في إطار تفعيل الجهة 13 للمقاولين مغاربة العالم، تنظم الوزارة المنتدبة المكلفة المغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، بشراكة مع شبكة الكفاءات المغربية الأميركية، المنتدى الثالث للكفاءات المغربية المقيمة بالولايات المتحدة، في مراكش، وذلك يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، تحت شعار: "مغاربة العالم: كفاءات لمغرب الغد".
إيلاف من الرباط: ذكر بيان للمنظمين، أن هذا المنتدى ينعقد "تفعيلًا لتوصيات لقائي نيويورك في يونيو 2012 والرباط في يونيو 2013"، كما "يندرج في إطار استراتيجية الوزارة الرامية إلى تعبئة كفاءات مغاربة العالم وتسخير خبراتهم ومعارفهم خدمة لبلدهم المغرب".
سيعرف المنتدى مشاركة حوالى 100 كفاءة مغربية مقيمة في الولايات المتحدة ونظرائها في المغرب (أصحاب مقاولات، أطر عليا، أطباء، باحثون...)، وسيتطرق إلى موضوعات مختلفة كخلق المقاولات والاستثمار والتكنولوجيات الحديثة والتكوين والبحث والصحة.
تتوزع أشغال المنتدى ثلاث جلسات، تنطلق كل واحدة منها بتقديم الإطار العام متبوعًا بمداخلات سريعة لحاملي المشاريع، تليها شهادات للكفاءات المغربية المقيمة في الولايات المتحدة، كما سيتم تخصيص فضاء للمباحثات المباشرة بين حاملي المشاريع ومختلف الشركاء العموميين والخواص.
أشارت ورقة تأطيرية للمنتدى أن المغرب عمل على وضع سياسة مندمجة تجاه مغاربة العالم تهدف إلى الدفاع عن مصالحهم وتعزيز ارتباطهم بوطنهم الأصل، وتعبئة كفاءاتهم خدمة للورشات التنموية الكبرى التي أطلقها المغرب تحت قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس؛ مع الإشارة إلى أن المغرب عبر خلال العقدين الأخيرين عن رغبة أكيدة في تعبئة طاقات مغاربة العالم باعتبارهم فاعلين محوريين في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحركًا لتشجيع الاستثمار ونقل الخبرات والمعارف والتكنولوجيات.
أضافت الورقة أن الوزارة المنتدبة المكلفة المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة أطلقت بتنسيق مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، في يوليو الماضي فضاء افتراضيا خاصا بالمقاولين مغاربة العالم أطلق عليه "الجهة 13"، وذلك بهدف توفير إمكانية التواصل والتشبيك بينهم وبين مختلف الفاعلين الاقتصاديين وتشجيعهم على الاستثمار في بلدهم المغرب. كما تم إحداث عدة شبكات للكفاءات، سواء موضوعاتية (شبكة الأطباء مغاربة العالم، شبكة المحامين مغاربة العالم، شبكة البيئيين مغاربة العالم) أو جغرافية (ألمانيا، فرنسا، كندا، الولايات المتحدة).
ويعتبر المغاربة المقيمون في الولايات المتحدة، والذين يقدر عددهم بأكثر من 150 ألفًا من الجاليات الأعلى كفاءة وتأهيلًا، حيث يحمل 41 بالمائة منهم شهادة جامعية عليا، و21 بالمائة منهم يشغلون مناصب عليا.
وذكرت الورقة بمرور 240 سنة على انطلاق العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والولايات المتحدة، حيث إن أقدم اتفاقية بين البلدين تشير إلى أن المغرب كان أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة في ديسمبر 1777.
من جهة أخرى، تضيف الورقة، انطلقت المفاوضات بين المغرب والولايات المتحدة، بخصوص اتفاقية التجارة والصداقة، سنة 1783، وهي المفاوضات التي أسفرت سنة 1787 عن توقيع "معاهدة الصداقة والملاحة والتجارة" التي تتيح حرية تبادل السلع والخدمات بين البلدين. كما إن المغرب هو البلد الأفريقي الوحيد الذي وقع اتفاقية للتبادل الحر مع الولايات المتحدة سنة 2004 (دخل حيز التنفيذ سنة 2006).
بلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين 33.8 مليار درهم (3.38 مليار دولار سنة 2017، مما يجعل الولايات المتحدة رابع مزوّد للمغرب (26.01 مليار درهم/ 2.6 مليار دولار)، وخامس زبون له (7.79 مليار درهم/779 مليون دولار).