: آخر تحديث
"عيار ناري" ومحاولة الكشف عن جريمة قتل غامضة

بإنتظار عرضه الأول في مهرجان الجونة اليوم

72
77
77
مواضيع ذات صلة

إيلاف من الجونة: ينطلق اليوم العرض الأول لفيلم "عيار ناري" في الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي ضمن الافلام المصرية التي تعرض على هامش المهرجان.

صناعة الفيلم
رحلة طويلة قطعها صناع "عيار ناري" قبل تصويره، بدأت في 2012 حين عرض مؤلف الفيلم هيثم دبور الفكرة على المخرج كريم الشناوي والذي تحمس لها ليبدأ أول تعاون بينهما في فيلم روائي طويل، حيث سبق أن تعاونا معا في عدة أفلام تسجيلية وروائية قصيرة، من ضمنها الفيلم القصير "فردي" الذي شارك في عدة مهرجانات دولية.
يقول الشناوي "تعاونت مع دبور في مشاريع عديدة، وبدأنا التحضير لـ"عيار ناري" في 2012 حيث صاغ دبور أول مسودة في ذلك الوقت، ثم التحقنا بعدة ورش تطوير حتى وصلنا إلى النسخة الأخيرة من سيناريو الفيلم، والتي تم تصويرها في 2017".
ويضيف دبور: "على مدار 6 سنوات عملنا على تطوير السيناريو وحصلنا على منحة تطوير من Film Independent بلوس أنجلوس وشاركنا في ملتقى القاهرة السينمائي بمهرجان القاهرة في 2016، واحتككنا بعديد من المنتجين الأجانب والمصريين وحصلنا على العديد من التعليقات البناءة حتى وصلنا إلى النسخة الثامنة والتي تم الاعتماد عليها في التصوير".
ويوضح الشناوي أنه كان يركز في البداية على القصة بشكل أساسي، وأنه خلال مرحلة التطوير كان يستند إلى السيناريو لكي يتخيل الصورة وينقلها لدبور من أجل توحيد الرؤية ودمج الصورة مع الكتابة، لافتاً إلى أن وجود رؤية مشتركة واضحة ساعد على تطوير السيناريو من خلال تقديمه لجهات مانحة.
ويشير دبور إلى أن مرحلة كتابة مسودات السيناريو شهدت تطوير بناء بكل شخصية وعلاقاتها مع الشخصيات الأخرى وبناء دوافعها، مضيفا أنه بعد الاطمئنان على الحبكة وبناء الشخصيات، ركز في النسخة التالية من السيناريو على تطوير الحوار فقط. 
ويؤكد دبور أنه رغم تعدد النسخ المكتوبة فإن الأساس الذي لم يتغير من النسخة الأولى حتى الأخيرة هو القصة الأصلية والحبكة الرئيسية، موضحا أن "عيار ناري" ليس فيلم جريمة بل فيلم يعتمد على الشخصيات وداوفعها التي تجعل المشاهد يتخيل نفسه مكان كل شخصية، ويفكر في أفعاله وجدواها وما إذا كان مصيبا أو مخطئا.
ويري الشناوي أن صعوبة تقديم فيلم كعيار ناري هي أنه ينتمي إلى تصنيف أو genre غير منتشرة بصورة كبيرة ولا يتم تقديمها كثيرا في السوق المصري، ومن ثم وضع أمام عينيه هدفا واضحا هو تقديم فيلما سهل الهضم والفهم للمشاهد دون أن يكون معقداً أو نخبويا، مع الحفاظ على طبقات التلقي أو القراءات المتعددة للفيلم منذ بداية كتابته حتى خروجه للنور، وفي نفس الوقت اهتم بالحفاظ على مساحات التشويق والمتعة في العمل، وهو ما يتطلب الاهتمام بأدق التفاصيل في العناصر الأخرى للعمل غير الكتابة والتصوير، مثل الديكور والملابس، بالإضافة إلى التأكد من فهم الممثلين للفيلم وأبعاده بصورة جيدة.
تغييرات الكتابة
ويتطرق دبور إلى مزيد من التفاصيل حول مرحلة كتابة الفيلم، موضحاً أن هناك مشاهد إطلاقا لم تتغير مثل مشهد طبيب التشريح ياسين مع والده في المستشفى والذي يراه مشهدا مفصليا في السيناريو، لأنه يلخص فلسفة الشخصية ودوافعها وأزمتها وكذلك قراراتها.
ويقول دبور "بالنسبة لي أعتبر هذا المشهد مهما للغاية، فهو يقدم علاقة الأب بالابن بما فيها من مساحات نفسية شائكة تتعلق بإحساس الابن بفساد الأب الذي يعرفه المجتمع كله ويشير إليه، ما يمثل ضغطا على الابن ومحاولة للهروب من صورة الأب بكل ما يمثله من فساد، الأب نفسه لا يستطيع الإنكار ولا يدافع عن نفسه رغم أنه مهتم بصورته أمام ابنه".
ويشير دبور إلى أنه دخل برفقة كريم الشناوي في معسكر مغلق لمدة 3 أسابيع لمناقشة النسخة الأخيرة من السيناريو قبل تصويرها، خاصة أن الفيلم من تلك النوعية التي يصعب فيها ترك حرية الارتجال للممثلين، حتى لا يؤثر هذا الارتجال سلبا على خطوط الفيلم أو الحبكة، وأن حجم التعديلات كانت طفيفة في هذه المرحلة لاتفاقهما على كافة التفاصيل في مراحل الكتابة السابقة، مؤكدا أن من مميزات العمل مع الشناوي هو وجود صورة كاملة للفيلم بالألوان والأجواء والموسيقى على الورق قبل البدء في التصوير.
ويقول الشناوي إنه تم بناء ديكور مشابه تماما لمشرحة زينهم، وأن فريق العمل أراد ابتكار شكلا لخيالات البطل في بعض المشاهد، توصل إليها من خلال النقاشات بينه وبين مدير التصوير، الذي يوضح أن فريق عمل الفيلم زار مشرحة زينهم في الحقيقة، لكن نظرا لصعوبة التصوير في مشرحة حقيقية، تقرر بنائها في الجامعة العمالية مع إضافة تعديلات لجعل المشاهد غنية.
المحجر
مشهد المحجر أيضا من المشاهد المميزة في "عيار ناري"، ويوضح الشناوي أنه اختار محجرا بالمنيا لأنه يحقق الصورة التي يرغب فيها وتخيلها بالفعل، كما أنه يخلق توترا للمشاهد وهو مسرح مناسب لبعض أحداث الفيلم.
ويضيف الشناوي أنه كان هناك مقاومة أو تردد من جانب فريق العمل للتصوير في المنيا لعدم فهمهم الحاجة للسفر بعيداً عن القاهرة، وفي منطقة منعزلة أقرب فندق يبعد عنها 4 ساعات، لكن كل من شاهد صور المكان اقتنع بمميزاته.
ويؤكد الشناوي أن محمد ممدوح وروبي تحمسا للتصوير في منطقة المحجر فور رؤيتها، وقد استغرق التصوير هناك يوما كاملا، وأردف أنه بفضل فريق الإنتاج بقيادة أحمد يوسف كان كل شيء جاهزاً ومعدا ومر اليوم دون أي أزمات. 
يقول "في النهاية يمكن إيجاد مواقع تصوير بسهولة ودون أي مغامرة، لكن عندما ترغب في صناعة عمل مختلف لابد من بذل جهد مضاعف، وعندما ترى سعادة المشاهد بالنتيجة ستتأكد أن الأمر يستحق".
اللقطات الواسعة
يتضمن الفيلم العديد من اللقطات الواسعة long shots، ورغم صعوبة تصوير هذه اللقطات، يصر كريم الشناوي على استخدامها ويوضح ذلك بقوله إن القاهرة مدينة شديدة الزحام وعادة ما يتم رصدها بعدسات ضيقة، وقليلاً ما ترصدها عدسة واسعة رغم كونها مدينة مثيرة للاهتمام، وهو ما ظهر في مشهد تخيل الدكتور ياسين للجرائم وانتقاله من المشرحة إلى مسرح الجريمة الأولى في لقطة واحدة، وهو ما حدث أيضا في مسرح الجريمة الثانية ومشهد النهاية، ويوضح مهندس الديكور على حسام، أن تنفيذ مشاهد الفيلم تطلب جهدا كبيرا وأنه وضع نفسه أمام تحدي تحقيق الاتساق بين مواقع التصوير سواء المشرحة، صالة التحرير، الحواري وبيوت الأبطال، مع ضمان خلق إيقاع واحد طوال أحداث الفيلم.
ويضيف مدير التصوير عبد السلام موسى أن مشاهد اللقطة الواحدة الطويلة كانت صعبة نظرا لضيق الحارة، لذلك تم تنفيذ بروفة كاملة لمشاهد الحارة بحركة الكاميرا ودراسة كيفية تقليل مدة المشهد والتفاصيل الخاصة بتغيير الديكور والإضاءة والملابس الخاصة بالممثلين، مشيرا إلى أنه من أجل ضمان عدم وجود أخطاء "راكور" تم تصوير مشهد البداية ثم مشهد النهاية بغرض فهم المساحة التي تتحرك فيها الكاميرا، خصوصا مع وجود عدد كبير من الممثلين في مشهد واحد، وكل فرد يقوم بأكثر من حركة وقد استغرق ذلك وقتًا طويلاً وإرهاقا للمصور نديم جورج.
الملابس
عامل الملابس كان بارزاً في فيلم "عيار ناري" والذي أشرفت عليه ناهد نصر الله، وأوضحت نصرالله أن أول فكرة خطرت لها بعد قراءة السيناريو هي ضرورة أن تكون الملابس واقعية وحقيقية لتتناسب مع طبيعة الفيلم، حتى تصبح قريبة من المشاهد. 
وأشارت "نصرالله" إلى أن الوصول للشكل النهائي لملابس وهيئة الشخصيات استغرق الكثير من المناقشات بينها وبين مخرج الفيلم. وتشرح "نصرالله" "على سبيل المثال أن الدكتور ياسين (أحمد الفيشاوي) من أسرة ميسورة الحال، صحيح هو سكير، لكن هذا لا يعني أن يظهر بالشكل المتعارف عليه مرتديا ملابس غير مهندمة، بل على العكس ملابسه متسقة مع دوره دون مبالغة، فهو شخص شديد التركيز في عمله وناجح.
تواصل نصر الله حديثها عن الشخصيات قائلة "أما شخصية خالد (محمد ممدوح) فكان ضروريا أن يتم تحديد مهنته التي لم تكن واضحة في القراءة الأولى للسيناريو، وهو يعمل في محجر وبالتالي صممت ملابسه بشكل ملائم لعمله، كما تؤثر طبيعة شخصيته طوال الفيلم والإحساس بالذنب المسيطر عليه على عدم تأنقه أو الاهتمام بملابسه، وهو يعاني من صراع حاد في المشاعر لأنه فقد أخيه وسيتزوج خطيبته الحامل، أما شخصية سلمى (أسماء أبو اليزيد) كان من الضروري أن توضح ملابسها أنها فتاة أعطت حبيبها أهم ما تملك عن حب وليس لأنها منحرفة، ودائما ما يبدو عليها الحزن وقليلاً ما تظهر الألوان في ملابسها، وبالتالي كان لابد من مراعاة ذلك في ملابسها وهيئتها، أما شخصية سيدات (عارفة عبد الرسول) فلابد أن توضح ملابسها أنها سيدة شهدت حادثا مؤلما وفي نفس الوقت لديها إحساس أنها مسؤولة عن هذا الحادث، وقد استوحيتها من الطباع الصعيدية، فهي ترتدي الأسود طوال الوقت لإحساسها أن ما حدث لها كان أقسي من مجرد شخص فقد ابنه في حادث موت طبيعي".
اختيار أبطال الفيلم
يوضح المخرج كريم الشناوي أنه عمل على اختيار الممثلين المناسبين لكل دور، مع النظر إلى مدى قدرة كل منهم على أن يضيف للشخصية، وربما ما أضاف بشكل كبير للفيلم هو الجمع بين الممثلين أصحاب الخبرة والوجوه الجديدة، مضيفاً أن جلساته مع الممثلين لم تكن لقراءة النص بقدر الحديث عن كل شخصية وأبعادها وخفاياها، حتى يستطيع كل منهم استيعاب شخصيته بشكل كامل، مع التشديد على عدم التدخل في أسلوب تمثيل كل ممثل، بل تركهم لتقديم ناتج استيعابهم للشخصيات أمام الكاميرا وهو ما أدى لنتائج ممتازة ظهرت في الصورة النهائية للفيلم.
قصة الفيلم
في اشتباكات لاظوغلي، تصل جثث الضحايا إلى المشرحة وبينها جثة علاء أبو زيد، يقوم بتشريحها طبيب سكير يعاني من مشكلات عائلية ليثير بتقريره جدلا بل هوسا شعبيا وإعلاميا، وتطاله الاتهامات السياسية والأخلاقية. 
يبدأ الطبيب رحلته بمعاونة صحفية متحمسة لإثبات صحة تقريره حيث يتغير مفهومهما عن معنى الحقيقة واليقين وما يؤمنان به من مبادئ ومعتقدات، ويضعهما أمام معضلة أكبر تحتاج إلى اتخاذ قرار.
الفيلم تصل مدته إلى 90 دقيقة وينتمي لنوعية الافلام الروائية الطويلة التي تتحدث عن جريمة ويشارك في البطولة هنا شيحة، أحمد كمال، سامي مغاوري، صفاء الطوخي، ومحمد عبد العظيم.
دكتور ياسين (أحمد الفيشاوي)
طبيب تشريح يعمل في مشرحة زينهم، من أسرة ثرية ووالده وزير سابق متهم في قضية فساد ما يجعل ياسين يتهرب منه ويلجأ للعمل في المشرحة، حيث يستهدف حل ألغاز حوادث القتل من خلال الجثث التي تصل إلى المشرحة، ورغم ذكاؤه وقدرته على حل أعقد الجرائم فإن فضيحة والده تجعله في حالة صراع دائم مع نفسه، ويؤدي تقريره عن سبب وفاة أحد ضحايا اشتباكات لاظوغلي، إلى توجيه اتهامات أخلاقية وسياسية له، وخلال بحثه عن الحقيقة يكتشف أن هناك أكثر من وجه لها، ومن ثم عليه أن يدرك كافة جوانب الحقيقة قبل أن يتخذ قراره الذي سيتحدد على أساسه مصير العديد من الأشخاص.
مها ( روبي)
صحفية شابة، تحاول تحقيق مجدها الصحفي من خلال تتبع الحقيقة والتعاون مع طبيب التشريح لإثبات صحة تقريره الذي نشرته في جريدتها عن وفاة أحد ضحايا الاشتباكات وتم تكذيبه، ما يتسبب ذلك في تشويه مصداقيتها كصحفية، ومن خلال رحلتهما معا، يتغير مفهومها عن معنى الحقيقة والصحافة وتدرك أن الحقيقة ليست دائماً ما تراه أمامها واضحاً.
خالد (محمد ممدوح تايسون)
شاب شريف يعمل في محجر، تدفعه الظروف إلى قتل أخيه علاء دفاعاً عن والدته بعدها شاهده يحاول الاعتداء عليها ويضطر إلى الادعاء أنه قتل في اشتباكات لاظوغلي لحماية سمعة أخيه، بعد وفاته تزوج من خطيبة أخيه الحامل لكنه يجد نفسه في صراع نفسي خاصة مع تلقيه منح ومساعدات باعتباره أخ لشهيد ومطاردة دكتور ياسين ومها له لكشف حقيقة ما حدث.
سيدات – ام علاء (عارفة عبد الرسول)
أم فقيرة لا تملك سوى ولديها خالد وعلاء، تحاول دائما حماية أبنائها وتصاب بصدمة نفسية بعدما يتعرض ابنها الأصغر للقتل وفي نفس الوقت تحاول حماية ابنها الأكبر خالد وهو كل ما تبقى لها، وتضطر للانعزال في منزلها خوفاً من كشف الحقيقة إلا أن مطاردة دكتور ياسين ومها تضطرها للخروج إلى العلن. 
سلمى ( اسماء ابو اليزيد)
خطيبة علاء، شابة تتميز بعديد من الجوانب الإنسانية والنفسية ورغم الضعف الظاهر عليها فإن ردود أفعالها تكشف عن قوة شخصيتها. تجد سلمى نفسها في صراع بين الكشف عن حقيقة مقتل خطيبها علاء وبين شعورها بالامتنان لأخيه خالد وخوفها من الفضيحة خاصة مع محاولات الدكتور ياسين كشف حقيقة ما حدث. 
علاء (احمد مالك)
شاب صغير يتعرض للقتل خلال اشتباكات لاظوغلي، وتشير كافة أقوال أهل الحارة إلى كونه شابا جيدا يحظى بحب الجميع إلا أن الحقيقة مختلفة تماماً 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه