدم الذهاب إلى الجامعة والعمل في التجارة في لندن، وبدأ عمله الأول في بورصة لندن للمعادن، ثم تحول إلى سمسار لمبيعات السلع حتى 2003 حيث أصبح من كبار سماسرة السلع في بريطانيا.

تلقى فاراج تعليمه في مدرسة دليتش كوليدج في لندن، وهي إحدى أرقى المدارس الخاصة في انكلترا. ويقول فاراج عن تلك الفترة إن مدير المدرسة كان يراه "عنيدًا للغاية وصعب المراس".

حي المال 

ولم يلتحق فاراج بالجامعة لكنه سلك درب والده في دخول حي المال في لندن، حيث عمل لفترة في تجارة السلع.

كان فاراج مؤيدًا لحزب المحافظين منذ أيام دراسته، لكنه انضم عام 1993 لحزب استقلال المملكة المتحدة كعضو مؤسس، وانتخب عضوًا في البرلمان الأوروبي العام 1999 عندما كان في الـ 35 من عمره.
وأصبح فاراج زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة العام 2006 وترك زعامته العام 2009 ، وأُعيد انتخابه مرة أخرى العام 2010.

وفشل فاراج عدة مرات في دخول البرلمان، لكنه خرج سالمًا من عدد من المواقف الصعبة، أهمها حادث سيارة خطير واصابته بسرطان الخصية وحادث سقوط طائرة. ولدى فاراج 4 أطفال، صبيان من زوجته الأولى، وابنتان من زوجته الثانية وهي المانية.

سيرة ذاتية

جعل نايجل فاراج من خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي حلم حياته، والاثنين استقال من رئاسة حزب "يوكيب" المعادي للهجرة ولاوروبا معتبرا انه انجز مهمته بعد الاستفتاء الذي قرر فيه البريطانيون الانسحاب.

وكان خروج بريطانيا من اوروبا حلما راود الوسيط السابق في البورصة البالغ من العمر 52 عاما منذ ان انشأ "حزب استقلال المملكة المتحدة" (يوكيب) عام 1993.

وقال لوكالة فرانس برس اثناء الحملة التي سبقت استفتاء 23 حزيران/يونيو "كل ما تمكنت من القيام به في السياسة يدور حول هذا الاستفتاء، كل شيء اطلاقا".

وتكلل نتيجة الاستفتاء مسار هذا السياسي المعادي منذ البدء للاتحاد الاوروبي، بعدما قضى حياته السياسية يندد بالمؤسسات الاوروبية.

وهو فشل ست مرات في الفوز بمقعد نيابي في البرلمان البريطاني، لاعتباره شخصية مثيرة للشقاق، لا بل عنصريا بنظر البعض.

وعوض عن ذلك بالفوز بمقعد في البرلمان الاوروبي يشغله منذ العام 1999 بدون انقطاع.

ومن ستراسبورغ التي يحب التوجه اليها في السيارة، والتوقف على طريقه عند ساحات المعارك في الحربين العالميتين، يوجه النائب الاوروبي منذ حوالى عشرين عاما هجماته، مستهدفا نظاما "فاسدا" و"معاديا للديموقراطية".

هناك قال ذات يوم لرئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي "اسمح لي، لكن من تكون انت؟ جاذبيتك لا تتعدى جاذبية ممسحة مبلولة بالماء".

عزيمة الناجين

ولد نايجل فاراج في 3 نيسان/ابريل 1964 في جنوب لندن، وكان بامكانه جني "اموال طائلة" في الحي المالي من لندن حيث عمل وسيطا في اسواق المعادن بعد اتمام دراسته في مؤسسات خاصة.

غير انه فضل خوض السياسة من اجل "احداث فرق" واعطاء مغزى لحياته بعدما لامس الموت اكثر من مرة.

كان في العشرين من عمره حين نجا من موت محتوم اذ صدمته سيارة عند خروجه من حانة، ما ادى الى بتر ساقه.

وبعد بضعة اشهر، اصيب بسرطان في خصيتيه شفي منه.

تزوج ممرضة انجبت له ابنين، كما له ابنتان من زواج ثان مع المانية تدعى كيرستن ميهر.

وواجه الموت للمرة الثالثة عام 2010 في تحطم طائرة يوم الانتخابات التشريعية بعدما اصطدمت مروحة طائرته بلافتة دعائية تجرها طائرة صغيرة لراكبين من صنع بولندي.

ونجا فاراج من الحادث الذي ادى الى اصابته بكسور في ضلوعه وثقب في احدى رئتيه، غير انه ما زال يعاني من تبعات، وهو لا يزال يعرج بعض الشيء.

واثبت عن طاقة لا يبديها الا الناجين حين تولى زمام حزب "يوكيب" فكان طاغي الحضور فيه، وسرعان ما بات يختزل في شخصه الحزب، مسخرا لسانه السليط وفارضا جاذبيته الكبيرة على الناشطين الذين ينادونه باسمه الاول "نايجل".

مسرف في التدخين وتناول الكحول

يعتبر فاراج نفسه سياسيا حقيقيا قريبا من الشعب وهو بنى اسطورته متنقلا بين الحانات حاملا سيجارة في يد وكوب جعة في اليد الاخرى.

غير ان لذلك تبعات وتشكو زوجته بانتظام بانه "يسرف في التدخين، ويسرف في الشرب، ولا ينام بما يكفي".

لكنه قال في الاونة الاخيرة مستخفا وهو ياخذ نفسا من سيجارته "اعتقد ان الاطباء مخطئون بالنسبة الى مخاطر التدخين".

وجاء التكريس الاول له في بريطانيا عام 2014 حين فاز "يوكيب" في الانتخابات الاوروبية، على غرار حزب الجبهة الوطنية الفرنسي.

غير ان صورته المثيرة للجدل وتصريحاته حول المصابين بالايدز الذين دعا الى منعهم من دخول بريطانيا، ابعدته عن الحملة الرسمية.

لكن ذلك لم يؤثر عليه، بل خاض حملته الخاصة وظل يستأثر بالاضواء بواسطة اعمال لافتة، كما حين ابحر في نهر تايمز على راس اسطول من مراكب الصيد، لا يضاهيه في هذا المجال سوى بوريس جونسون.

وواصل اثارة السجالات بلافتات حملته، مستغلا من اجل ذلك موضوع الهجرة، الى درجة تبعث على الاشمئزاز بحسب منتقديه، لكنها مهما يكن قادته الى النصر.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار