: آخر تحديث

وفد من كبار مسؤولي التجارة الأميركيين يتوجه إلى بكين

91
96
81

واشنطن: يتوجه وفد أميركي رفيع المستوى بقيادة وزير الخزانة ستيف منوتشين الأربعاء إلى بكين لمحاولة إيجاد تسوية للخلافات العديدة بين البلدين سعيًا إلى تفادي حرب تجارية.

بعد تنديده منذ أشهر بالعجز التجاري الأميركي الهائل تجاه الصين وبممارسات بكين التجارية "غير النزيهة"، يوفد ترمب وزيره لإجراء مفاوضات بغية التوصل إلى تسوية. يرافق وزير الخزانة وزير التجارة ويلبور روس وممثل التجارة روبرت لايتهايزر وكبير المستشارين التجاريين في البيت الأبيض لاري كادلو.

وأقر لايتهايزر الثلاثاء قبل انطلاقه إلى بكين بأن "قائمة المسائل الإشكالية طويلة"، مضيفًا "إنه تحدّ كبير جدًا". وقال منوتشين الاثنين لشبكة فوكس نيوز "لا أريد التكهن بما سيحصل أو لا يحصل، إننا نتوجّه إلى هناك لإجراء مناقشات صريحة"، معربًا عن "تفاؤل حذر".

ويسعى الرئيس الأميركي إلى حمل العملاق الآسيوي على فتح أسواقه أكثر أمام المنتجات الأميركية، مطالبًا بخفض العجز في المبادلات التجارية مع بكين، بمقدار مئة مليار دولار، بعدما وصل إلى 375 مليار دولار خلال عام 2017.

كما تعتزم الولايات المتحدة تعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية، ومنع الصين من إلزام الشركات العاملة فيها بإقامة شركات محاصة "قسرية"، وهي ممارسات تهدف إلى نقل المهارة والتكنولوجيا الأميركية يندد بها أيضًا الأوروبيون.

وقال ويلبور روس لشبكة "سي إن بي سي" الثلاثاء إن "الرئيس ترمب أعرب عن وجهة نظره بوضوح، حان الوقت للتحرك. عجزنا التجاري أكبر مما ينبغي، وهو مستمر ومزمن أكثر مما يمكن احتماله".

وبعدما فرضت الإدارة الأميركية على الصين في نهاية مارس رسومًا جمركية على صادراتها بنسبة 25% للصلب، و10% للألمنيوم، تواجه الصين الآن تهديد رسوم جمركية جديدة، قد تفرض اعتبارًا من 22 مايو، بحسب ممثل التجارة، وتطال حوالى 50 مليار دولار من المنتجات المصدرة إلى الولايات المتحدة.

موضوع شائك
ولفت روس إلى أن الصين ستخسر أكثر من الولايات المتحدة جراء نزاع تجاري، وقال لشبكة "سي إن بي سي": "نحن الذين نتكبد العجز، وهذا يعني في نهاية المطاف أنهم سيخسرون أكثر منا". لكنه أشار إلى أن هدف الولايات المتحدة ليس "الانتحار". وقال "لا نريد أن نراهم يهلكون، ولا أن نهلك نحن أنفسنا"، في وقت بات اقتصاد البلدين مترابطًا بشكل وثيق.

لم يرشح الكثير من المعلومات حول برنامج الوفد الأميركي في الصين. واكتفى روس بالتوضيح أنهم سيلتقون الخميس والجمعة نظراءهم الصينيين، وأن مدة الزيارة الإجمالية ستتوقف على التقدم الذي ستحرزه المفاوضات. وقال "لن أذهب إلى هناك، لو لم أكن على قناعة بوجود بعض الأمل" في إحراز تقدم.

من جهته، شدد لايتهايزر على أن "الملكية الفكرية هي النقطة الشائكة الأكبر" المطروحة بين البلدين على ضوء خطة "الصين 2025" لتطوير القطاع الصناعي.

وأوضح أن "هذه السياسة تطمح إلى امتلاك شركات وطنية كبرى في جميع أنحاء العالم". أضاف "هذا ما حصل مع الفولاذ والألمنيوم وأشباه الموصلات، والآن يريدون القيام بالأمر نفسه في كل المجالات".

وكان لايتهايزر وصف المشكلات بين البلدين بأنها بالغة، ولا سيما على ضوء ممارسات صينية تقوّض قدرة الولايات المتحدة على التموضع في مجال اقتصاد المستقبل، ذاكرًا من ضمن هذه الممارسات النقل القسري للتكنولوجيا وصولًا حتى إلى سرقة التكنولوجيا. وقال خلال مؤتمر أميركي صيني للأعمال "إنهم يستخدمون قوانينهم للحصول على تكنولوجيا بدون دفع ثمنها".

وعلقت الصين بـ"إيجابية" على زيارة الوفد الأميركي الرفيع المستوى، بعدما كان الرئيس شي جينبينغ أعلن في 9 أبريل أن بلاده "ستدخل مرحلة جديدة من الانفتاح". وقال "الصين لا تسعى إلى تحقيق فائض تجاري! نأمل بصدق في تعزيز وارداتنا". كما تعهد بخفض الرسوم الجمركية الصينية "بنسبة كبيرة" خلال هذه السنة على واردات السيارات و"منتجات أخرى".

وإذ أثنى ترمب على هذا "الكلام اللطيف"، رأى أن هناك "فرصة جيدة جدًا للتوصل إلى اتفاق" مع الصين، ولو أن هذا البلد "غير منفتح في الوقت الحاضر". وأضاف "إنهم يجرون صفقات تجارية معنا، لكننا لا نجري صفقات تجارية معهم".
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد