: آخر تحديث

إيطاليا تثير غضب المفوضية الأوروبية وقلق الأسواق بميزانيتها الجديدة

107
107
76

ميلانو: حدد التحالف الشعبوي الحاكم في إيطاليا ليل الخميس الجمعة العجز بـ2.4 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي في السنوات الثلاث المقبلة، مثيرًا استياء المفوضية الأوروبية وتوترًا في أسواق المال.

عند بدء الجلسات الجمعة، ارتفع معدل فائدة الإقراض الإيطالية، بينما خسرت بورصة ميلانو أكثر من 3 بالمئة حوالى الساعة العاشرة قبل أن يتم تعليق الأعمال فيها. وبدأت الآثار تظهر على اليورو نفسه أمام الدولار.

أقرت الحكومة الإيطالية العجز بعد مواجهة طويلة بين وزير المال المعتدل جيوفاني تريا الذي يريد أن تكون نسبة العجز 1,6 بالمئة لتجنب أي توتر، وحزبي حركة خمس نجوم والرابطة اللذين حصلا على ما يريدانه. وسيبلغ العجز العام 2,4 بالمئة في 2019 (وكذلك 2020 و2021)، بينما كانت حكومة يسار الوسط تهدف إلى نسبة 0,8 بالمئة للعام الجاري.

دفع الاتفاق حركة خمس نجوم إلى الاحتفال طوال ليل الخميس الجمعة في روما، والرابطة. واعتبر الحزبان أنه من الضروري أن ينفذا وعودهما الانتخابية، وعلى رأسها تأمين دخل للمواطن يبلغ 780 يورو الأكثر فقرا ونظام تقاعدي أكثر سخاء وإصلاح ضريبي.

يشمل الإجراء الأول 6,5 ملايين شخصا والإجراء الثاني حوالى 400 ألف شخص. وصرح المفوض الأوروبي للاقتصاد بيار موسكوفيسي أن الميزانية الإيطالية "تبدو مخالفة" للقواعد الأوروبي. وقال لإذاعتي "بي اف ام تي في" ومونتي كارلو "إنها ميزانية تبدو اليوم خارجة عن قواعدنا المشتركة".

ووصف الدين الإيطالي العام الذي تبلغ نسبته حوالى 132 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي، بـ"القابل للانفجار". وشدد على أن قواعد منطقة اليورو "يجب أن تحترم".

وقال إن "هذه القواعد هدفها مشترك في فرنسا وإيطاليا وكل دول منطقة اليورو. إذا ارتفع الدين العام فاننا نوجد عندها وضعا غير مستقر". وأكد أن "العقوبات ممكنة نظريا لأنها ورادة في الاتفاقيات، لكن لست في وارد العقوبات".

وأكد نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو زعيم كتلة حركة خمس نجوم الجمعة أن روما "لا تنوي الذهاب إلى نزاع" مع المفوضية الأوروبية.

أضاف أن "المخاوف مشروعة لكن هذه الحكومة ملتزمة الإبقاء على العجز 2,4 بالمئة لثلاث سنوات" وفق مشروع الميزانية الذي وصفه رئيس الحكومة جوزيبي كونتي بانه "منطقي وشجاع".

على حساب الشباب
وأكد دي مايو "نريد تسديد الدين ويمكنني أن أؤكد لكم أن الدين سينخفض" بفضل "نمو اقتصادي لم يكن متوقعا" وسينجم من الميزانية التي تتضمن استثمارات كبيرة.

ورأى كارلو كوتاريلي مدير مرصد الحسابات العامة في جامعة كاتوليكا والمسؤول السابق في صندوق النقد الدولي إنه بهذا المستوى من العجز، "ستضعف" المالية العامة الإيطالية بما أن الدولة ستقوم بتمويل الإصلاحات "ليس بالضرائب، بل بالاقتراض".

لكن المعارضة لا تصدق ذلك. فإيطاليا تعاني من دين يبلغ 2300 مليار يورو تمثل حوالى 131 بالمئة من إجمالي ناتجها الداخلي، وهو أعلى معدل في منطقة اليورو بعد اليونان.

وقالت مارياستيلا جيلميني المسؤولة في حزب إيطاليا إلى الأمام فورتسا ايطاليا حزب سيلفيو برلوسكوني إن الحكومة "تعرض البلاد لمخاطر غير معقولة عبر رفع العجز في اجمالي الناتج الداخلي إلى أكثر من 2 بالمئة".

من جهته، صرح سكرتير الحزب الديموقراطي (يسار الوسط) ماوريتسيو مارتينو "نتحدث عن عجز قدره مئة مليار يورو على مدى ثلاث سنوات، على حساب الشباب".

ويمكن أن تشهد روما ارتفاعا في الفارق بين معدلات فائد الاقراض الايطالية والألمانية الذي يخضع لمراقبة دقيقة وتجاوز الـ300 نقطة بسبب القلق من السياسة المقبلة.

وحوالى الساعة 11,45 (09,45 ت غ) ارتفع معدل فائدة الاقراض الايطالي لعشر سنوات الى 3,170 بالمئة مقابل 2,888 بالمئة في نهاية جلسة الخميس في السوق الثانوية، ما يرفع الفارق إلى 270 نقطة. وبقدر ما ترتفع المعدلات تزداد كلفة التسديد على الدولة، ما يقلص هوامش المناورات المالية.

وقال جاك آلن المحلل في مجموعة "كابيتال ايكونوميكس" انه في هذا الوضع سيشكل الحصول على ضوء أخضر من المفوضية الأوروبية التي تتذمر من كل ميزانية إيطالية، على الرغم من الظروف التخفيفية (الهجرة والزلازل خصوصا...) "أكثر من تحد".

قال آلن إن معدل الفائدة لعشر سنوات يمكن أن يبلغ 3,5 بالمئة بحلول نهاية العام، "ما سيثير قلقا حول قدرة إيطاليا على سداد الدين".

وردا على سؤال في هذا الشأن، أكد دي مايو إنه "ليس قلقا" لأن 2,4 بالمئة هي أيضا "15 مليار يورو من الاستثمارات" التي ستؤدي إلى النمو، على حد قوله. من جهته، صرح النائب الآخر لرئيس الوزراء ماتيو سالفيني رئيس حزب الرابطة أن "الأسواق ستستقر مجددا".
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد