: آخر تحديث
اجتمعت في برلين للتباحث في مصير أوروبا

الدول المؤسسة للاتحاد تطالب لندن ببدء مفاوضات الانفصال

133
152
138

برلين: اعلن وزير خارجية المانيا فرانك فالتر شتاينماير السبت في ختام اجتماع لوزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الاوروبي في برلين ان هذه الدول ترغب في ان تبدأ بريطانيا "في اسرع وقت" عملية الانفصال.

وقال شتاينماير يحيط به وزراء خارجية فرنسا جان مارك ايرولت وهولندا بيرت كوندرس وايطاليا باولو جنتيلوني وبلجيكا ديدييه ريندرز ولوكسمبورغ جان اسلبورن "نقول هنا معا ان هذه العملية يجب ان تبدأ باسرع وقت".

ووسط تعبير عن الحزن ودعوات الى الهدوء، قام القادة والمسؤولون الاوروبيون بتعبئة لتكون العملية الانتقالية بعد خروج بريطانيا على اكبر قدر من السهولة. واعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتايمناير الجمعة ان نظراءه في الدول الست المؤسسة للاتحاد سيعقدون اجتماعا السبت في برلين.

واستقبل شتاينماير نظرائه الفرنسي جان مارك ايرلوت والهولندي بيرت كوندرز والايطالي باولو جنتيلي والبلجيكي ديدييه ريندرز واللوكسمبورغي جان اسلهورن من اجل "التباحث في قضايا الساعة في السياسة الاوروبية"، بحسب بيان.

واعرب شتاينماير عن الاسف لتاييد البريطانيين خروج البلاد من الكتلة الاوروبية بنسبة 51,9%، بحسب النتائج الرسمية، مشيرا الى "يوم حزين بالنسبة الى اوروبا وبريطانيا".

وصرح ايرولت لوكالة فرانس برس ان باريس وبرلين ستعرضان على شركائهما "حلولا عملية" لجعل الاتحاد الاوروبي "اكثر فعالية"، لكن "من دون الدخول في بناء هيئات كبيرة".

ودعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي نددت بـ"الضربة التي وجهت الى اوروبا" والى "عملية التوحيد الاوروبية"، الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الحكومة الايطالي ماتيو رينزي الى القدوم الى برلين الاثنين. كما ستلتقي على حدة رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك.

دور مركزي
اعلن رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر لصحيفة بيلد الالمانية ان المانيا ستظل بعد خروج بريطانيا "تؤدي دورا مركزيًا وحتى اكثر اهمية داخل الاتحاد الاوروبي". واغلقت اسواق المال العالمية التي لم تكن تتوقع نتيجة الاستفتاء، على تراجع الجمعة، باستثناء لندن، التي استفادت من وجود العديد من الشركات المتعددة الجنسيات، نشاط بعضها محدود في اوروبا.

الا ان تراجع الجنيه الاسترليني حمل المصرف المركزي البريطاني على اعلان استعداده لضخ 250 مليار جنيه (326 مليار يورو) لتامين السيولة في الاسواق. واظهر الاستفتاء الانقسام في البلاد بعدما صوّتت لندن واسكتلندا وايرلندا الشمالية على البقاء في الاتحاد الاوروبي، بينما غلبت اصوات مؤيدي الخروج في شمال انكلترا وويلز.

ودعت عريضة وقعها اكثر من 350 الف شخص الى اجراء استفتاء جديد، بينما طالبت عريضة اخرى وقعها 90 الف شخص باستقلال لندن وانضمامها الى الاتحاد الاوروبي. واعلن رئيس الوزراء البريطاني المحافظ ديفيد كاميرون استقالته بعد بضع ساعات على اعلان نتيجة الاستفتاء، الا انه اشار الى انه سيظل في منصبه حتى تعيين زعيم جديد للحزب في اكتوبر. كما اضاف انه سيترك الى خلفه مهمة التفاوض حول عملية خروج البلاد مع الاتحاد الاوروبي.

وعكست عناوين الصحف البريطانية السبت الاختلافات بين اراء الناخبين. وكتبت صحيفة "ديلي ميل" الشعبية المشككة باوروبا "انه اليوم الذي نهض فيه شعب بريطانيا الهادئ امام الطبقة السياسية المتغطرسة والبعيدة عن الواقع وامام النخبة المتكبرة في بروكسل". ويخشى ان يحدث قرار البريطانيين حالة من العدوى في اوروبا مع تنامي الحركات الشعبوية واتفاقها على توجيه الانتقادات الى بروكسل والمؤسسات الاوروبية.

ودعت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن على الفور الى استفتاء في فرنسا، كما طالب النائب الهولندي عن اليمين المتطرف غيرت فيلدرز بالامر نفسه لهولندا. يفترض ان تبدأ بريطانيا عملية تفاوض قد تستمر سنتين مع الاتحاد الاوروبي حول شروط الخروج، وفي هذه الاثناء تبقى ملتزمة بالاتفاقات المبرمة.

لكن قادة المؤسسات الاوروبية حثوا لندن منذ الجمعة على البدء في اسرع وقت بهذه المفاوضات معلنين انهم مستعدون لذلك. وفي بريطانيا تطرح استقالة كاميرون تكهنات حول خليفته بعدما دار الحديث عن تطلع زعيم حملة الخروج المحافظ بوريس جونسون رئيس بلدية لندن السابق للمنصب، في حين تتعين اعادة توحيد الحزب والبلاد المنقسمين.

ولدى خروج جونسون من منزله استقبله حشد من نحو مئة شخص من مؤيدي البقاء بهتافات "احمق". وقال لاحقا للصحافيين ان الخروج من الاتحاد الاوروبي يجب ان يحدث "بدون استعجال". وقال زعيم حزب الاستقلال (يوكيب) المناهض لاوروبا نايجل فاراج انه بدأ "يحلم ببريطانيا مستقلة"، مؤكدا ان النتيجة تشكل "انتصارا للناس الحقيقيين والناس العاديين".

ولا يهدد خيار المغادرة اقتصاد بريطانيا فحسب، وانما كذلك وحدتها، اذ اعلنت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجون زعيمة الحزب القومي الجمعة ان خطة تنظيم استفتاء ثان للاستقلال باتت "على الطاولة".

ألمانيا تتوعد بعدم السماح لأحد بـ"سلب" أوروبا
من جهته اعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير السبت أن الاتحاد الأوروبي سيقاوم صدمة قرار خروج بريطانيا منه، مؤكدًا أن الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي المجتمعة في برلين لإجراء محادثات أزمة لن تدع أحدًا "يسلب" أوروبا منها.

وقال شتاينماير قبل لقائه مع نظرائه الفرنسي جان مارك آيرولت والهولندي برت كونديرز والايطالي باولو جنتيلوني والبلجيكي ديدييه ريندرز ومن لوكسمبورغ جان اسلبورن "انني واثق من ان هذه الدول ستوجه رسالة مفادها اننا لن ندع احد يسلب منا اوروبا، مشروع السلام والاستقرار هذا".

من جهته شدد آيرولت على وجوب الشروع باسرع وقت ممكن بآلية خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، وقال للصحافيين المرافقين له "يجب ان تبدأ المفاوضات على وجه السرعة (...) لما هو في المصلحة المشتركة. سيكون الضغط شديدا للغاية" على رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال القمة الاوروبية الثلاثاء والاربعاء.

وقال شتاينماير "اعتقد انه من الواضح تماما اننا في وضع لا يسمح باي هستيريا او حالة صدمة. علينا عدم القيام بخطوات سريعة والادعاء بان لدينا كل الاجوبة. لكن علينا كذلك بعد القرار البريطاني عدم الاستسلام للاحباط والتقاعس".

وسيكون الاجتماع السداسي في برلين بداية مساع دبلوماسية حثيثة لاستخلاص العبر من الاستفتاء الذي قضى بخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، على ان تلتقي المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الثلاثاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رنزي، عشية قمة اوروبية تستمر يومين.

وقال شتاينماير "انني واثق بان الدول الـ27 تريد الدفاع عن اوروبا تلك، ان هناك ارادة كبيرة بتعزيز اوروبا" مشيرا الى وجوب تامين اجوبة عاجلة لموضوعات محددة مثل "اللاجئين والهجرة، وازمة الوظائف (...) والأمن".وأوضح آيرولت ان الوزراء الستة سيبحثون افضل وسيلة لتحريك المشروع الاوروبي على اساس طرح فرنسي الماني.

وقال "عملنا مع شتاينماير على ما يمكن ان يقرب وجهات نظر الاطراف. البعض يعطي الاولوية للاندماج في منطقة اليورو، والبعض الاخر لسياسة الامن والدفاع". واضاف "الكل يقر بان الفريق الالماني الفرنسي يلعب دورا. ليس حصريا، لكن ان لم يكن هناك تفاهم فرنسي الماني جيد، فهذا يشل باقي (اوروبا)".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار