: آخر تحديث

إدارة ترمب تسعى إلى عقد اتفاقات تجارية مع اليابان والاتحاد الأوروبي وبريطانيا

118
113
89

واشنطن: تعتزم واشنطن التفاوض بشأن اتفاقات تجارة حرة مع كل من اليابان والاتحاد الأوروبي وبريطانيا على انفراد، في بادرة تهدئة بعد تلويحها بفرض رسوم جمركية عقابية، منددة بعجزها التجاري تجاه شركائها.

أفاد مكتب ممثل التجارة الأميركي أنه "عملًا بتعليمات من الرئيس، أبلغ ممثل التجارة الأميركي روبرت لايتهايزر الكونغرس اليوم أن إدارة ترمب تعتزم التفاوض في 3 اتفاقات تجارية منفصلة" مع هذه الأطراف.

لم يوضح المكتب إن كانت هذه الأطراف الثلاثة أعطت موافقتها المبدئية للدخول في مثل هذه المفاوضات حول اتفاقات ثنائية، مشيرًا إلى أنه سيعلن أهداف هذه المفاوضات قبل ثلاثين يومًا على الأقل من بدئها رسميًا.

يتباين هذا الإعلان مع توعد دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية مشددة إضافية على أي بلد يرفض فتح أسواقه أكثر أمام المنتجات الأميركية. كما أنه صدر قبل أن تستكمل وزارة التجارة تحقيقها في إمكانية فرض رسوم جمركية جديدة في قطاع صناعة السيارات، وهو ما يثير مخاوف بصورة خاصة في الاتحاد الأوروبي واليابان على هذا القطاع الأساسي في الاقتصاد العالمي.

وكُلفت "مجموعة عمل" بقيادة المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم وروبرت لايتهايزر منذ ذلك الحين درس إمكانية إرساء مثل هذا الاتفاق وخطوطه العريضة.

عملية "معقدة"
بالرغم من هذه المساعي، أبلغ الطرفان أخيرًا أن الهوة لا تزال واسعة بينهما. وفرنسا مصرة بصورة خاصة على استثناء القطاع الزراعي من أي مفاوضات، وهي تخشى العودة إلى اتفاقية "الشراكة التجارية والاستثمارية العابرة للأطلسي" المجمدة منذ وصول ترمب إلى البيت الأبيض، إذ كانت تثير مخاوف الأوروبيين من وصول واردات من اللحوم الأميركية بالهورمونات والمواد المعدلة جينيًا.

كتب لايتهايزر أن "العلاقة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هي الأكثر أهمية والأكثر تعقيدًا في العالم مع مبادلات تجارية بأكثر من 1100 مليار دولار".

وبالرغم من هذا الحجم الهائل من الحركة التجارية، لفت إلى أن المصدرين الأميركيين في قطاعات أساسية يخضعون لرسوم جمركية وغير جمركية "منذ عقود تقود إلى اختلال في الميزان التجاري الأميركي مع الاتحاد الأوروبي". وقال لايتهايزر في الكونغرس إن المحادثات مع المملكة المتحدة ستبدأ ما أن يصبح البلد "جاهزًا" بعد خروجه من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس 2019.

جاء في البيان إن "الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ستكونان على التوالي أول وخامس أكبر اقتصاد في العالم (...) واتفاق تجاري البلدين قد يعزز العلاقات أكثر بينهما من خلال إلغاء الرسوم الجمركية المفروضة حاليًا على السلع والخدمات والحواجز غير الجمركية".

ونشرت المذكرة في وقت يبدو احتمال عدم التوصل إلى اتفاق بين لندن وبروكسل في المفاوضات حول بريكست "مرجحًا أكثر من أي وقت مضى"، بحسب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.

محطة مهمة
في ما يتعلق باليابان، جرت مفاوضات أولية بين ممثل التجارة الأميركي ووزير الاقتصاد الياباني توشيميتسو موتيغي في أغسطس في الولايات المتحدة. غير أن وجهات نظر الطرفين كانت متباينة في ذلك الحين، إذ كانت طوكيو تفصل اتفاقًا متعدد الأطراف على غرار اتفاقية "الشراكة عبر المحيط الهادئ"، التي لا تزال تأمل في إقناع الولايات المتحدة بالعودة إليها.

وشدد لايتهايزر الثلاثاء على أهمية التجارة بين البلدين اللذين "يمثلان حوالى 30% من إجمالي الناتج الداخلي العالمي" مضيفًا أن "اليابان مهمة، لكنها في غالبية الأحيان سوقًا مفتوحة بصورة غير كافية لمنتجات المصدرين الأميركيين".

ورأى أن "إعلان اليوم محطة مهمة"، مشددًا على أن أجهزته تتعهد بتولي هذه المفاوضات من أجل تحقيق "نتائج جوهرية لمصلحة العمال والمزارعين ومربي المواشي والشركات الأميركية".

وسجلت الولايات المتحدة عام 2017 عجزًا تجاريًا في السلع والخدمات بقيمة 55.5 مليار دولار مع اليابان و151.4 مليار دولار مع الاتحاد الأوروبي، و14.2 مليار دولار مع بريطانيا وحدها.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد