: آخر تحديث
يعتبر رابع ضربات الإرهاب في المملكة خلال 2016

هجوم الأردن يؤرق قطاعه السياحي عشية الأعياد

146
160
137

تتزايد المخاوف في الأردن من تأثر السياحة والإقتصاد بشكل إضافي غداة الهجوم في الكرك، الذي أوقع عشرة قتلى، بينهم سائحة كندية، في بلد يعاني أصلًا من أوضاع اقتصادية صعبة بسبب أوضاع المنطقة.

عمّان: تضرر قطاع السياحة في الاردن اثر أحداث "الربيع العربي" عام 2011 وسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق واسعة في العراق وسوريا، فيما ترزح المملكة تحت عبء استقبال النازحين من سوريا والعراق، حيث تراجع عدد السياح والعائدات منذ ذلك الحين في بلد تجاوز دينه العام 34 مليار دولار.

تأثير فوري
يقول شاهر حمدان، رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر في الاردن، لفرانس برس، إن "قطاع السياحة في الاردن يتأثر بأي حدث عالمي أو إقليمي، فما بالك عندما يكون حدثًا ارهابيًا في الداخل".

اضاف أن "القطاع يعاني اصلاً ازمة، نحن في الاردن لدينا وضع أمني جيد مقارنة بالدول المجاورة، وبالتالي أي إقلاق لوضع الأمن في الاردن، سيؤدي الى تأثير مباشر على السياحة"، مشيرًا الى ان هجوم الكرك وما حصل في قلعتها التاريخية وخلال تواجد مجموعات سياحية ماليزية وكندية "سيؤدي طبعًا الى تأثير سيئ" على قطاع السياحة.

وفي المملكة عشرات المواقع السياحية، ابرزها مدينة البتراء الاثرية، احدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، والبحر الميت، الذي يعد اخفض بقعة على وجه الارض، ناهيك عن خواصه العلاجية، والمغطس حيث موقع عماد السيد المسيح.

وهجوم الكرك (جنوب) الذي استهدف مركزاً امنيًا ودوريات شرطة، أسفر عن عشرة قتلى، بينهم سبعة رجال امن وسائحة، قبل مقتل اربعة مسلحين تحصنوا في قلعة الكرك، في رابع حدث ارهابي يقع خلال عام 2016.

يعتمد اقتصاد الاردن، البالغ عدد سكانه حوالى 9,5 ملايين نسمة، وتشكل الصحراء نحو 92% من مساحة اراضيه، الى حد كبير على دخله السياحي الذي يشكل نحو 14% من اجمالي الناتج المحلي. وتراجع الدخل السياحي حتى نهاية اكتوبر 2016 ليبلغ 3,1 مليارات دولار، فيما كان تجاوز 4 مليارات دولار عام 2015.

وتأثر الوضع الاقتصادي ايضًا نتيجة انقطاع الغاز المصري، وسط ارتفاع اسعار النفط وتدفق اللاجئين من العراق وسوريا ثم اغلاق الحدود مع البلدين الجارين. 

إلغاء احتفالات
من جانبه، يقول سميح المعايطة وزير الاعلام السابق والكاتب والمحلل السياسي، لفرانس برس "نحن في منطقة ملتهبة، بالتالي أي حدث من هذا النوع يؤثر حتمًا على السياحة والاقتصاد". وأكد أن "المسلحين الذين قتلوا في الكرك كانوا يخططون لعمليات ارهابية اكبر، لا سمح الله لو وصلت تلك الخطط الى مرحلة التنفيذ، لكان التأثير سيكون اكبر على الاقتصاد والسياحة".

من جانب آخر، رأى حمدان ان حادث الامس "افسد على الاردنيين فرحة الاحتفال بأعياد الميلاد المجيد ورأس السنة، وهذا ايضًا يؤثر على الواقع السياحي". وقرر قائمون على احتفالات اعياد الميلاد في الاردن إلغاء الاحتفالات المقررة في بلدات الفحيص (غرب عمان) ومأدبا (جنوب) والحصن في إربد (شمال) "تضامنًا مع شهداء الوطن".

من جهته، قال محمد أبو رمان من مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية، لوكالة فرانس برس "سابقًا لم يكن رجل الأمن هدفاً بالنسبة الى التيار (الجهادي) في الاردن، وبالتالي لم تكن هناك مواجهات". واضاف "اليوم اصبح أي شرطي وأي سائح هدفًا، وهنا تكمن المشكلة، لانه مهما كانت قدرة أي جهاز أمني في العالم، لا يمكن ان يستطيع حماية كل الاهداف، خصوصًا ان القائمة واسعة".

الخسائر حتمية
واعتبر ابو رمان، الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية، أن "هذا النمط من الارهاب لا يمكن لأي جهاز أمني في العالم مواجهته من دون خسائر فادحة".

واكد أن "هناك نقطة تحول مرعبة في وضع التيار الجهادي في الاردن (...) قبل سنة كنا نتحدث عن تيار في الاردن متعاطف مع الجهاديين بسبب استغلال موضوع استهداف السنة في العراق وسوريا، اليوم نتحدث عن خلايا ومجموعات".

اضاف ابو رمان: "باتت هناك مجموعات من الشباب تشعر بأنها جزء من داعش، وبالتالي هي جزء من معركة تنظيم داعش مع الاردن في المنطقة". وهجوم الكرك هو الحادث الارهابي الرابع في الاردن هذا العام.

والكرك هي مسقط رأس الطيار الاردني معاذ الكساسبة، الذي اسقط التنظيم طائرته التي كانت تقصف "الجهاديين" في الرقة في شمال سوريا، قبل ان يبث في فبراير 2015 تسجيل فيديو على الانترنت يظهر عملية احراقه حيًا في قفص. واوقع هجوم على مكتب لدائرة المخابرات في البقعة في شمال عمّان في 6 يونيو الماضي خمسة قتلى من رجال المخابرات.

وقتل سبعة اشخاص في هجوم بسيارة مفخخة لتنظيم داعش استهدف موقعًا عسكريًا اردنيًا يقدم خدمات الى اللاجئين السوريين في أقصى شمال شرق المملكة على الحدود مع سوريا، في 21 يونيو. واحبطت اجهزة الأمن في مارس الماضي مخططًا إرهابيًا في محافظة إربد، مرتبطاً بتنظيم "داعش" ضد اهداف مدنية وعسكرية عقب مواجهات بين قوات الامن ومسلحين أدت الى مقتل سبعة مسلحين وضابط أمن.


 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد