: آخر تحديث

سهى الجندي: زعيم الشيروكي بلا قبيلة

204
216
194

 
لا يزال جالسا على تلة بيضاء
تكسوها ثلوج الشتاء
ينتحب بصمت أليم
ثم يعوي كالذئاب 
شيخ الشيروكي مكلوم الكبرياء
يا لقرب الأمس من غد
وتغير الأحوال بين أمس وغد
لا زال تاج الريش على رأسه 
مدجج بالرماح والتمائم
زعيم الهنود الحمر
صار رجاله رمادا
ونساؤه إماء
حين هاجمهم رعاة البقر
وأحرقوا الأرض والفضاء 
لملم الجماجم وخبأها في لحف الجبل
لعلهم يبعثون من كثرة الدعاء
يفتقدهم جميعا 
ربما
لكنه يفتقد مجده وصولجانه 
من الذي سيسجد له 
من الذي سيفهمه
من الذي سيستخرج منه النبوءة والمكرمات
لو أنه لم يختبئ
لمات معهم واستراح 
يعيش على الذكريات 
هناك ظفروا براعي بقر وصلبوه 
هناك ظفروا بزعيم قبيلة مجاورة وأحرقوه
كان يرسل الصقور صباحا
فتعود في المساء بصيد سمين 
كان يملأ القوارير ماء مقدسا
فيبرأ السقيم ويتئم العقيم
ويمسحون وجوههم من تراب خطاه 
كانت الصبايا يتكسرن أمامه
لعله يختار واحدة 
إذا لمعت لها عيناه 
زعيم الشيروكي باركته السماء 
ومنتحته أطايب الحياة 
وكل ما طالت يداه 
ملهم هو وصفي الاله  
كانت ساعة الأحداث في معصمه 
ومجس السلام في عيينيه ومبسمه 
وكل شيء مختصر في اسمه
آه من وجع الذكريات 
وندم على ما فات 
وخوف مما هو آت 
كل مجده صار هباء
يردد بقية عمره 
تبا لطول العمر على هامش البقاء 
كان لا يحفل بهمومهم
ولا يتذكر أسماءهم 
ويعتاش على طبيتهم 
رحلوا وتركوه في العراء 
رأسا بلا جسد
صنما بلا حياة 
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات