: آخر تحديث
احتجاجا على شروط العمل أو الاجور

اضرابات بالجملة في المملكة المتحدة مع اقتراب الاعياد

139
157
149

لندن: تشهد بريطانيا اضرابات متزايدة تشمل القطارات والطيران والبريد وغيرها... مع اقتراب اعياد نهاية السنة، احتجاجا على شروط العمل او الاجور في بلد ضربه التقشف بقسوة على الرغم من اقتصاد مزدهر.

وقد اضطر 300 الف شخص يستخدمون قطارات شركة ثاذرن رايلوايز التي تربط جنوب بريطانيا في لندن الى ايجاد حلول بديلة هذا الاسبوع، بعد الغاء 2242 رحلة يومية الثلاثاء والاربعاء والجمعة.

ويتمحور النزاع المستمر منذ اشهر حتى الآن، حول رغبة الشركة في ان تعهد الى السائقين وحدهم بمهمة امن القطارات، بعدما كان يقوم بهذه المهمة موظف ثان تقضي مهمته باقفال ابواب العربات.

وتؤكد شركة ثاذرن رايلوايز انها لن تلغي وظائف وان الشخص الثاني سيبقى على متن القطار، لكن النقابات تتخوف من حصول عكس ذلك، وتؤكد انها  تشعر بالقلق على سلامة الركاب في المستقبل.

وهذا النزاع المستمر منذ فترة طويلة، يمكن ان يمتد ليشمل كامل شبكة السكك الحديد في البلاد، وقد هددت النقابات بتشديد تحركاتها.

ويؤثر ايضا على مترو لندن الذي يتعين عليه استيعاب مزيد من المسافرين الاضافيين، مع العلم انه يؤمن حتى الآن في الاوقات العادية الخدمة لأربعة ملايين مسافر يوميا. 

 لعنة الاوراق المتساقطة

من جهة اخرى، يواجه اقدم مترو في العالم وواحد من الاغلى على صعيد اسعار البطاقات، والمعتاد على التأخر في الاوقات العادية، منذ ثلاثة اسابيع، عمليات الغاء قطارات على خط بيكاديللي، وهذا ما ادى الى اضطراب خدمات النقل الذي امتد الى الشبكة بكاملها.

وسحب عدد كبير من قطارات الركاب التي تجتاز العاصمة من الشرق الى الغرب، وتؤمن المواصلات الى مطار هيثرو، اول مطار اوروبي على صعيد المسافرين، من الخدمة بسبب الاضرار التي لحقت بالعجلات من جراء تراكم اوراق الشجر المتساقطة على السكك. وليس من المتوقع عودة الامور الى طبيعتها قبل يناير.

وصعوبات التنقل يمكن ان تمتد الاسبوع المقبل الى النقل الجوي. فحوالى 2000 من الموظفين الذين يشغلون شركة بريتش ايروايز الجوية (اي 15% من العدد الاجمالي) صوتوا في الواقع مؤيدين الاضراب، بناء على دعوة من نقابة "يونايت"، اول نقابة بريطانية في نزاع حول اجور الموظفين الجدد منذ 2010.

وتقول النقابة انه اذا كانت اجور هؤلاء الموظفين الجدد التي كشفت عنها الشركة الجوية تتراوح بين 21،000 جنيه استرليني (25,000 يورو) وبين 25،000 جنيه استراليني سنويا، فهي تبدأ في الواقع بـ 12،000 جنيه سنويا بالاضافة الى ثلاثة جنيهات اضافية في الساعة للرحلة.

وقال مات سميث المسؤول في النقابة ان "عددا كبيرا من الموظفين مضطرون الى ايجاد وظيفة ثانية، وان كثيرين سيعملون عندئذ، فيما هم غير مؤهلين لانهم لا يستطيعون ان يقدموا اجازة مرضية".

ولم تحدد النقابة بعد موعد هذا الاضراب الذي يمكن ان يبدأ يوم الاربعاء في 21 ديسمبر وان يؤدي الى عرقلة الرحلات، فيما تبدأ في اليوم نفسه الاجازات المدرسية البريطانية لعيد الميلاد.

- رهان على الاضراب المقبل -انها اعياد ميلاد يمكن ان ينقص خلالها بعض الهدايا تحت شجرة الميلاد بعد ان اعلن موظفو مكاتب البريد ايضا اضرابا يستمر خمسة ايام الاسبوع المقبل، احتجاجا على "الهجمات  المتواصلة على الامن الوظيفي واجور التقاعد".

وحيال تزايد النزاعات الاجتماعية التي شملت ايضا المستشفيات من خلال عدد كبير من الاضرابات التي قام بها اطباء هذه السنة، شددت الحكومة في مايو القانون المتعلق بالحق في الاضراب "من اجل تأمين حماية افضل للبريطانيين من حركات الاضراب غير الديموقراطية"، كما قالت الثلاثاء المتحدثة باسم رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي.

واضافت "سنستمر في مناقشة طريقة تطبيق هذه التدابير".

وقررت مكاتب المراهنات الاستفادة من الوضع من خلال اطلاق رهانات الخميس حول القطاع المقبل الذي يمكن ان يخوض تجربة الاضراب. وفي صدارة تصنيفها، حل الاطباء وتلاهم سائقو الشاحنات وعناصر الشرطة ورجال الاطفاء.

وسخر بادي باور بالقول "ثاذرن رايلوايز ومكتب البريد وبريتيش ايروايز. وتقوم بريطانيا المجيدة بعد الخروج من بريكسيت بكل ما في وسعها لمنافسة المضربين الفرنسيين، وفيما يعيش بريطانيون في كل انحاء البلاد في البؤس، سنحاول ربح بعض الجنيهات حول المجموعة المقبلة التي ستنضم الى الاضراب".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد