: آخر تحديث
تضاهيها بالفوائد الصحية... وأضرارها أقل

الأغذية النباتية البديلة عن اللحوم أفضل من اللحوم

241
300
261

كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن فائدة الأغذية النباتية البديلة عن اللحم، ولذلك فقد أخضع العلماء من المعهد الألماني للتغذية البديلة والمستديمة هذه الأغذية إلى فحوصاتهم.

إيلاف من برلين: اكتسبت وجبات الطعام النباتية (الفيغانية) البديلة من اللحم، مثل الستايك النباتي وكفتة التوفو ونقانق الصويا، شعبية كبيرة في ألمانيا، تخطت حدود الـ8 ملايين نباتي ألماني. 

ضرر أقل
وفي حين شككت بعض الدراسات بفائدة هذه الأكلات، من ناحية محتوياتها من البروتين والفيتامينات والمعادن، توصل علماء المعهد الألماني للتغذية البديلة والمستديمة إلى أن هذه الأغذية أفضل من"الأصلية" (اللحم) في غالبية الأحيان، ولا تقلّ فائدة للجسم عنها.

أجرى المعهد الدراسة بتكليف من معهد ألبرت شفايتسر الألماني، وشملت 80 نوعًا من هذه الوجبات البديلة عن اللحم، المنتشرة في الأسواق، وقارنتها بـ27 نوعًا من اللحوم. وظهر أنها لا تقلّ فائدة، من ناحية المحتويات عن اللحم، إلا أنها تحتوي على مواد ضارة بالصحة أقل مما تحتويه أنواع اللحوم. 

شملت الدراسة بدائل اللحم النباتية وبدائل اللحم الفيغانية الصرفة، التي تتخلى عن السمك ومنتجات الحليب والبيض أيضًا. كما شملت العديد من أنواع بدائل اللحوم المطروحة في الأسواق المتخصصة في المواد "العضوية"، والأغذية المطروحة في المخازن الاعتيادية. ويفضل الباحثون في الكشف مختبريًا عن محتويات اللحوم النباتية "البديلة" مثل البروتينات والدهون والأحماض الدهنية المشبعة والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن والمواد الإضافية الأخرى.

أفضل من سمعتها
وذكر الباحث كونستانتينوس تسليميكيس أن الهدف من الدراسة هو معرفة فائدة هذه المواد الغذائية للصحة العامة مقارنة ذلك باللحم. وأكد أن الدراسة تثبت أن المنتجات النباتية الشبيهة باللحم "أفضل بكثير من سمعتها". أضاف تسليميكيس، وهو رئيس معهد ألبرت شفايتسر، أن هذا التقدير كشفته تحليلات الفسلجة الغذائية التي أجريت على المنتجات الغذائية النباتية الشبيهة باللحم، والممتدة بين البرغر والكفتة واللحم المفروم والنقانق والستايك ...إلخ.

وكمثل فقد ثبت أن الوجبات الغذائية الفيغانية تحتوي على دهون مشبعة أقل من غيرها، وخصوصًا أقل من اللحم الطبيعي. وكانت نسبة 63% منها تحتوي على دهون مشبعة أقل، ونسبة فقط 10% منها تحتوي على الكثير من الدهون المشبعة، لكنها تبقى أقل مقارنة بمحتوياتها في اللحوم الطبيعية.

كانت المفاجأة هي أن وجبات الغذاء النباتية الشبيهة باللحم كانت تحتوي على بروتينات أكثر مما تحتويه اللحوم الحقيقية. وتنطبق هذه الحال على كل هذه الوجبات، سواء البرغر أو الستايك أو النقانق.

ملح أكثر
من ناحية المواد الإضافية، مثل البهارات والعطور الطبيعية، كانت الأغذية البديلة جيدة عمومًا، إلا أن المنتجات العضوية كانت الأفضل بينها. السلبية الوحيدة التي يمكن أن تؤخذ على وجبات اللحم النباتية البديلة هي أن فيها من الملح أكثر من اللحوم، وهذه حالة يجب أن يتنبه إليها منتجو هذه الوجبات.

قال ماركوس كيللر، رئيس فريق العمل من المعهد الألماني للتغذية البديلة والمستديمة، إن النقد الموجّه إلى هذه الأغذية يجانب الحق، لأنها فعلًا بديل أكثر صحي للإنسان من اللحوم، وخصوصًا الحمراء منها. ونصح كيللر، في ضوء ما كشفت عنه الفحوصات من ملح في الأغذية البديلة، بعدم الإكثار منها، لكنه نصح أيضًا بتقليل وجبات اللحوم.

كذلك نصح كيللر المستهلكين، الذين يفضلون الوجبات النباتية البديلة من اللحوم، بالتوجه إلى الأغذية العضوية منها، لأن محتوياتها من الملح أقل، والدهون المشبعة أقل، كما لا تستخدم فيها المواد العطرية والمواد الإضافية التي تفتح الشهية على حساب الصحة.

ميزان بيئي أفضل
فضلًا عن المزايا الصحية، فإن الوجبات النباتية أقل ضررًا بالبيئة من منتجات اللحوم. وحسب العلماء من جامع فيينا الميزان البيئي لستايك البقر، فتوصلوا إلى أن إنتاج كيلوغرام واحد من لحم البقر يلحق ضررًا بالبيئة يعادل ضرر سيارة تمشي مسافة 1600 كم.

مع ذلك تبقى المواد النباتية أرحم بالبيئة من المنتجات الحيوانية، بحسب تقدير العلماء من العاصمة النمساوية. ونشر الباحث كورت شميدنغر وزملاؤه تقريرًا حول الميزان البيئي للأغذية في "المجلة الدولية لتخمين دورات الحياة"، قالوا فيه إن إنتاج كيلوغرام واحد من مادة "توفو" لا يطلق غاز الميثان، لكنه يطلق 3.8 كغم من غاز ثاني أوكسيد الكربون، وهو يعادل ما يقطعه الإنسان بسيارة متوسطة الحجم مسافة 19 كم. وهنا حسب العلماء أيضًا كميات الأسمدة المستخدمة، وعمليات الحصاد والنقل، ومن ثم التحضير والإنتاج.

جاء في التقرير أن الدواجن، وخصوصًا الدجاج، لا يطلق الكثير من الميثان، كناتج لعملية التغذية لدى الحيوان، لكنه يؤدي إلى إطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون. 

وحسب العلماء، فإن وصول كيلو من لحم الدجاج إلى مائدة الطعام يطلق 6.4 كغم من غاز ثاني أوكسيد الكربون، وهو ما يعادل مسيرة 31 كم بالسيارة. ومن جديد، فإن طريقة تربية الدجاج في المزارع المفتوحة، وليس في الأقفاص الضيقة، هي طريقة أكثر طبيعية، وأكثر"إنسانية"، ولكنها تؤدي إلى تلوث بيئي أكبر.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل