: آخر تحديث

تقرير يدعو الى اعتبار افريقيا سوقا جديدة للمستهلكين

184
170
164

باريس: قالت مجموعة للاستشارات المالية ان افريقيا  تفتقر الى البنى التحتية وشركات التوزيع والشبكات الاعلانية لكنها تتسم بميزة اقتصادية فقدتها الاقتصادات التي توصف "بالناضجة"، وهي المستهلكون "المتفائلون الراغبون في الانفاق".

وكتبت مجموعة "بوسطن كنسالتينغ غروب" في دراسة بعنوان "شعور المستهلك الافريقي 2016" نشرن الثلاثاء ان عدد المستهلكين الافارقة سيبلغ 1،1 مليار شخص في غضون خمس سنوات، اي "ما يفوق اوروبا واميركا الشمالية مجتمعتين".

ودعت المستثمرين الى اعادة النظر في استراتيجياتهم حيال القارة، في الدراسة التي شملت 11 الفا و127 شخصا في احد عشر بلدا افريقيا وخصوصا نيجيريا وساحل العاج ومصر واثيوبيا التي شهدت نسبة نمو بلغت 10،5% في 2015.

وعرفت المجموعة المستهلك ابنه كل شخص يبلغ عمره بين 18 و75 عاما ويتراوح دخله المنتظم بين 50 وسبعة آلاف دولار شهريا. وهذا ما ينسف كل التكهنات المتعلقة ببروز الطبقة الوسطى باعتبارها السوق الوحيدة المحتملة.

وقالت ليزا ايفرز، المديرة المشاركة للمجموعة في مكتب الدار البيضاء، ان "مفهوم الطبقة الوسطى مستورد من مجتمعاتنا الغربية وادى الى كثير من الالتباس حول افريقيا".

واضافت ان "الحقيقة الاجتماعية-الاقتصادية في افريقيا تتباين تباينا كبيرا من بلد الى آخر، وتختلف عن تلك القائمة في الاسواق التي تتسم بنضوج اكبر. وهذا لا يؤثر اطلاقا على مفهومنا المتعلق بالاستهلاك الافريقي المحتمل".

ويقر جوليان غارسييه مدير مركز "ساغاسي للبحوث" الاقتصادية المتخصصة حول افريقيا، بأن القارة "ما زالت بعيدة عن مجتمعات الاستهلاك كما نعرفها". 

ويذكر غارسييه في هذا المجال بأن "الطبقة المتوسطة الافريقية تفضل القيام بشراء المواد الغذائية من متاجر الحي وليس من السوبرماركات".

لكن غارسييه الذي يتبنى ما توصلت اليه مجموعة بوسطن الاستشارية، يؤكد "وجود رغبة قوية للاستفادة من النمو الذي غالبا ما يتوزع بين الاثرياء وقسم صغير من الطبقة المتوسطة، وهي رغبة في العيش على مستوى افضل والحصول على الخدمات".

وتشجع الثقة في مستقبل افضل (88% من الاشخاص الذين سئلوا اراءهم، اي ضعف النسبة المسجلة في الاقتصادات "الناضجة")، على الاستهلاك. لكن ما زال يتعين معرفة كيفية الوصول الى هذه الاسواق الجديدة.

الابتكار بأي ثمن

ويتفق جميع الاختصاصيين على القول ان الاستثمارات التي فشلت، لم تأخذ كثيرا في الاعتبار خصوصيات القارة او خصوصيات كل بلد. 

وقال جوليان غارسيه المقيم في نيروبي "ان مشاكل التوزيع ونقص البنى التحتية غالبا ما تكون هي نفسها، لكن عادات الاستهلاك تختلف اختلافا كبيرا بين بلد وآخر".

واضاف "في كينيا، لا يحتسون القهوة، لكنهم يشربون كثيرا من مشتقات الحليب. والعكس في نيجيريا. الشركات الصناعية لا يمكن ان تتطور في كل مكان بطريقة واحدة".

والعائق الآخر امام الاستهلاك في القارة الافريقية، يتمثل بضعف الخدمات المصرفية. 

وحول هذه النقطة، تشجع مجموعة بوسطن الاستشارية المستثمرين على التفكير في التكامل المصرفي بفضل الهاتف النقال، كما حصل بنجاح في كينيا على سبيل المثال، بفضل شركة مبيسا.

وذكرت المجموعة بأن "250 مليون افريقي لا يشملهم النظام المصرفي سيمتلكون بحلول 2019 هاتفا نقالا ويحصلون على عائد لا يقل عن 500 دولار شهريا". 

وفي ساحل العاج وحدها، ارتفع عدد مستخدمي الانترنت من مئتي الف مشترك في 2008 الى ثمانية ملايين في 2016، بفضل شبكة 3 جي.

هل تشكل التقنيات الجديدة عاملا مساعدا للمستهلك الافريقي؟ يشهد هذا القطاع تطورا، اولا، عبر الوصول الى الاعلان لكن ايضا بفضل مواقع الشراء على الانترنت، كمنصة جوميا النيجيرية التي تعرض مجموعة واسعة من المنتجات التي تسلم في المنازل للتعويض عن التقصير في مجال التوزيع.

وفي ساحل العاج، يريد موقع جديد لمقارنة الاسعار، تقديم المساعدة على صعيد "السعي الى خفض غلاء المعيشة" الناجم عن الاحتكارات في بوابات الانترنت او التوزيع الكبير او التقاعس في اعلان الاسعار.

وما زالت كل هذه المبتكرات تركز على فئة الشبان والمدن. لكن الفقراء او البعيدين عن مركز النشاط الذين تهملهم الفعاليات الاقتصادية حتى الان، يشكلون ايضا سوقا للمستهلكين المحتملين. 

وفي هذا المجال ايضا، يتعين على شركات التوزيع البحث عن اساليب مبتكرة.

وفي كينيا، طرأت في ذهن احد الصناعيين فكرة بيع العسل في اكياس صغيرة لدى خروج التلامذة من المدارس بسعر زهيد.

وهو يعول خصوصا على برنامج طورته مؤسسة "العناية بالعسل الافريقي" التضامنية والتي تشجع صغار المزارعين على العودة الى تربية النحل، فيما يواصل سعر العسل ارتفاعه في الاسواق الدولية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد